كواليس آخر يوم في فيلم (لحن الوفاء) في ذكرى مرور 68 عاما على انتهاء تصويره
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
بالمصادفة وقع بين أيدينا صورة من آخر يوم تصوير في فيلم (لحن الوفاء) الذي يعتبر أول أفلام العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وعندما قمنا بتكبير الصورة اكتشفنا من لوحة (الكلاكيت) إنها تم تصويرها في مثل هذه الأيام وبالتحديد يوم 26 يناير عام 1955، وهى تجمع المخرج السينمائي الكبير (إبراهيم عمارة) مخرج الفيلم، مع فريق عمل الفيلم من العاملين في الاستديو فقط، وليس النجوم، حيث قرأنا في عدد من مجلة (الكواكب) صدر وقت انتهاء تصوير الفيلم، أن المخرج الكبير (إبراهيم عماره) أصر على تصويره صورتين، الأولى تجمعه بفريق عمل الفيلم من النجوم مثل (شادية، عبدالحليم حافظ، وزوزو نبيل) وغيرهم، والثانية التى ننشرها هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) تجمعه فقط مع العاملين.
بدأ إبراهيم عمارة (1910 / 1972) مشواره الفني في أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث أخرج في بداياته الأولى عددًا من الأفلام الوثائقية، وعمل مساعدا للإخراج مع كل من (فريتز كرامب، ونيازي مصطفى)، وفي عام 1942 بدأ إخراج أول أفلامه الروائية الطويلة وكان بعنوان (الستات في خطر)، بعده توالت أفلامه منها (الزلة الكبرى، الملاك الأبيض، أحكام العرب، عدو المجتمع حلاوة، لحن الوفاء، الجريمة والعقاب) وغيرها.
اتسمت أعمال (عمارة) بالتنوع، واستطاع على مدى رحلته الفنية أن يقدم أفلاما رائعة تعبر عن حس متفرد واستلهام خاص للواقع وإشكالياته، فناقش قضايا الإنسان من خلال سلوكه ويومياته وطموحه وعلاقته بالآخرين، ووضحت منذ البداية سمات مشروعه الفني الذي ارتبط بالناس وبالعلاقات الاجتماعية، كما ارتكز على عالم المرأة في عدد من الأفلام، فضلًا عن الاحتفاء بالمعاني الإنسانية السامية كالوفاء، والإخلاص، والعرفان، والقناعة، وهى المعاني والمحاور التي دارت حولها أغلب أفلامه، مثل (الطائشة، الزوجة السابعة، الملاك الأبيض، أشكي لمين، السماء لا تنام، نحن بشر)، وبيّن أن الإنسان قد يقع فريسة لضغوط الحياة، مما يجعله يحيد عن طريقه وقناعاته.