بقلم الكاتب السوري: سامر عوض
تلقيت قراءة الأستاذ ياسر العظمة الجدية والعميقة بشكل ودي ورقيق وشفاف لكن استوقفتني نقاط عدة:
الشعب السوري ليس مضرب عصا يستجدي على كتفها من يود سرقة الأضواء بل هو شعب يكافح ويجابه ويعمل دون كلل أو ملل، ويستحق التقدير، وقد دوّن الدكتور (أنيس النقاش) شهادته عن أطفال مدارس دمشق وريفها من خلال مقدمة كتاب (حرب مستعارة وأناس بلا وجوه)، أما الأستاذ ياسر فظهر كنائحات البراري.
ليس من المطلوب من الفنان أن ينفذ الحلول، أما لو اقتصرت رسالته على طرح الإشكاليات التي يعرفها الجميع يثبت تقاعصه.
وزراء الحكومة ونواب المجلس كلهم يستطيعون وضع الإصبع على الجرح، لكن ما النفع الذي قدمته سوى أنّك رقصت على الجرح السوري الإنساني كما يفعل المذيعيين والناشطين وغيرهم!
أستاذ يأسر: أنت يحق لك أن تتحدث كغيرك من الذين تركوا البلد ويتلذذون بتقليب مواجعه دون أن يسقوا الناس كأس ماء بارد واحد.
ففي الوقت الذي كان يكافح كثر للبقاء أنت تخليت وبارحت سوريا إلى قطر عربي آخر لتطلق مراياك التي تحطمت هناك.
في الوقت الذي نحن به بأمس الحاجة لفرصة عمل واحدة لأهل بلدنا تركت المكان متجها إلى بلد عربي منحك ما لم يمنحه لغيرك وأنت تستحق لكن تعثرت ثانية بـ (سنونو) لم يحترم جناحاه أبسط مفردات تاريخك الفني.
كنت انتظر منك أن تفعل شيء وألا تظهر على الشاشة من بعيد، فتحية إكبار لكل شخص يتحمل البرد القارص ويعمل بصمت واستغرب من كل شخص لم يسهم ولو بساعة تصوير واحدة يخلق بسببها فرصة عمل لشخص معين، بل استقطب الطاقات للخارج ولم يبحث عن بدائل منطقية كما فعل كثر ونجحوا أو أخفقوا هذا أمر آخر لكن (العظمة) لم ينجح بما قدم وابتعد جغرافيا أقله.
احترم الرجل ومعجب بفنه لكنها كلمة تجسد انطباع عشته حين قرر شخص معين طباعة كتاب (شموع لم تذب من إعلام اللاذقية)، لكن خارج سوريا فقالت لي الأستاذة (سمر حداد) أنها تنصحني بالقيام بالعمل في سوريا لأن بلدنا أولى.
هذا ليس منطق ضيق بل يستوعب الحضن الذي تحملنا في الرخاء وتركه البعض في الضراء بحثا عن مجد شخصي يقطفون ثماره.. لا ألومهم لكن أوصف انطباعي حول ما قاموا به.