بقلم: حنان أبو الضياء
هناك أماكن مظلمة في حياة (هانكس) لا يمكننا رؤيتها، هذا صحيح بالنسبة لنا جميعًا بالطبع، لكن مع (هانكس) يميل ذلك إلى المفاجأة، لأنه قضى معظم حياته كشخصية عامة جدًا، لذا فإن كل ما تمكن من إخفائه يبدو أنه تم إخفاؤه مرتين، بعمق مضاعف، قال (هانكس) عن فترة من حياته تزامنت مع سنواته الأولى من النجومية الكبرى: (كنت حزينًا ومرتبكًا ومعقد عاطفيًا)، عندما انتهى زواجه الأول وانتقل (هانكس) من المنزل لم يكن طعم الطعام جيدًا والحياة لم تكن لطيفة ولم أنم مع معظم الممثلين ، يعتبر هذا النوع من القبول نموذجيًا، مع (هانكس) يمكن اعتباره غريب الأطوار، وحتى فاضحًا.
عندما بلغ (توم هانكس) الثلاثينيات من عمره لم تكن أزمة؛ كان سببا للاحتفال بعد أن تخلص من الكثير من الغباء والعصاب، شعر بالارتياح لتركه وراءه (أحب نفسي أكثر فأكثر مع تقدمي في السن. أشعر براحة أكبر وسعادة أكبر).
قالت (سالي فيلد) التي لعبت دور زوجة وأم هانكس بشكل سيء إلى حد ما بفارق ست سنوات فقط في Punchline وForrest Gump (يوجد لديه شخص آخر، شخص مظلم، وهو رجل ليس ولدًا لكن الرجل الذي أشعر به لديه الكثير من الغضب هناك، ولا يشعر أنه مضطر لإخفاء ذلك على الشاشة؛ إنه يخفيه فقط عندما لا يكون على الشاشة).
اعترف (توم هانكس) لاحقًا بقدر غير محدد من الحقيقة، لقد قال: (يمكنك فقط التنقيب في هذه الأشياء مرات عديدة، لقد نفدت المشاعر في حياتي الخاصة، يجب أن أحصل على المزيد من الأشياء).
غالبًا ما يقول (توم هانكس) إنه سيكون من الممتع حقًا لعب عطيل الذي يشير إليه بـ (الورك)، ولكن بعد ذلك استدار وقال شيئًا مثل: إذا كان سيشارك في سلسلة ستار تريك المحبوبة، (دعني ألعب دور رومولان المسالم).
يعطي المؤلف (إدواردز) نظرة ثاقبة للحياة الخاصة للممثل في كتاب جديد The World وفقًا لتوم هانكس: (لم يكن لدي ثقة جنسية لسنوات ، كنت وحيدًا لسنوات)، موضحا كيف أنقذت زوجته (ريتا ويلسون)، توم هانكس التي حررته كثيرًا حتى أصبح الآن عارضًا استعراضيًا يحب (الخروج في فناء غرفة الفندق عارياً).
انتقلت عائلة هانكس سبع مرات خلال ثماني سنوات، تاركةً (توم) صغيرًا وحيدًا حتى مد يده وأصبح مسيحيًا مولودًا مرة أخرى في سن 14.
وقع توم في حب (سوزان ديلينجهام)، التي أطلق عليها اسمها المسرحي (سامانثا لويس) وتزوجا في عام 1978، انتقل الزوجان إلى شقة موبوءة بالصراصير في مانهاتن حيث لم يحالفه الحظ في الحصول على عمل في التلفزيون أو الإعلانات التجارية أو الصابون.
التقى (ريتا) عندما كانت ضيفة ممثلة في موقع تصويره التلفزيوني Bosom Buddies، قال هانكس: (لقد نظرنا أنا وريتا إلى بعضنا البعض).
ساعده التصوير في فيلادلفيا على اختراق رهاب المثلية الخاص به، والذي يُعزى إلى تعرضه للضرب من قبل الرجال كممثل شاب في نيويورك، قام هانكس والممثل الإسباني (أنطونيو بانديراس) بتصوير مشهد حب معانق بالكاميرا فوق أجسادهم وانتهى بها الأمر على أرضية غرفة التقطيع.
