بعد كوكب الشرق.. المغرب تكرم (عبدالوهاب الدوكالي) بمتحف يضم أعماله
كتب: أحمد السماحي
تكريماً لدوره باعتباره واحدا من رموز الأغنية العربية المعاصرة الذين أثروا في الوجدان المغربي والعربي، وتقديراً لفنه الأصيل وسلوكه القومي والإنساني النبيل، وحرصاً على تراثه القيم الشخصي والعام، ورغبة في أن يتواصل هذا التراث فناً وسيرة مع الأجيال القادمة واللاحقة، يتم خلال الأيام القادمة في المغرب وبالتحديد في الدار البيضاء إفتتاح متحف عميد الأغنية المغربية الأسطورة (عبدالوهاب الدوكالي) ليكون ثاني فنان عربي بعد سيدة الغناء العربي يقام له متحف.
ويضم المتحف العديد من مقتنيات (الدوكالي) الفنية والشخصية، حيث يوجد عدد كبير من الفاترينات يتم حفظ المقتنيات داخلها، وتحتوى الفترينات على المقتنيات الشخصية والأوسمة والنياشين ونوت موسيقية وأشعار مكتوبة بخط عدد من الشعراء لأهم أغنيات عميد الأغنية التى تمثل مراحل مختلفة من مشواره.
كما يحتوى المتحف على مجموعة كبيرة من الصور النادرة لـ (الدوكالي) مع الزعماء وصور لمراحل حياته المختلفة مع كثير من الشخصيات السياسية والفنية والأدبية المغربية والعربية، فضلا عن عدد من الاسطوانات النادرة لاهم أغانيه.
ويبدو أن عام 2023 يحمل الفرح والجوائز لعميد الأغنية العربية، ففضلا عن المتحف الذي سيتم افتتاحه قريبا بدأ عام 2023 وبالتحديد يوم 6 يناير الجاري بحصوله على الدكتوراه الفخرية التى تسلمها من (أكاديمية ملاك الدولية) برئاسة المديرة العامة (ملاك مقبول)، كما حصل من المجمع الوطني للثقافة في المغرب على شخصية عام 2022 في المجال الفني، بجانب شخصيات أخرى في مجالات متعددة.
جدير بالذكر أن (عبدالوهاب الدوكالي) واحد من أساطير الفن العربي المعاصر حافظ على حب الناس منذ بدأ مشواره وحتى الآن، فكانت أنفاس الناس وهمومهم وتصفيقهم وعواطفهم نصب عينيه على امتداد 60 عاما، لا تفسير ولا تبرير إذن لاستمرار عبدالوهاب الدوكالي – الذي قام بإهداء المنتخب المغربي مؤخرا أغنية من تلحينه وغنائه وتوزيعه بعنوان (أسود الأطلس يا أبطال) – محلا لإعجاب الناس سوى أنه كان يحرص على التعبير عن أذواقهم وعواطفهم، لا تفسير ولا تبرير لملايين الاسطوانات وأشرطة الكاسيت التى اشتراها الناس من أغاني (عبدالوهاب الدوكالي) سوى أنهم يحسون بأنه يقول بالضبط ما يشتاق كل واحد منهم إلى أن يقوله لفتاته أو لوطنه، ولكنه لا يعرف، لا تفسير ولا تبرير سوى أن أغاني (الدوكالي) وألحانه وأسطواناته قد أصبحت بالنسبة للناس تعويذة يستخدمونها للتعبير عن عواطفهم، تعويذة بسرعة 33 لفة في الدقيقة، تعويذة تجلب الحظ وتثير المتعة، وتعبر عن الأسي وتخاطب الوجدان.
أنا شخصيا عندما أستمع الآن إلى أغاني وألحان (الدوكالي) أجد صوته المليئ بالإحساس العميق بالمعنى الذي يغني له يطبطب على وأجد أن أغانيه تخاطب روحي بذكاء ورشاقة، وحينما أتحدث عن موسيقى تخاطب روحي فإنني أتحدث عن الدفء، عن الفهم، عن الحرارة، عن العاطفة، عن القلق، عن الحزن، عن السعادة، عن الإخفاق في الحب، عن الحب من جديد، عن القلب، عن الحياة، عن الانفعال، عن البكاء من فرط السعادة، أو البكاء من شدة الألم، عن حقيقة أصبحت خيالا، أو خيالا يكاد من إلحاحه أن يصبح حقيقة.
أجد أنني لا أستطيع الابتعاد كثيرا عن (كان ياما كان حكاية يرويها العجائز للصبيان.. منين تبغى تنام) وأشتاق إلى (حكايتي ويا حبي هقولها في كلمتين) وأحن إلى (الدار اللي هناك، الله غالب، قصة الغرام، شعرك أوعى تقصيه، مرسول الحب، أنا والغربة، أجفاني، لقاء، ياما ياما اتألم، الليل والنجوم، الثلث الخالي، مونبارناس، عن العيون الخضر، ما أنا إلا بشر، العاشقين، حجبوك الأعداء يا وليفي، سوق البشرية) وغيرها الكثير والكثير من روائعه التي ستظل راسخة في ذاكرة الأجيال.