بعد الزلزال المدمر، أيهما أصح: من يستمر في الغناء أم من يلغي حفله؟!
كتب : أحمد السماحي
بمجرد حدوث الزالزال المدمر الذي حدث يوم الاثنين الماضي، والذي بلغت قوته 7.9 ريختر، وخلف ورائه أكثر من 21 ألفا من القتلى والجرحى في تركيا وسوريا، إضافة إلى انهيار عدد كبير من المباني، وحصار العشرات تحت الأنقاض، سارع عدد كبير من المطربيين بإلغاء حفلاتهم التى كانت مقررة في عدة دول عربية من هؤلاء المطرب الكبير (هاني شاكر)، والذي قرر تأجيل حفله الذي كان مقررا يوم 13 فبراير الجاري في سوريا نتيجة للظروف التي تمر بها سوريا الحبيبة، وحدادًا على ضحايا الزلزال.
مروان خوري
نفس الشيئ فعله المطرب والملحن اللبناني (مروان خوري) الذي كتب على تويتر: (نظراً للكارثة والمأساة التي حلّت بأخواننا في سوريا، ولأن الوجع اكبر من اي محاولة للترفيه عنه سيتم تأجيل حفلاتي في الشام وطرطوس الى اجلٍ غير مسمّى).
مايا دياب
المغنية اللبنانية الجميلة (مايا دياب) ألغت هى الأخرى حفلها الذي كان مقررا إقامته يوم 13 فبراير في لبنان، وكتبت قائلة: (طالبت، وسعيت، والحمدلله قدرت إني إلغي الحفل الذي كان من المقرر إقامته يوم 13 فبراير في لبنان، الفن إنسانية قبل أن يكون ترفيه، والفنان لازم يكون حاسس بالحد الأدنى من الفرح حتى يفرّح الناس، وأنا ما قادرة كون إيجابية بظل هالكارثة التي لن نتخطاها، أعتذر من كل شخص كان حاجز انشالله نلتقي بالفرح).
أصالة
في المقابل أبقى عدد آخر من المطربيين حفلاتهم قائمة في تاريخها المحدد، غير أنهم اختاروا أن يتبرعوا بأجورهم لمساعدة ضحايا زلزال سوريا، من هؤلاء المطربة (أصالة) التى كتبت عبر تويتر: (مو من عادتي إنّي قول، إنّما للاضطرار أحكام، ومتل ما بعمل في الأزمات لأنّي منكم وواجب عليّى اللي بعمله، تبرّعت أيضاً بأجري عن حفل دبي لمن هُمّ أحقّ منّي فيه، وما عملت إلًا واجبي تجاه أهلي وأحبّتي، ولو فيه حفله كلّ يوم بعملها لنعمّر بيوت خربت وقلوب تعبت).
نانسي والمهندس
كما تبرع المطرب العراقي (ماجد المهندس) بأجره في حفله الذي يقام اليوم الجمعة 10 فبراير في الكويت، وقال عبر تويتر: (أعلن عن التبرع باجري في حفل فبراير الكويت، للمتضررين من زلزال سوريا، ربي يرحم اللي فقدناهم في هذا الحادث الاليم ويشافي كل الجرحى)، نفس الشيئ فعلته المطربة (نانسي عجرم) شريكته في نفس الحفل التي تبرعت بكامل أجرها للمتضررين من زلزال سوريا.
بلقيس
المطربة اليمنية (بلقيس فتحي) تبرعت بعائدات حفلها الغنائي الذي أقامته في القرية العالمية بمدينة دبي لأهالي الضحايا والأسر في سوريا المتضررين من الزلزال، وقالت: (نظرا للظروف الراهنة توصلنا إلى فكرة أعتقد أنها بادرة رائعة بيني وبين إدارة القرية العالمية في دبي، إلى أن يذهب ريع هذا الحفل وأجري على وجه الخصوص لإنقاذ المنكوبين جراء زلزال سوريا.. أتمنى الله يفرجها عليهم).
يوسف حرب
متعهد الحفلات والمنتج (يوسف حرب) كشف عبر صفحته على (الانستجرام): أن جولة نانسي عجرم (الأمريكية – الكندية) لن تتأجل ولكن سيتم التبرع بجزء كبير من عائدات الجولة لدعم ومساعدة المتضررين، وسيتم إقامة مزاد علني في كل حفل ستتحول أرباحه أيضاً للمساعدات الإنسانية).
المجذوب
المطرب السوري (محمد المجذوب) تبرع هو الآخر بأجر حفلته التى ستقام يوم عيد الحب لأهل بلده سوريا وكتب قائلا: (قررت الاستمرار في حفلتي في عيد الحب، وبدل ما كون قاعد بالبيت أو عم ساعد على نطاق ضيق، رح قدم ريع الحفلة كامل إلى أهالي مدينة اللاذقية المتضررين).
السؤال الحائر
السؤال الذي يطرحه (شهريار النجوم) من هو الأصح من الفريقين؟!، الفريق الحساس النبيل الذي لم يستطع مقاومة أحزانه وأجل حفلاته، أم الفريق الشجاع الذي قرر تحدي الموت وبث الفرح في النفوس المعذبة التى تريد من يطبطب عليها بصوته وينثر الفرح والبهجة والسعادة في هذه الأيام الصعبة المؤلمة؟!
الحقيقة أن الفريقيين على صواب، فيوجد نوع من المطربيين لا يستطيع الغناء إلا وهو سعيد، ويطير فرحا، وفي حالة نفسية مطمئنة، كما ذكرت (مايا دياب) الفنان لازم يكون حاسس بالحد الأدنى من الفرح حتى يفرّح الناس، ويوجد نوع آخر من المطربيين يمكن أن نطلق عليهم (الأبطال) الذين يقسون على أنفسهم ويتأقلمون مع كل الظروف ويغنوا في أصعب الظروف!
جدير بالذكر أن كثير من رواد مواقع التواصل الإجتماعي شنوا هجوما قاسيا خلال الساعات الماضية على كثير من المطربيين بمجرد علمهم بإقامة حفل للمطرب الفلاني، أو المطربة الفلانية، ونتمنى أن يتوقف هؤلاء – الذين لا يفعلوا أي شيئ إلا الهجوم على عباد الله ــ عن ظلم الناس، وإتهامهم بعدم الإنسانية، أو الجشع، أو السعي وراء الفلوس!.