رفض أحمد صدقي تلحين أغنية (رايداك) فأصبحت من أشهر أغنيات ليلى مراد
كتب : أحمد السماحي
بدأ الملحن الكبير أحمد صدقي مشواره الفني في نهاية الثلاثينات من القرن الماضي، لكنه لم يلمع ولم تسلط عليه أضواء الشهرة إلا بعد ذلك بسنوات، وبالتحديد عام 1950، عندما عهد إليه بتلحين بضع أغنيات فيلم (شاطئ الغرام) قصة وسيناريو وإخراج هنري بركات، وبطولة (ليلى مراد، حسين صدقي، تحية كاريوكا، منى، ميمي شكيب، ستيفان روستي) وغيرهم من النجوم، أثناء التجهيز لهذا الفيلم اتصل (بركات) بصديقه الملحن أحمد صدقي، وطلب منه أن يشارك بتلحين أغنيات الفيلم مع زملائه (محمد القصبجي، ومحمد فوزي) وأعطاه كلمات ثلاث أغنيات هى (يا ختي عليه، رايداك والنبي رايداك، والميه والهوا)، وبعد أن عاد إلى البيت وقرأ كلمات الأغنيات الثلاث، اتصل بـ (بركات)، واعتذر عن تلحين أغنية (ياختي عليه) حيث لم يجد في كلماتها ما يشجعه على تلحينها، وبالفعل أعطى (بركات) الأغنية للموسيقار محمد القصبجي.
بعد أسبوع من مقابلة (بركات) بدأ أحمد صدقي تلحين أغنيتي (الميه والهوا، ورايداك)، عن ظروف ولادة أغنية (رايداك) تحديدا تحدث الملحن الشرقي الكبير أحمد صدقي لمجلة (الكواكب) فقال: عندما بدأت ألحن أغنية (رايداك) ترددت كثيرا، فإن كلمة (رايداك) لم تكن من الكلمات المطروقة في محيط الشعر الغنائي، وكانت على جانب ذلك كلمة غير مقبولة في الأذن التى تحسن الاستماع إلى الغناء، وكان من الممكن أن أتغاضى عنها لولا أنني لم أستطع أن أضمنها لحنا طيبا أو مقبولا، كانت كلمة (رايداك) بعبارة موجزة كالنغمة النشاز!
وذهبت إلى المخرج (بركات) ورددت عليه الأغنية ليعطيها لغيري من الملحنيين، وسرني أن أرى بركات هو الآخر على رأيي فيما يتعلق بمطلع الأغنية (رايداك والنبي رايداك) حتى إنه عرض على مؤلفها الشاعر الغنائي صالح جودت أن يستبدلها بعبارة (أهواك والنبي أهواك) فلم يقبل (صالح) أن يغيرها، وحاول أن يعطيها لغيري من زملائي الملحنيين، لكن لم يفلح في ذلك، وظل الإشكال قائما، وبعد أيام طلب مني (بركات) أن أجرب مرة أخرى تلحينها، وأعطاني الكلام مجددا.
وعدت إلى البيت ووضعت أمامي آلة التسجيل ومضيت أحاول تلحين الأغنية، ولم أنتبه
إلى مضي الوقت وأنا أحاول تلحينها، حتى طلع الفجر، فاندسست في فراشي لأنام، وفيما أنا أحاول إغماض عيني مر تحت نافذة غرفتي رجل من الفلاحين الذين يبعون (النايات)، وكان أثناء مروره يصفر بلحن من نفس النغم الذي كان مسيطرا على ذهني، ومضى الرجل في طريقة حتى تلاشى صوت نايه، ولكن ظل النغم يتردد في ذهني، فقمت من السرير، وبدأت ألحن الأغنية مجددا، حتى وفقت إلى اللحن الأخير الذي ظهر في الفيلم.
وبعد أن سجلت الأغنية في الاستديو، نسيت اللحن، والكلمات، وبعد شهور عرض الفيلم وحقق نجاحا ساحقا، وكانت أكثر الأغنيات نجاحا أغنيتي (يا مسافر وناسي هواك أو رايداك) وأغنية (يا أعز من عيني) التى لحنها زميلي الموسيقار المتطور محمد فوزي.
لينك اغنية ( رايداك ) :