رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

أسامة كامل يكتب: قصة حب تصلح للدراما

بقلم الإعلامي: أسامة كامل

حسنا فعل مولانا الإمام الأكبر شيخ الإسلام حينما عفا عن شابين تحابوا وتقابلا واحتضنا أمام الجمع والذين اتهموا الشابين لا يعرفوا الإسلام ولا القرآن وليس لديهم مشاعر ولا قيم، وتلك القصة وقعت أحداثها في عام 2019، وظني أنها قصة حب تصلح للدراما.

نعم أخطأ  الشبان ولكن من كان منكم بلا خطيئة؟

و الحب لا ينبغي أن يعلن ويفضح يا أيها المحبين عيب، ألم يكن الرسول الكريم (محمد بن عبد الله) صلى الله عليه وسلم، قبل أن يكون نبيا مرسلا  محبا وعاشقا  ىتزوجته  السيدة (خديجة بنت خويلد)، و هي أكبر منه بسنوات  عديدة – خلي بالك هى التي طلبته وتزوجته – ولم يقل أحد عيب ولا حرام، وهى سيدة ثرية ولديها تجارة واسعة وهو فقير معدم ولكنه كان صاحب خلق  وأصول عريقة، وتلك قصة أخرى تصلح لتجسيدها دراميا لبيان العبرة والمثل لأخلاق النبي وزوجته.

النساء في لإسلام كنز مليء بالجواهر التي تحكى

والدراما هنا يمكنها أن ترصد هذه البيئة الصحراوية الجافة بإجلافها  وعاداتها وتقاليدها العتيقة، فتحدثنا بعض الرسائل عن مدى الاحترام  والحب و المشاعر الفياضة بين (محمد و خديجة) التي آمنت به وصدقته ووقفت  بجواره  واحتضنته  وهو يبكى  ويتألم  من أفعال  قومه الذين أذوه  وهاجموه  واعتدوا على النبي الكريم  وحاصروه  ومنعوا عنه الزاد والماعون، فكانت (خديجة) هى السند والحما  وتضحي من أجل الحبيب  المأذون الرسول  وتصرف وتنفق في سبيل الزوج الحبيب.. وتلك قمة التراجيديا الإنسانية بمفهوم الدراما.

وزيادة في حجم التراجيديا كان نبي الله يهذي ويمرض حين ينزل عليه الوحي  واختلاف بين طبيعة البشر وبين رسل السماء، فلم تكذبه ولم تصده  و لم تهجره ولم تمتنع عنه، بل على العكس ضحت بالغالي والنفيس من أجل الزوج الحبيب .

ألا يمكن أن يقوم صناع الدراما برصد وقائع ماجرى في هذا المجتمع البدوي – آنذاك – وصياغته في عمل رمضاني نحن بحاجة إليه الآن قبل أي وقت مضى، خاصة إذا ماتم عمله (كاراتون) يصحبه رواة من النجوم الكبار، بحيث يسجل بالكاميرا كيف كان الناس حيارى وأعمام  (محمد) وبني جلدته  أشد الناس عليه و أكثرهم كرها وبغضا لولا قوة (خديجة) وعشيرتها وبعضهم من المسيحيين وصدق بعضهم  دعوة السماء على (محمد بن عبد المطلب) جده الذي أواه وأسنده وحماه بحكم القربي والعطف على هذا اليتيم  الوحيد.

و كذلك عمه (أبو طالب) الذي  يحار المؤرخين هل أسلم أو أمن سرا أو كان علي دين آباءه وأجداده.. وتلك قضية لا تنتهي إلا بتجسيدها دراميا.

البيئة البدوية الصحراوية بها الكثير من الإثلرة والتشويق

التاريخ الذي يحتاج لتجسيد دراميا يحكي لنا أنه حينما مرضت خديجة  رضي الله  عنها  وأكرمها  الله جزاء ما قدمت للنبي الكريمة ودعوته  العظيمة، كان يجلس على قدميها ويقدم لها الطعام  والدواء ويناجيها بحبيبة القلب والروح، ويدعو ربه أن يسهل لها سكرات الموت وأن يشفيها  ويعفيها.

وهناك مواقف يمكن تجسيدها دراميا بشكل فائق الجودة عن طريق (الجرافيكس)، فحينما رحلت خديجة الجميلة أم كل المؤمني  بكي عليها محمد وصحبه وشعر باليتم والوحدة والخوف والضياع ومهما حاولت بناته  وصحبه  كان يقوم  فزعا أين الحبيبة والرفيقة، أين الصادقة والأمينة؟ 

و لم يكن أمام صديقه ورفيقه الرائع الحكيم العاقل  أبو بكر الصديق إلا أن يعرض عليه (عائشة) ابنته الجميلة البكر الشقراء ذات العيون الملونة  والجسد الغض  الندي.

وضغط على النبي من جانب بناته وأصحابه لأنه كان قد عزم إلا يتزوج بعد (خديجة)، ولكن أمر أن يتزوج عائشة وغيرها فيما بعد لأسباب سياسية  وقبلية وعرقية  ودينية وتلك قمة الدراما الإنسانية.

وعوض الله  النبي الكريم بالفتاة الجميلة التي رفضت خيار شباب قريش وكبار التجار وأصحاب العزة والكرامة، وصحبت النبي الكريم وهام بها عشقا وحبا حتي آخر يوم في حياته، ومات (محمد) في حجر عائشة وروت عائشة ثلثي الأحاديث الشريفة عن الرسول الكريم.

ومن هنا لابد أن تروي قصة الحب بين النبي و(عائشة) حيث كانوا يلعبان  ويتسامران ويتريضان ويضحكان، وكانت نساء النبي تعلم عشق (محمد لعائشة)، و ربما حدثت مفارقات وناقشات وأحداث عديدة.

ولكن كان حب الحبيب هو المثل والقدوة.. إنها قصة حب حقيقية تستحق التجسيد لو على جناح (الكارتون) عبر تقنيات الجرافيكس التي يمكن أن تستميل الأطفال والشباب وحتى الكبار الذين يعشقون مثل تلك الأعمال الجميلة.

و أخير: أظن أن الاسلام هو الحب يا سادة ولكن أغلب الناس لا يعلمون  لأن صناع الدراما لا ينتبهون إلى قصص الحب في الإسلام التي كانت المثل والقدوة بدلا من القصص الحالية التي تخاصم القيم والأخلاق كما نرى ونلاحظ من غث الأعمال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.