رسالة جمال عبدالناصر التى نفذها إسماعيل ياسين في الأسطول
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو “سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر يرى أن الفن الصحيح يخدم المجتمع ويعلي من شأنه ويتفق مع عاداته وقيمه ولايخدش الحياء أو الآداب العامة فيه، بل يرتقى بالسلوك العام ويهذبه ويسمو به، وبالرغم من مشاغله الكبيرة كان متابعا جيدا للحركة الفنية في مصر وخارجها، وأدرك قيمة الفن واستخدمه للوصول إلى المواطنين وتمرير قراراته السياسية، ورفع الروح المعنوية والانتماء إلى الدولة وحاكمها، وكان دائماً يأمل أن يرى مصر عاصمة للفن والثقافة فى العالم العربى، فكان يعلم أن مصر تزخر بمبدعيها فى كافة المجالات.
ولأنه كان يتمتع بفكر استراتيجى عميق عمل على استغلال كل شئ فى يده من أجل خدمة أهداف مصر الكبرى فى تحقيق حلم الوحدة الكبرى، فكان للفن دور فى ذلك فعندما أراد عبد الناصر رفع أسهم الجيش المصري لدى المواطنين، اقترح على الفنان الكوميدي الراحل (إسماعيل ياسين) نظرا لحب الشعب له، القيام بسلسلة من الأفلام الكوميدية عن الجيش عام 1955، ووفر له كل الإمكانات التى تساهم في تخفيف العبء المادي عن الفيلم الذي يقوم ببطولته.
وهذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) نتوقف عند صورة تجمع بين نجوم فيلم (إسماعيل ياسين في الأسطول) وهم (إسماعيل ياسين، أحمد رمزي، وعبدالمنعم إبراهيم، والمخرج فطين عبدالوهاب، ومدير التصوير عبدالعزيز فهمي)، وبعض الضباط الذين استعان المخرج ببعضهم أثناء تصوير الفيلم الذي عرض عام 1957، وكانت تدور أحداثه حول شاب يقع في حب ابنة عمه ولكن والدتها ترفض هذا الحب والزواج وتحاول أن تزوجها لرجل كبير في السن وثري، لكن البنت تطلب من ابن عمها التطوع في الأسطول كي يساعد هذا في التعجيل بالزواج، وتتوالى الأحداث.