بعد خمس أو ست لقطات، أخبر بانديراس هانكس (انظر ، أنت تعلم أنني أستطيع أن أشعر بك، أعلم أنك متردد فقط افعل ما تريد فعله لأننا نعرف من نحن)، هذا ما كتبه المؤلف.
كونه الحكيم الذي يبحث عن خط الهجوم بأي ثمن حمل هانكس خلال المدرسة الثانوية ومهنته في المسرحية الهزلية، تدريجيًا خفف من رغباته الكوميدية لصالح تدريبه الدرامي، لكن الجزء الخلفي من الفصل الدراسي لم يختف تمامًا: لهذا السبب يعد هانكس أحد أكثر ضيوف البرامج الحوارية المرغوبة في العالم، ولماذا استضاف برنامج Saturday Night Live تسع مرات (المضيف الخامس الأكثر تكرارًا على الإطلاق) بين عامي 1985 و2016، الالتزام الكامل بشخصيات تتراوح من متزلج أولمبي رهيب إلى السيد Short Term Memory، عندما لعب لعبة Aerosmith Roadie، قام بتعديل الميكروفونات بكثافة غير مألوفة، مما جعله يضحك من الطريقة التي قال بها (الصفير).
في عام 1989، بعد عمل Joe Versus the Volcano، سُئل (هانكس) عن كيفية تعامله مع الكوميديا، قال: (عمياء)، إنها مستمدة من اعتقاده أنه إذا قام الجميع بعملهم، فستظهر الكوميديا، قال: (إنه افتراض على الممثل أن يفعله – ثم لا يلتفت إليه)، عليك أن تنتقل إلى المهام الأكثر تحديدًا للممثلين: أن تسير في العالم فعليًا، وتعكس ما يحدث في المجتمع، وأن تكون شخصية متنفسة يمكن للآخرين التعرف عليها، أنا أعتبر نفسي ممثلاً قبل أن أعتبر نفسي ممثلًا كوميديًا، لكنني أدرك بالتأكيد أنني مضحك وأن أفلامي كوميدية.
وأضاف هانكس: (أن تكون مرحًا عندما لايفترض بك أن تكون مرحًا فهذا يعد جريمة، لكن لكي لا تكون مضحكا عندما يفترض أن تكون فهذه خطيئة، أنت لا تفعل ذلك، لايهم إذا كان تشيخوف، إبسن، فأنت لا تفعل ذلك، تحدث بصوت عالٍ جدًا من رجل يرتدي زي امرأة على تلفزيون الشبكة، هاه؟).
بعد أن قام (جاري مارشال) بإلقاء هانكس في فيلم Nothing in Common، سأل نجمه بشكل متجانس كيف يحب أن يتم توجيهه، أخبره هانكس أنه يفضل تجنب المناقشات الطويلة والمضطربة حول الدوافع، واستجاب جيدًا للتعليقات الأساسية مثل (أعلى، أرق، أبطأ، أسرع، أفتح، أغمق، أذكى، مرتبك، مدرك، أو غير مدرك)، قال مارشال: (يمكنك عمل فيلم كامل مع توم فقط باستخدام هذه الكلمات).
بعد بضع سنوات يتذكر مارشال أسرار هانكس أن مخرجًا في فيلم آخر قد أخبره (أرى هذا المشهد على شكل رسم بياني).
(وأنا كذلك)، وافق هانكس على الفور على الرغم من أنه لم يكن لديه أدنى فكرة عما كان يتحدث عنه المخرج.
كان (هانكس) منفتحًا على أساليب العمل المختلفة مع مديرين مختلفين، اشتهر (كلينت إيستوود) بحبه لتصوير لقطة واحدة فقط، فضلت بيني مارشال أن تتمرن حتى تنزف خلايا دماغ الجميع، لم يمانع هانكس حتى إذا حاول المخرج (خداعه): إذا فاجأه بعنصر غير متوقع في منتصف المشهد وحصل على الأداء المطلوب، فيمكنه أن يتدحرج، مع ذلك أصر على أن بعض التعليقات الأكثر قيمة التي حصل عليها على الإطلاق كانت: (كان ذلك فظيعًا. لم أصدق لحظة من ذلك. أنت رهيب. هل تسمي نفسك ممثلاً؟).
