نائب برلماني أردني يطالب بسحب الجنسية من (منذر ريحان) بسبب (الحارة)!
كتب : أحمد السماحي
طالب نائب في البرلمان الأردني أول أمس سحب الجنسية من النجم (منذر رياحنة) بسبب فيلم (الحارة) تأليف وإخراج باسل غندور، الذي عرض خلال شهر يناير الجاري على منصة (نتفليكس)، حيث قال عضو مجلس الشعب (سليمان أبو يحيى) أن شبكة عالمية عرضت مجموعة أفلام أخيراً، منها أحد الأفلام التى أساءت للأردن والأردنيين، وأساءت إلى المناطق التي صورت فيها مشاهد الفيلم.
وطالب النائب بسحب الجنسية الأردنية من منذر رياحنة بطل العمل، بسبب تبريره للفيلم بأنه يمثل واقع المجتمع الأردني، وإن فيلم (الحارة) يمثل شريحة موجودة في المجتمع، حيث أجرى (رياحنة) مداخلة مع برنامج (نبض البلد) الأردني وقال: قدمنا فيلما يرصد واقع شريحة مظلومة في المجتمع، وكانت نهايتها واضحة، وتابع بأن أحداث العمل تتناول قصة إنسانية، وأن ما اندرج ضمنه من ألفاظ ومشاهد حميمية ما هو إلا انعكاس للحقيقة الموجودة في المجتمع).
و اعتبر (أبويحيي) رد منذر رياحنة بأنه (عذر أقبح من ذنب)، وطالب من (رياحنة) وزملائه تمثيل أفلام تتناول تاريخ الأردن، وإظهار معاناة المواطن العادي في ظل الهم والفقر، داعياً المحامين إلى رفع دعوى قضائية ضده.
ورغم أن كثير من الأردنيين خلال الأيام الماضية انتقد عبر وسائل التواصل الاجتماعي عرض الفيلم وما جاء فيه من ألفاظ خادشة للحياء ومشاهد مليئة بالسب والعنف، وإنه لا يعكس قيم المجتمع وأخلاقه، لكنهم سخروا من مطالبة النائب بسحب الجنسية عن فنان أردني متميز للغاية رفع اسم بلده في المحافل العربية والدولية، وقدم بعض السلبيات الموجودة بالفعل في المجتمع حتى لو كان الشكل الذي قدمت فيه هذه المشاهد فيه مبالغة بعض الشيئ.
جدير بالذكر أن الآراء انقسمت خلال الأيام الماضية حول الفيلم ومضمونه على (السوشيال ميديا)، فمنهم من قال: أن الفيلم تناول بشكل فج موضوع الفقر والعنف، وركز على جوانب خيالية وسوداوية بدلا من إبراز البعد الإنساني لسكان المناطق الشعبية، ومنهم من اعتبر أن الفيلم أمعن في الإساءة للجهات الأمنية وللمجتمع المحلي، ومن بين هؤلاء النائب الأردني (محمد أبو صعيليك) الذي طالب خلال جلسة برلمانية بمحاسبة ومحاكمة القائمين على الهيئة الملكية للأفلام لدعمها أفلاما شوهت الصورة العامة للمجتمع الأردني.
وفي الوقت نفسه دافع بعض الأردنيين عن الفيلم وبطله (منذر ريحانه) وكتبوا على مواقع التواصل رسائل دعم للنجم الأردني.
وتدور أحداث الفيلم في حي تحكمه قوانينه الخاصة في شرق عمّان، فيبدو بذلك أقرب لدولة داخل الدولة، وبين الأزقة المتناقضة تعيش شخصيات (الحارة) في صراع متواصل مع الفقر والعوز والاحتيال، حيث يقوم شاب مخادع بالمستحيل ليبقى مع حبيبته لكن والدتها تقف عائقاً أمام اكتمال قصتهما، وعندما تلتقط كاميرا شخص مبتز مقطعاً مصوراً لهما في وضع حميمي تلجأ الأم في الخفاء إلى عصابة لتضع حداً لما يحدث لكن الأمور لا تجري كما خُطط لها.
فيلم (الحارة) تأليف وإخراج باسل غندور، بطولة مجموعة من نجوم الأردن منهم (عماد عزمي، بركة رحماني، منذر رياحنة، ميساء عبد الهادي، نادرة عمران ونديم ريماوي).
وقد عرض الفيلم في العديد من المهرجانات العربية والعالمية، وحقق حضورا جيدا ولافتا، شهد عرضه الأول عربياً في مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بينما حصل على عرضه العالمي الأول في واحد من أعرق المهرجانات الدولية وهو (مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي) ضمن مسابقة (بياتزا جراندي) ليصبح أول فيلم أردني طويل يشارك في هذا المهرجان.
وحصل الفيلم على جائزة الجمهور وتنويه خاص من (مهرجان مالمو للسينما العربية) في السويد، كما فاز بجائزة لجنة التحكيم الكبرى من (مهرجان الفيلم الدولي الأول) في أنوناي بفرنسا، وترشح لـ 4 جوائز في جوائز النقاد للأفلام العربية التي يقدمها (مركز السينما العربية) على هامش فعاليات الدورة الحالية من (مهرجان كان).