في ذكرى فيروز التى صنعها أنور وجدي، وندم محمد عبدالوهاب على عدم الإنتاج لها!
كتب : أحمد السماحي
كان النجم أنور وجدي أشهر رجل دعاية وإعلان في مصر، بل ربما في العالم كله، فقد كان وراء الحملات الإعلانية والدعائية لأفلام شركته، وقد ابتكر وصمم حملات دعائية استغل فيها كل عناصر الجذب ومخاطبة الحواس الخمس للإنسان، فعندما أراد تقديم اكتشافه الجديد الطفلة المعجزة فيروز – التى نحيي اليوم ذكرى رحيلها السابعة – في فيلم (ياسمين) قدم صفحة كاملة تحت عنوان مثير (ياسمين هل هى إبنة ريتا هوارث أم أبنة أنور وجدي( ويتوسط الصفحة صورة لـ (ريتا هوارث) وهى تحمل طفلتها ياسمين.
حيث استغل ولادة النجمة العالمية الشهيرة لابنتها وتسميتها (ياسمين) ليقدم موضوعا كاملا يدور حول سبق اتصاله بصديقته (ريتا هوارث) وحديثه لها عن الطفلة الموهوبة التى اكتشفها، وأنه يبحث لفيلمها الأول عن اسم فاقترحت عليه (ياسمين)، ثم إذا بها تنجب بعد ذلك طفلة تسميها (ياسمين) نفس اسم بطلته.
هذه نوعية من الإعلانات التحريرية التى صناعها (أنور وجدي) لنجمته الطفلة الجديدة وأثار من خلالها فضول المشاهدين، ولم يكتف بهذا الإعلان فقط، حيث فوجئ الجمهور في صباح يوم عرض فيلم (ياسمين) يوم 18 سبتمبر عام 1950 بإعلان في الصحف المصرية يدعو كل أطفال مصر لحضور حفل العاشرة صباحا فى السينما التي سيعرض فيها الفيلم.
وبعدها ستقوم البطلة الصغيرة بتوزيع هدايا على الأطفال، بالفعل تم وضع مئات الهدايا بالسينما، وتم تعليق مئات البالونات في صالة السينما، وحضر مئات الأطفال مع أهلهم، وبهذا كسب دخول مئات العائلات في الحفلات الصباحية التى تكون فيها دور العرض فارغة.
كانت فيروز درة اكتشافات أنور وجدي، وعندما أحس بذكائه مدى موهبتها تفرغ لها تماما، وعندما فكر في إنتاج فيلمه الأول لها (ياسمين) أاترح على الموسيقار محمد عبدالوهاب مشاركته الإنتاج، فطلب منه عبدالوهاب أن يرى الطفلة المعجزة التى يقول عنها قبل بداية تصوير الفيلم، وبالفعل اصطحب أنور إكتشافه الجديد، وظل يقنع الموسيقار بموهبة الطفلة الصغيرة، ونظر (عبدالوهاب) إلى الطفلة البريئة الصامتة التى لم تتحدث طوال فترة وجودها، وقال له: (أنتج لدي! يا راجل هو أنا مجنون ولا لاقي فلوسي، دي متكلمتش كلمتين من أول ما قاعدنا!).
رغم رفض عبدالوهاب، لكن أنور وجدي تحمل المخاطرة وبدأ يجهز طفلته للانطلاق في عالم السينما وقدم لها كل الإمكانات ليصنع منها نجمة يستطيع بها أن ينافس النجوم الموجودة على الساحة، واهتم (أنور) بنجمته الجديدة اهتماما فاق الوصف حتى انه استعان بنجوم الصف الأول (مديحة يسري، زكي رستم، زينات صدقي) ليقفوا بجانبها.
كما أحضر لها مجموعة من الموسيقيين الذين لحنوا لها أغنياتها في الفيلم مثل (محمود الشريف، منير مراد، محمد البكار)، فضلا عن مدربي الرقص الذين بذلوا مجهودا كبيرا في تدريب وصقل مواهب الطفلة الصغيرة، وكتب العبقري (أبوالسعود الإبياري) الحوار والأغاني، وفي أحد المشاهد كان من المفروض أن (تردح) لـ (زينات صدقي) فأحضر لها سيدة شعبية تعلمها (الردح).
وعرض الفيلم وحقق نجاحا كاسحا جعل الموسيقار (محمد عبدالوهاب) يندم على عدم مشاركة (أنور وجدي) إنتاج الفيلم، وبدأ مشوار الطفلة المعجزة مع السينما الذي استمر لمدة عشر سنوات، قدمت خلالهم عشر أفلام منها (ياسمين، فيروز هانم، صورة الزفاف، دهب، الحرمان، عصافير الجنة) وعندما كبرت وأصبحت شابة قدمت (إسماعيل ياسين طرازن، أيامي السعيدة، إسماعيل ياسين للبيع، بفكر في اللي ناسيني).
ورغم ظهور مئات الأطفال في السينما المصرية، لكن لم يحقق أحد حتى الآن نجاح ولا نجومية فيروزهذه المعجزة التى نحيي اليوم الذكرى السابعة لرحيلها.