الشيء الوحيد الذي أراده هانكس حقًا: جدول التصوير، إذا كان يعلم مقدمًا أن لديه مشهدًا كبيرًا قادمًا، فيمكنه التحضير والسرعة، والتأكد من أنه سيكون لديه الطاقة والتركيز اللازمين.
بالنسبة إلى مشهد كبير – مشهد يبكي فيه، على سبيل المثال – اعتاد (هانكس) أن يحصر نفسه في مقطورته ويعزل نفسه محاولًا البقاء في نقطة غليان من شدة التركيز، والتي ستزداد صعوبة وأصعب مع مرور ساعة واحدة من الانتظار إلى أربعة.
(سكوت شيبرد) الذي لعب أمام هانكس في جسر الجواسيس قضى يومًا واحدًا في المجموعة حيث قرر التركيز على تقنية هانكس.
فى المحكمة العليا؛ كانت شخصية الراعي وسط حشد من الناس يشاهدون، قال شيبرد: (لقد كنت في الأساس شخصًا إضافيًا في هذا المشهد)، لذلك بينما صور (ستيفن سبيلبرج) لقطات تعقب مفصلة للقضاة، شاهد شيبرد هانكس يلقي نفس الخطاب مرارًا وتكرارًا، قال شيبرد: (أحببت محاولة معرفة ما كان عليه شيء، لأنه لم يكن واضحًا)، (أشخاص آخرون ، يضعون سماعات الرأس بين اللقطات ، ولديهم نوع من الروتين المستمر)، شيء واحد فعله هانكس هو بدء المشهد قبل أن ينتهي مساعد المخرج من قول كلمة (عمل)، أشار شيبرد: (هذا عمل احترافي وفعال ، ولكنه أيضًا طريقة جيدة لعدم الإفراط في التفكير – أنت بالفعل في الخطاب وعليك التفاوض على طريقة للخروج منه قبل أن يكون لديك الوقت لوضع خطة).
قال شيبرد: (أجد صعوبة في عدم الوقوع في فخ)، كان ذلك مثاليًا تقريبًا – افعل كل ذلك مرة أخرى وقم بتغيير شيء واحد فقط، (ولكن إذا فعلت ذلك، فأنت تتوقف عن الإبداع، كان يأتي إلى الكواليس بطرق مختلفة – كان يشعر بالحرية للتخلص مما فعله للتو).
لم يكن (هانكس) حرباء أو ساحرًا بلكنات، وقد فهم أنه أكثر ملاءمة بشكل طبيعي للعب حارس حديقة أحمق من مدرب تدريب مفصول مرارًا وتكرارًا، على الرغم من ذلك قام بالخدعة السحرية لجعله يبدو وكأنه بالكاد يتصرف، فقط يقول خطوطه بطريقة طبيعية فقط بعد وقوع الحقيقة، أدركت كم كانت المسافة بين محاميه المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية، على سبيل المثال ، وخبير الكفاءة الخاص به، والمليونير البغيض، ومديره في لعبة البيسبول، ليس فقط في مهنهم أو مظاهرهم السطحية ولكن في معتقداتهم وإيقاعاتهم وحياتهم العاطفية، قام هانكس بالعمل الشاق المتمثل في بناء حياة كاملة لجميع تلك الشخصيات – وغيرها الكثير – بحيث تبدو شريحة كل واحدة تظهر على الشاشة طبيعية.
لم يطلب (هانكس) أبدًا من المخرج دافع شخصيته – بقدر ما كان مهتمًا ، كان عمل الممثل هو ابتكار ذلك (لأنه إذا لم تنهض من المكتب وتعبر إلى النافذة، فلن نرى أن هناك رجلًا سيئًا في كشك الهاتف عبر الشارع، لذلك عليك معرفة سبب قيامك والمشي إلى النافذة – على الرغم من أنها تبدو مزيفة بشكل لا يصدق، على الرغم من عدم وجود سبب للقيام بذلك، يجب عليك توضيح سبب قيامك و الذهاب إلى النافذة).
لم يكن ينتمي إلى مدرسة التمثيل بطريقة الفك المشدود، وطرد الممثلين الذين حاولوا البقاء في الشخصية طوال مدة التصوير، قال ساخرًا: (اتصل بي باسم شخصيتي)، (إذن ماذا أفعل في غرفة الماكياج؟).