كتب : أحمد السماحي
شهدت الساحة الإعلامية في الفترة الأخيرة تراشقا بين بعض الأشقاء في مصر والسعودية، وتحول الفضاء الإعلامي والرقمي في كلا البلدين إلى ساحة اتهامات لفظية مستعرة في تبادل بغيض للاتهامات عبر صحفيين وأكاديميين مقربون من السلطات في البلدين الشقيقين، فضلا عن التذكير بـ (أفضال) كل بلد على الآخر، كل هذا وسط التزام سلطات البلدين الرسمية الصمت إزاء هذه الحرب الكلامية.
هذه الحرب الكلامية دفعت أول أمس (علاء مبارك) نجل الرئيس الراحل (محمد حسني مبارك) لكتابة تويته على حسابه الشخصي على (تويتر) يؤكد فيها قوة العلاقة التاريخية بين البلدين، قال فيها: (تجمع مصر والسعودية علاقات تاريخية متميزة، مبنية على الاحترام المتبادل وعلى أسس صلبة، ومحاولةً بعض الأقلام وأبواق الفتن ترويج الشائعات للوقيعة بين البلدين مصيرها الفشل أمام إصرار القادة والشعبين الشقيقين التمسك بثوابت هذه العلاقة).
وأرفق مع (التويته) كليب (مصر السعودية تريد)، كلمات عبدالله أبوراس، ألحان ناصر الصالح، وأحمد محيي، توزيع مدحت خميس، وغناء أمير الغناء العربي هاني شاكر، وأخطبوط العود الخليجي عبادي الجوهر، وحقق الكليب على صفحته حتى الآن 320 ألف مشاهدة، و480 شير، مما يؤكد أهمية وقوة الفن الأصيل عندما يكون نابعا من القلب ولأغراض نبيلة.
يقول هاني شاكر في كلمات الكليب :
مصر السعودية تريد، الحب يرجع من جديد
أهل وحبايب كلنا، وقلوبنا وحدة أكيد
تجمعنا دقات القلوب.. اللي في بيت الله تذوب
القاهرة هيّ الرياض.. دم ونسب وحدة شعوب
من فينا ماشاف الأمل.. في مملكة حب وسلام
لو كان شرف للعمل.. ولا لبيت الله الحرام
ويرد عليه عبادي الجوهرقائلا:
من فينا ماله في مصر.. ذكرى مع أصحاب ولقى
من فينا ما راح العصر.. للنيل يشوف أصدقاه
تجمعنا ضحكات الحياة.. وإيماننا برب وصلاة
قلب العرب لو ينجرح.. من غيرنا يلبّي نداه.
(شهريار النجوم) دق باب أمير الغناء العربي (هاني شاكر) وسألناه عن ظروف غناء هذا الديو الذي جمعه مع المطرب والملحن السعودي الكبير عبادي الجوهر فقال: هذا الكليب قدمناه منذ حوالي 10 سنوات، حيث شهدت العلاقات بين مصر والسعودية في هذه الفترة بعض التوتر، فقررنا عمل هذا الديو لنؤكد العلاقة الوطيدة والتاريخية بين مصر والسعودية، وإنها ليست وليدة العصر الحالي، ولكنها قوية منذ قديم الأزل، والحمد الله حقق (الكليب) وقتها نجاحا كبيرا، وها هو اليوم جمهور (السوشيال ميديا) يستعيده مجددا ويعيد مشاهدته بقوة، وهذا الشيئ أسعدني جدا، وأكد قيمة وأهمية الفن الحقيقي خاصة عندما يكون لغرض إنساني نبيل أو وطني.
وعن تأثير الغناء كقوى ناعمة في تلطيف الأجواء المشحونة بين الدول قال: يلعب الفن بصفة عامة دورا كبيرا في التغلب على الخلافات بين الشعوب، وخلق فرص للتعاون بينها، ويقال أن الرياضة تلعب دورا كبيرا في التقريب بين الأفراد وبين الشعوب، وتقرب المسافات بين الدول، ولكني أرى أن الفن أقوى من الرياضة، فمقدرة الغناء على تجاوز الحدود والمشكلات تجعله بمثابة دبلوماسية غير رسمية تجاور وتدعم الدبلوماسية الرسمية للدول وتساهم في تحقيق أهدافها بطرق سلمية وناعمة، لذا اصطلح عليها مفهوم القوة الناعمة.
وصرح صاحب أغنيات (أنتي لسه بتسألي، وأنا قلبي ليك، وغلطة، وماتهدديش، وأنا حذرتك، وسألتك، ومشتريكي، وحكاية كل عاشق، ومش بعتب عليك، وكتبت لي السنين) وغيرها من الروائع العاطفية التى صنع من خلالها دستورا للعشق، وثروة عاطفية للعشاق: أنه سيحيي أكثر من حفل ضمن الاحتفال بعيد الحب، الأول في لبنان يوم السبت القادم 11 فبراير، والثاني يوم الخميس الموافق 16 فبراير بمصاحبة الفرقة الموسيقية قيادة المايسترو محمد الموجي، وذلك على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية، وسيقدم في الحفلين مجموعة من الأغنيات الرومانسية سواء القديم أو الحديثة.
وكان مقررا أن يحيي حفل ثالث يوم 13 فبراير في سوريا لكنه قرر تأجيله نتيجة للظروف التي تمر بها سوريا الحبيبة، وحدادًا على ضحايا الزلزال المدمر الذي حدث فجر يوم الاثنين الماضي، وقد نعى ضحايا زلزال سوريا وتركيا، وذلك عبر حسابه الشخصي بموقع تبادل الصور والفيديوهات (إنستجرام) وكتب: (إنا لله وإنا إليه راجعون رحم الله أشقاءنا ضحايا الزلزال الكبير، وندعوا الله أن يتغمدهم برحمته ومغفرته، ويلهم أهلهم الصبر والسلوان).
جدير بالذكر أن أمير الغناء العربي طرح مؤخرا أغنية عاطفية رائعة بعنوان (فرق في الإحساس)، كلمات إسماعيل رأفت، الحان وليد سعد، توزيع خالد نبيل.