وليد توفيق يحتفل بمرور خمسين عاما على بداية مشواره ويحضر لمفاجأة غنائية
كتب: أحمد السماحي
احتفالاً بمرو خمسون عاماً على مسيرته الفنية، احتفل النجم العربي الكبير (وليد توفيق) خلال الساعات الماضية بطريقة مختلفة، وقام بمشاركة فيديو مدته دقيقة ونص، على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مجموعة صور من أرشيفه الفني وأفلامه وحفلاته عبر السنين مع عمالقة الفن، أحيي من خلالها الذكريات الجميلة.
وعبر أبوالوليد عن اعتزازه وفخره بمسيرته الفنية الطويلة، والتي دامت حتى اليوم وكتب قائلا: (خمسون عام مضت ولا زلت أشعر أن كل يوم هو بداية انطلاقة جديدة في مسيرتي الفنية مع جمهوري الذي أحب برفقة عودي وألحاني وموسيقاي يستمر العمل ويستمر الفرح، لكم محبتي).
كما شارك فيديو آخر، بعنوان ماذا حدث في عام 1974؟، وتناول الفيديو لقاءا تلفزيونيا قديما تحدث من خلاله عن بدايته في عام 1974 بالغناء وما حدث في ذلك اليوم، وكتب: (منذ 50 عام كانت الانطلاقة بأغنية (عيون بهية) من ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدي في برنامج (ستديو الفن).. بساطة البدايات والإصرار على الوصول والنجاح.. وهكذا تستمر المسيرة).
(شهريار النجوم) دق باب النجم العربي صاحب الرصيد الذهبي من الأغنيات الناجحة وليد توفيق وبارك له على هذه المناسبة السعيدة، وسألناه: ألم تخش من إعلان سنوات احترافك الفن فيحسب الناس عمرك الحقيقي فرد ضاحكا: بالعكس لماذا النكران والناس سهل أن تعرف عمري الحقيقي من خلال أعمالي الغنائية منذ بداية ظهوري، لا.. الحمد الله رب العالمين لم أخش من هذه النقطة لأن فضل الله علي كبير ومنحني الصحة والعمر أن أغني على مدى خمسين عاما، ومازلت قادرا على الغناء والعطاء وهذه منحة من الله لابد أن أشكره عليها.
وصرح صاحب (لفيت المداين، وأبوكي مين يا صبية، وهابي بيرث، وهوى المشاوير) وغيرها من العلامات المضيئة في مشواره أنه يحضر لمفاجأة غنائية بهذه المناسبة عبارة عن (ميدلي) لمجموعة من أشهر أغنياته التى حققت نجاحا كبيرا عند الجمهور، وتعتبر مراحل مهمة في مشواره الفني.
جدير بالذكر أن النجم العربي وليد توفيق يغني منذ خمسون عاما تقلبت خلالها الأذواق، وتغيرت ملامح الخريطة الغنائية، ورغم عوامل التعرية والتجريف التى حدثت مازال أبواليد مستمرا، ويغني ويلحن ويملأ حياتنا بالشدو العذب الجميل، والاستمرار هو حجر الزاوية في حياة الفنان، إن الفنان الناجح هو الفنان المستمر، لأن استمراره دليل على أن عصره لم يرفضه بعد، وميزة (وليد توفيق) إنه مستمر عربيا وليس محليا أي أنه شهرته كاملة في كل العالم العربي.
ولم يكن طريق النجم العربي مفروشا بالورود ولكنه صادف كثير من العقباب والصعوبات كانت كفيلة أن تبعده عن الطريق كما فعلت مع كثيرين من أبناء جيله والأجيال التالية له، لكنه كان يحمل بداخله مجموعة من المميزات التى كانت هى رأس ماله، أولا: لديه الإصرار والإرادة وصوته سليم وعذب ونقي ويعرف كيف يعرض مزاياه، ولديه قدرة هائلة للضغط على نفسه والعمل الشاق في سبيل هواية الغناء.
ثم أنه يعرف بالضبط إلى أين يريد أن يتجه؟!، وهذا ضروري جدا، لأن وجود الهدف واضحا في ذهنه من البداية كان بمثابة البوصلة التى حددت له الطريق الصحيح وسط الأمواج المتلاطمة التى صادفته طوال المشوار، فضلا عن كل هذا كانت الساحة الغنائية وقت ظهوره في حاجة إلى وليد توفيق، لم تكن الظروف في حاجة إلى إسمه، ولكنها كانت في حاجة إلى لونه الغنائي المليئ بكثير من الفرح وقليل من الشجن، فعند ظهوره في منتصف السبعينات كانت الساحة تودع الكبار (أم كلثوم، فريد الأطرش، عبدالحليم حافظ) وفي حاجة إلى زهور جديدة تنبت في أرض الغناء بعد أن إقُتلعت الزهور القديمة من تربة الغناء.
ظهر وليد توفيق ليسد فجوة بين جيلين، ظهر ليقدم الأغنية العاطفية الشعبية التى يمكن ترديدها شعبيا وفي الوقت نفسه يمكن تذوقها فنيا، وفي رحلة الصعود إلى القمة حافظ على صوته كرأسمال وحيد يواجه به الناس، وظل يحاول التجديد بصفة مستمرة إنه يحاول ويحاول ويجدد ويجدد، ويفاجئنا كل فترة بأسماء زهور جدد في عالم الكلمة واللحن يحتضنهم بكل حب ويغني لهم.
وليد كان – ومازال – موجودا معنا طوال الخمسين سنة الأخيرة صديق، ودود، ومجامل، وإنسان في مشاعره، رقيق في عواطفه، وبهذه المناسبة نهديه باقة ورد بلدي مليئة بكل زهور المحبة والتقدير والاحترام على فنان منحنا السعادة كلها والحب كله، وارتقى بمشاعرنا فشكرا (أبوالوليد) الغالي على مشوارك الحافل بكل ما هو رائع وجميل.