نسرين طافش: لهف قلبي على سوريا الحبيبة
كتب: مروان محمد
(يارب لطفك بأهل سوريا وتركيا والعراق ولبنان بالزلزال القوي اللي صار، خسائر بشرية كبيرة ومتوقع هزات ارتدادية كمان، من ساعة صارت هزة قوية تانية ومتوقع هزة قوية على خط الساحل السوري، أرجو من يللي بيقرأ هالمنشور ينبه الناس اللي ساكنه ببنايات قديمة يطلعو منها والناس الي بتقدر تفتح بيوتها للمحتاجين والناس الي بيتهم مواجه البحر ياخدو الحذر والحيطة والخالق يتلطف بالجميع).
هذا البوست الذي نشرته النجمة العربية (نسرين طافش) على صفحاتها على (الفيس بوك) أثار اهتمام وتعاطف كثير من رواد الفيس بوك في لحظات تفاعلها مع الزلزال الذي ضرب سوريا أول أمس، ومن هنا دق (شهريار النجوم) باب النجمة السورية عاشقة كل الأوطان العربية، حيث قالت: لهف قلبي على سوريا الحبيبة، أوجه ضمير العالم الحر بمساندة الشعب السوري في ظل كارثة الزلزال الذي عصفت بأطفال وشباب ورجال ونساء سوريا خلال اليومين الماضيين في ظل حرب ظالمة ماتزال جاثمة على هذا الوطن الغالي منذ 12 عاما، أكلت الأخضر واليابس، سوريا تستحق الدعم حاليا لتعود الأرض العربية السورية منارة مشعة فى التاريخ، فإنها أيضا أضاءت حاضر الأمة، وتستحق وقفة عربية معها الآن، فشعب سوريا أعطى المثل فى كفاح كل مكوناته، ودون استثناء، ضد الاستعمار الفرنسى، وشعب سوريا العربى عرف بتميز مذهل، خرجت ملايينه فى خمسينيات القرن الماضى تطالب بوحدة قطرى سوريا ومصر، ومن ثم وحدة العرب.
وأضافت (جميلة) في (التغريبة الفلسطينية): بسبب تلك الروح العروبية الوحدوية الصافية فى الروح والوجدان والعقل السورى العربى ضحى الشعب السورى بالغالى والرخيص ليقف كتفا بكتف مع قلب العروبة، مصر، فى كل مواجهة وحرب ضد الجيوش البربرية الصهيونية وضد تدخلات دول الاستعمار، وليحتضن المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، وليدعم المقاومة اللبنانية ضد الصهيونية، وليفتح أبواب وطنه مشرعة لكل لاجئ أو نازح أو طالب لجوء سياسى عربى، وليفتح جامعاته لكل طالب علم عربى أو طالبة علم عربية، ولينشر كتابة وغناء وتمثيلا ومسلسلات تليفزيونية ثقافة عروبية وحدوية مليئة بالأحلام الكبيرة وبالروح النضالية المتفائلة.
وأضافت نجمة مسلسل (على أبواب جهنم): ألا يكفي العالم حربه الكونية البغيضة، حرب سوريا حرب الدم حرب الجحيم حرب الضلال هى حرب راح ضحاياها ورود جميلة قد زرعت في بساتين أرضها الخضراء الجميلة التي هى جنة من جنات الله على الأرض، كم هو محزن أن ترى في خبايا عقول الأطفال مساحة من الذكرى السوداء، كم هو محزن أن ترى إلى طفل خبى في عقله صورا لم يتحمل الكبار مرور هذه الصور على عقولهم مرور الكرام، كم هو أمر قد أوجع قلوب الكثير بجمرة من لهب تكوي أضلعهم الرقيقة ولكن وراء كل ذلك ابتسامة شفافة كوردة تتفتح للتو، حتى حل هذا الزلزال الذي أضاف آلاما جديدة في الجرح السوري الغائر في الذاكرة الحية.
وتمنت بطلة (جوقة عزيزة) عودة ذاك الإنسان العربى السورى المذهل فى ألق حيوية روحه وإرادته يستطيع أن يفعل ذلك، ويقينا سيفعل، لن يعرف الإنسان طعم الحياة إلا عندما يذوق طعم المرارة منها؛ هكذا تعلمت من روايات الأطفال الذين شهدوا الحرب بصورها المرعبة التي كانت بالنسبة لهم كاستديو يصور فيه فيلم رعب قد حصل للتو على جائزة الأفلام الأكثر مبيعا والأكثر مشاهدة في العالم إلا وكان هذا الفيلم هو حرب سوريا التي بدأت في عام 2011 ولم تنته أجزاء هذا الفيلم إلا بعد القضاء على سوريا بأكملها والتنقل إلى دول أخرى لتصوير، هذا الفيلم الذي يشارك به الجميع لتصوير هذا الفيلم بصورة واضحة وحقيقية فهو فيلم حقيقي ولا ندري متى سوف ينتهي فقد وصل إلى الجزء السابع.
ونوهت (ست الحسن) في (مقامات العشق) إلى أن هذه الحرب التي ربما راح ضحاياها الكثير من الكبار والصغار والنساء والشباب، ولكن كان أكثرهم ورود هذه الحياة اليانعة ألا وهم الأطفال الذين لم يعرفوا بعد هذا العالم المشوه الذي لا يرحم كبيرا ولا صغيرا، مؤكدة: كل من قابلتهم من أطفال سوريا قد اتفقوا على شيء واحد أن سوريا لهم وسوف تعود هذه الأم إلى حضنن أبنائها وسوف يزول ظلام الحرب وتشرق شمس الغد بآفاق جديدة تبعث على الأمل في غد أكثر إشراقا على سوريا الحبيبة.
واختتمت (نسرين) كلامها بتذكرها مع (شهريار النجوم) قول الشاعر الكبير نزار قباني في قصيدته عن دمشق:
فرشت فوق ثراك الطاهر الهدبا
فيا دمشق.. لماذا نبدأ العتبا؟
حبيبتي أنت.. فاستلقي كأغنية
على ذراعي، ولا تستوضحي السببا
أنت النساء جميعا.. ما من امرأة
أحببت بعدك.. إلا خلتها كذبا
يا شام، إن جراحي لا ضفاف لها
فمسحي عن جبيني الحزن والتعبا
وأرجعيني إلى أسوار مدرستي
وأرجعي الحبر والطبشور والكتبا
تلك الزواريب كم كنز طمرت بها
وكم تركت عليها ذكريات صبا
وكم رسمت على جدرانها صورا
وكم كسرت على أدراجـها لعبا
أتيت من رحم الأحزان.. يا وطني
أقبل الأرض والأبواب والشهبا
حبي هنا.. وحبيباتي ولدن هنا
فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا؟
أنا قبيلـة عشاقٍ بكاملها
ومن دموعي سقيت البحر والسحبا.
جدير بالذكر أن النجمة العربية (نسرين طافش)، قد حصلت قبل أيام على جائزة (ملتقى التميز والابداع العربي) كأفضل ممثلة عربية عن دورها في مسلسل (جوقة عزيزة) الذي تعتبره كان من أصعب الشخصيات التي لعبتها و بنفس الوقت أمتعها كثيرا، فعزيزة – على حد قولها – البنت الشعبية البسيطة عشقت الفن والمسرح وآمنت بنفسها وهزمت كل الظروف لتصل لحلمها، ومن جنبنا نتضامن مع نسرين متنمين أن يتحقيق حلمها في عودة سوريا إلى سابق عهدها في التألق والإبداع بعبق ياسمينه الدمشقي العتيق.