بقلم الإعلامي: علي عبد الرحمن
كل عام ومصر وأهلها ومسلمي الأرض وشعوب البشريه بخير بفضل الله الحليم الودود، فبعد 56 يوما أي يوم 23 مارس القادم يهل علينا شهر العبادة والتكافل والتقرب إلي الله في شهر الصوم رمضان، وأهل مصر يتمنون علي المستوى الاقتصادي والإعلامي أمنيات ممكنة التنفيذ إن صدقت نوايا أهل الاقتصاد وأهل الميديا.
فقبل رمضان برمضان اي بوقت يسمح بمراجعة الخرائط ومحتواها، ومراجعة الخطط وتنفيذها حتي ندخل شهر الصوم ونحن غير مضغوطين إقتصاديا ولا مستاءين إعلاميا، فأهل مصر يتمنون قبل بدء شهر الصوم إنخفاضا في الأسعار وتوافرا للسلع ورقابة على الأسواق وفتح الاستيراد للسلع الهامه مثل بعض الأدويه وقطع غيار السيارات وسلع أخري ليس لها بديل مصري، وكفانا تركا للمواطن فريسة لكل جشع من أول مايأكله يوميا مرورا بوسائل انتقاله ووصولا لكسائه ودوائه وكل ما يلزم عيشته وحياته، وإن استمر هذا الوضع في رمضان فلن يتمكن كثير من أهل مصر من تناول إفطارهم اليومي (اللهم إلا الفول والطعمية والكشري) وأولئك أيضا تضاعفت أسعارهم وهذا شئ آخر غير وجبات وأكلات أهل الميديا المستفزة لظروف أهل مصر البسطاء.
أما أمنيات المصريين من إعلامهم الشارد فحدث ولا حرج من مشهدنا المنعزل عن أهله، ففي رمضان يحلم أهل مصر بما يلي:
(1) أن يكون المحتوي المذاع جاد وجيد يتفق وطبيعة الشهر الكريم.
(2) أن يكون زي أو ملابس المذيعات والضيوف ملائما لروحانية الشهر الكريم.
(3) أ يتم منع الملاسنات والخوض في حياة البشر الشخصية لأنه لايتفق مع آداب الشهر الكريم.
(4) أن يكون المحتوي متنوعا ثقافيا وتنويريا يدعم مكونات الشخصية المصرية ولا يسطحها.
(5) أن تقدم جرعه دينيه تنويريه من خلال الأزهر ودار الافتاء وأهل العلم والذكر.
(6) أن نقدم دراما وبرامج حول تاريخنا الإسلامي وعظمة أحداثه وشخوصه.
(7) أن يعود لشاشاتنا المسلسل الديني والتاريخي وكفى تسطيحا ودول حولنا تسعي لعودة الخلافة من خلال دراماها الدينية والتاريخية.
(8) أن يعود للدولة وجهات إنتاجها الفضل في تقديم أعمالا تاريخية ودينية كسابق إنتاجها من (محمد رسول الله، والكعبة المشرفة، والقضاء في الإسلام، والفتوحات الإسلامية، وعمربن عبد العزيز، والأئمة الأربعة وأعمالا كثيرة رائدة اختفت منذ أن تخلت الدوله عن دورها في دعم الإنتاج الديني والتاريخي والثقافي التنويري الجاد.
(9) أن نري مساحات للفيلم الوثائقي الديني والتاريخي والاجتماعي الداعم لثقافة ووعي شعب مصر.
(10) أن نقدم محتوا تنافسيا جادا يسهم في عودة بعضا من مصادر قوي مصر الناعمة.
(11) أن نرى تنويهات وفواصل تقدم معلومات دينية وتاريخية حول حضارتنا الإسلامية أحداثها وعلمائها وأماكنها طوال فترات البث.
(12) أن يراعي أهل الدراما ضمائرهم في محتوي وشكل وألفاظ ومعاني ما تقدمه دراما رمضان لهذا العام بعيدا عن العري والخلاعة والمخدرات والجنس والنصب والترويج لأفكار لاتمت بصله لمجتمعنا وديننا وأعرافنا.
(13) أن تسوق هذه الدراما لمصر ومعالمها الحديثة وأهلها وجمال طبائع وعادات أهل مصر ولايكون مجتمع الدراما مغاير تماما لأهل مصر الطيبين.
(14) أن نري معالم مصر الحديثة ومجتمعاتها الجديدة وأنماط عمرانها وجمال بنيتها وتغير واقعها كما هو واضح وبين، وليس ماهو في فكر أهل الدراما وانعزالهم.
(15) لعلنا نري أغنية عن رمضان تحسب لأجيالنا بعد إبداع العباقرة السابقون، مثل (وحوي ياوحوي، أهلا رمضان، ومرحب شهر الصوم، والله بعودة، والله لسه بدري، والمسحراتي)، وغيرها مما نعيش عليه من تراثنا الإبداعي.
*ولعل مراجعة خرائط البث لرمضان، ومراجعة الفواصل والتنويهات، ومراجعة المحتوي البرامجي والدرامي لهو أفضل تقدير لعادات وقيم الشهر الكريم واحتراما لرغبات أهل المحروسة الطيبين.
ولعل جودة المحتوي يعيد لإعلام مصر جزءا من ريادته ويسترد قواها الناعمة في ظل صراع القوى الناعمة من حولنا، ولعل أيضا ما يتمناه أهل مصر لهو تدشين للمسئولية المجتمعية للإعلام أمام أهله ومموليه، ولعل أيضا إنجازات مصر وحاجتها لتنشيط السياحة وحاجتها لعرض فرصها الاستثمارية وأفكارها التنويرية وجمال طبائع شعبها لهو أفضل ما يمكن أن يقدمه صناع الدراما وأهل الميديا لأم الدنيا وأهلها الطيبين، كما أن هذه المسئوليات تدعو جهة الاحتكار لكل مفردات الإعلام (برامج، ودراما، وإعلانات، وشاشات) أن تراجع خرائطها ومحتواها وتحترم أمنيات أهل مصر وترنو لاسترداد بساط القوى الناعمة لأم الدنيا.
علنا بعد كل ذلك نجد محتوي جادا تنافسيا رائدا وشاشات مسئوله أمام مشاهديها وقاموس لفظي يحترم قواعد الشهر الكريم ويجمع أهل مصر حول نوافذ بثهم بدلا من بحثهم عن محتوي جاد وقور في وسائل اعلام أخرى، ولعل مجتمع الدراما والإعلام يشبه مجتمعنا الواقعي الجميل الصابر الطموح العائش علي الأمل في غد أفضل والحياة الكريمة والإعلام الجاد الذي يلائم مصر وأهلها قيمة وقامة بعيدا عن الانفصال عن المجتمع لفظا ولبسا وفكرا وأكلا وقيما وأعرافا.
في انتظار مصر وصورتها في إنتاج رمضان القادم وتسويقها سياحيا واستثماريا واجتماعيا لأنها مصر الكبيرة الجميلة المستحقه لكل عطاء فاعل وجاد.. حمي الله مصر وأهلا رمضان في ثوب اقتصادي وإعلامي جديد وجاد.. وتحيا مصر.