بقلم الإعلامية الكبيرة: هدى العجيمي
هذا الاسم لاشك أنه شد انتباه كل من يتابع الأفلام المصرية القديمة فهو اسم لا ينسى، نراه في موقع الإنتاج ونراه في موقع الإخراج أيضا، فمن هو توجو مزراحي السينما المصرية؟.
يلاحظ المهتمون بتاريخ الفيلم المصري أن هناك ثلاثة من رواد السينما أطلوا علينا باعمالهم المهمة في الفترة التي سبقت إنشاء (ستوديو مصر)، الثلاثة هم (محمد كريم وأحمد جلال وتوجو مزراحي)، وكان توجو مزراحي من أبناء الاسكندرية وبدأ حياته الفنية بها ومن المعروف أن معظم الأفلام المصرية الأولي أنتجت في الأسكندرية، وكان أول فيلم ينتجه (توجو مزراحي) هو فيلم (الكوكايين) وقد أنتجه في عام 1930 وقام هو ببطولته وكان يسمي نفسه وقتها أحمد المشرقي، والفيلم يوضح أثرالمخدرات علي أبناء الطبقة العاملة، وفي عام 1931 أنتج فيلمه الثاني (5001)، وفي سنة 1932 كانت تجربته الثالثة وهى (أولاد مصر)، وكان هذا هو أول فيلم مصري يعالج مشكلة نفسية ويقدم لها علاجا بشكل علمي، وذلك لأن (توجو مزراحي) كان يقوم بالإنتاج والإخراج والتأليف والتمثيل في نفس الوقت. وكان (توجو مزراحي) ملما بلغة السينما وفنها، وكان يجيد التعبير بالصورة والحركة،وكان الحوار قليلا جدا في تلك الأفلام، وكان يعتمد في أفلامه علي الوجوه الجديدة بينما كان المخرجون الآخرين يعتمدون على ممثلي المسرح، ولهذا فان (توجو مزراحي) كان يهدف إلى تخفيض التكاليف والابتعاد عن الأداء المسرحي، وكان في الأسكندرية يعمل في (ستوديو باكوس) الذي أنشأه ثم انتقل إلى القاهرة ليعمل في (ستوديو وهبي) بالجيزة، وتحول إنتاجه بعدها من الأفلام الاجتماعية إلى الأفلام الكوميدية، فقدم (المندوبان) الذي كان من بطاله (فوزي الجزايرلي وإحسان الجزايرلي) ثم (الدكتور فرحات)، إلى جانب (تحية كاريوكا).
وقد حقق هذا الفيلم نجاحا كبيرا وإقبالا من الجماهير وذلك رغم أنه لم يتكلف إلا مبلغا قليلا جدا، فقد دفع (توجو مزراحي) أجرا قليلا جدا لأسرة (الجزايرلي) وهو 80 جنيها فقط، وقد اشتهر (توجو مزراحي) بإنتاج أفلامه في وقت قصير جدا فقد أتم تصوير فيلم (سلفني 3 جنيه) بطولة علي الكسار في أسبوع واحد، وكما أوضحت فان (توجو مزراحي) كان يقوم بتأليف الأفلام التي يخرجها ويمثلها أيضا، فمثلا في فيلم (أولاد مصر) قدم لنا قصة (أحمد) الطالب بكلية الهندسة والذي يتخرج بامتياز ويتقدم لطلب يد دولت شقيقة زميله في الكلية (حسني) إلا أن والدها يرفض طلبه بسبب الفوارق الاجتماعية بين الأسرتين لأن والد (أحمد) العريس يعمل عربجي على (عربة كارو).
ولم يكن أحمد يتصور أن مهنة والده سوف تكون عقبة في سبيل زواجه وهو المتفوق دراسيا وعلميا فيصاب بازمة نفسية وينقل للمستشفي ويصاب بفقدان الذاكرة، وهنا تبذل (دولت) وشقيقها جهدا كبيرا في مساعدته للشفاء وعودة ذاكرته التي عادت بالفعل ونجحت تلك الجهود وتمتع (أحمد) بالشفاء، وانتهي الفيلم نهاية سعيدة وقام (توجو مزراحي) بدور (أحمد) بطل الفيلم، أما دور (دولت) فقد قامت به ممثلة جديدة اسمها (جنان رفعت).