رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسامة كامل يكتب: فاتن حمامة.. الأشد ذكاءا وموهبة!

بقلم الإعلامي: أسامة كامل

ما الذي كان في فاتن حمامة ولم يكن في بقية النساء؟.. كيف أحبها (عمر الشريف) حتي آخر يوم في حياته ومات بعد اكتئاب والزهايمر حينما عرف أن فاتن رحلت وظل يردد اسمها وكأنه لا يعرف أحد غيرها؟

على المستوى الشخصي، لم تكن سيدتي الجميلة ولا ممثلتي المفضلة!، فماذا تفعل (فاتن) مع (هند رستم) المتوحشة و(ليلي فوزي) الأسطورية و(هدي سلطان) ذات البحة القاتلة، و(مريم فخر الدين) المخملية، وأنوثة (سعاد حسني) الساحرة، وصوت (شادية) العجيب، وجسد (برلنتي عبد الحميد)  الذي دفع ثمن إغوائه مصر كلها، حتي (آمال فريد) المرمرية، و(ماجدة)  أول من أبدعت المحن في السينما!.

أين فاتن من هند رستم المتوحشة؟
لا وجه للمقارنة مع سعاد حسني

كيف تسيدت فاتن العادية  لغز ليس له إجابة ولكنه حصل.. فلم تكن أجمل النساء و لا أحلى النساء، وليس بها علامة مميزة في شكلها وجسمها بل كانت سيدة عادية ممكن ألا تلاحظها وهى تسير في الشارع بين الناس!

وجه  مصري طبيعي مريح وكل قسماتها عادية، لا عيون واسعة ولا فم مختلف ولا شفاة غليظة كمودة هذه الأيام، وحتي جسمها  بلا ملامح بارزة  أبدا بل أقل من المتوسط.. قصيرة إلي حدا ما وكانت  سيقانها نحيفة ومقوسة ولكن كل من عرف (فاتن) أحبها بجنون!

ويقال أن (عبد الحليم حافظ) انبهر بها وكان يرغب في الارتباط بها بقوة!.. وكذلك أحمد رمزي (الولد الدونجوان)، وحتى (يوسف شاهين) رغم الفوارق، وأحبها (عمر الشريف) وهى متزوجة من مخرج كبير ولديها بنت

و اختارت  عمر الشريف و أحبته وأحبها، وعاشت معه قصة حب جميلة ولم يخنها أبدا وهو في مصر!

مع مواطنتها أم كلثوم التي اشتركت معها في الذكاء والكاريزما

وحينما سافر وأصبح ممثل عالمي وأمامه كل فواكه الممثلات العالميات لم يتردد أن يذقهن جميعا كعادة المصري المعروف بجبروته ودنائته أحيانا،  لكنه لم ولن ينسي فاتن حمامة، ومن هنا نستخلص أنه كان (جمال فاتن) في روح فاتن وذكاء فاتن وثقافة فاتن وثقة وكبرياء فاتن، مثل مواطنتها كوكب الشرق (أم كلثوم).. كانت حينما تتحدث تسمع صوت أنثى إغريقية وحينما تنظر تشد نظرات الناس وطبعا أصولها  المنصورية، ومن لم يعرف بنات المنصورة لا يعرف (يعني ايه ستات يا ولداه) إنها تصنع سيدة جميلة بكل معني الكلمة.. رحم الله أم أسامة.

كانت  فاتن تصارع في مصر وتعمل وتمثل وتعيش، ولا أعرف لماذا لم تسافر لتعيش مع حبيبها ؟

قصة حب مع عمر الشريف لاتنسى
مع ابنها طارق

أكيد هى أنانية عمر الشريف وخوفه على عمله ونجوميته وعلاقته الواسعة ومضارباته في الخيل والقمار، وتحملت كثيرا من أجل ابنهم المشترك (طارق)، وهو كل ما تركه عمر في حياته كلها.

لست في صدد  وقائع وأحداث لم تعد تعني أحد بعد رحيلهم، ولكن كان ما بين فاتن وعمر قصة خالدة، و كان (الحب) هذه الكلمة النادرة التي لم نعد نسمع عنها وأظنها ضاعت في خضم الأحداث كما ضاعت أشياء كثيرة.

كنت أقرأ قصص الحب ولا أصدق معظمها ولا أميل للمبالغة حتى أنني كنت أبتعد عن قصص (إحسان عبد القدوس) الجميلة وحكايات العشق والعاشقين، وكان يشدني العقاد و طه حسين  ثم المعلم الكبير نجيب محفوظ، ولم تكن رواياته حب خالص ولكنه سرد متواصل عن مصر والمصريين في الحارة والشارع، ومن بينها قصص الحب العفوية ولكنه أبدع في قصص العوالم والراقصات، وكان صادقا لأنه عاش مع كل هؤلاء.

لا أعرف كيف يحب الشباب اليوم؟، ولكنها حسابات كما أظن وتحريات بعد أن قضت وسائل الإتصال الحديثة على المشاعر والأحاسيس والعواطف، ولا أتصور أن بعضهم يدبج خطابا لحبيبته يروي لها أحداث أويوميات أويناجيها بالشعر  بعد أن اعتزل (جمال الشاعر) أشعاره وأصبح يكتب على (الويب سايت)، وحتى (فاروق جويدة) يتحدث في السياسة والاقتصاد  ويكتب (عمر طاهر) عن الحبهان!

كان الحب في زمننا بدون حسابات، تلتقي العيون والنظرات وتستمر العلاقة بدون طريق ولا خارطة طريق.. نظرة فابتسامة فموعد، ثم لقاء وكلام وغرام، وكانت لمسة الإيد هى المراد من رب العباد.. كانت عواطف ومشاعر حتى لو علي حين غرة، ولم تكن هذه هى نهاية المطاف.

مع أحمد رمزي
مع عبد الحليم حافظ

وطبعا لم يكن قد اخترعوا الحجاب والنقاب وجماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتي أصبحت كل المصائب و البلاوي في عهدها أكبر و أكثر سريا فقط، وما نسمعه ونراه لا يصدقه عقل على رأي الغندورة (شويكار) حلم الشباب في ذلك العصر، وطبعا ستي وتاج راسي (ميرفت أمين)، وقبلها الأنثي (نوال أبو الفتوح)، وحتي ظهرت ست الحلويين (ليلي علوي) و كان هذا آخر عهدي بنجوم ونجمات السينما الخالدة والتي قتلها الفكر الوهابي السلفي الإخواني.

زمان كانت الجامعة هى المجتمع الأفضل والأحسن والشامل وكل نوابغ مصر.. كانت الثقافة والسياسة والصحافة والخطابة والإلقاء والفن والتمثيل

والحب.. كان الحب حتى ولو يوم واحد أو ساعات أو أشهر وسنوات.

لم يكن عيبا ولا حراما أن يجمعنا  الخروج والفسح والرحلات والسفريات.. لم تكن البنات جميلات بل طبيعيات كالست (فاتن حمامة)، وكان الشباب معظمهم متوسطي الحال وأحيانا  فقراء ولكن كانت الدنيا جميلة والحياة بهيجة والغايات متواضعة.

لا أعرف لماذا تذكرت (عمر وفاتن)؟!، ولكن بعيدا عن السياسة وعن مصر التي أحبها وربما لا تبادلني نفس المشاعر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.