كتب : محمد حبوشة
ما أن انتهت من أزمتها الكبرى الأخيرة التي اختتمت بزواجها لـ (حسام حبيب) على مضض من جانب الجمهور المصري، حتى بدأت المطربة (شيرين عبد الوهاب) سلسلة جديدة من أزماتها الكبرى، لكنها جاءت هذه المرة على أرض غير مصرية، فقد اتخذت من (بيروت، والكويت) عنوانا جديدا لاستفزاز الجمهور من جديد، فمرة بالرقص حيث ظهرت (شيرين) تجلس بجوار زوجها حسام حبيب، في فيديو، وهى ترقص بطريقة صاخبة وغريبة على نغمات أغنية من أغانيها، هى: (إيه يعني غرامك ودعني)، وظهر عليها عدم الاتزان، وثانية بإحراج فتاة بعد أن رفضت التصوير معها بعد حفلها بالكويت، وثالثة – وهى كبيرة الأسافي – عندما قامت عندما قامت بزيارة المطرب (فضل شاكر) المطلوب قضائيا في مقر إقامته بمخيم (عين الحلوة) للاجئين على الحدود بين فلسطين ولبنان، وهى منطقة لا تخضع لأي سيادة قانونية للبلدين، لذلك يسكن تلك المنطقة للتهرب من تنفيذ الأحكام الصادرة ضده.
زيارة شيرين لفضل شاكر تفتح النار عليها مجددا وهى لاتدرك – كعادتها في الغباء – كيف ينعكس سلوكها على الجمهور، ويصنع أزمات جديدة في سجلها المكدس بالحماقات الكبرى، خاصة أنها لم تنجح مؤخر في إقناع الجمهور المصري في أن يبتلع قصة زواجها من (حسام حبيب)، بعد أن كالت له اتهامات كثيرة وصلت إلى حد الإهانة التي استحالت معها عودتهما من جديد، لكنها قفزت على الأحداث وتراجعت عن كل اتهاماتها له وأعلنت (كتب كتابها) عليه معتقدة أنها بذلك تضع النهاية المثالية لفصول تهورها واندفاعها، ما وضع الجمهور في دهشة من تصرفات أقل ما توصف بالحماقة الكبرى التي كلفتها أن تخسر الجمهور الذي ساندها في رحلتها الغنائية وتعاطف معها كثيرا في أزمتها مع المخدرات التي أدخلتها المستشفى عنوة قبل شهرين.
وبغض النظر عن حقيقة أنه تم القبض عليها والتحقيق معها من عدمه في بيروت، كما أثير حولها خلال اليومين الماضيين فإنها في النهاية قامت باستفزاز الجمهور اللبناني الذي انقلب عليها عبر مواقع السوشيال ميديا، مؤكدا استنكاره لتلك الزيارة المريبة لمواطن لبناني أيا كانت علاقتها به فإنه يبقى مطارد من العدالة بعد إثبات تورطه في عمليات إرهابية أفضت لقتل عناصر من الجيش اللباني مع سبق الإصرار والترصد، وهذا أمر مرفوض ومستنكرا في كافة المجتمعات، حتى ولو كان المتورط فيه فنانا عرف بالمشاعر الحساسة وغنى للعاطفة بطريقة رومانسية تخالف طبيعة الإقدام على قتل إنسان بنوازع دينية مزيفة كتلك التي رسخت في عقيدة فضل شاكر، ولا يعفيه اعترافه بالخطأ لأنه تورط في جرائم قتل ينبغي أن يحاسب عليها.
المثير للدهشة في أزمة شيرين الجديدة أنها ركبت (الترند) خلال اليومين الماضيين ما بين مؤكد على خبر اعتقالها وزوجها، وآخر نافيا قصة القبض عليها جملة وتفصيلا، وعلى رأسهم نقابة الموسيقيين في مصر، فبعد أن علقت على زيارة شيرين لفضل شاكر، وأكدت النقابة أنها غير مسئولة عن تصرفات الفنانين الشخصية، وأن النقابة لن تقوم باستدعاء (شيرين) للتحقيق بعد عودتها لمصر، عادت لتنفي على لسان محمد عبدالله، المتحدث الرسمي لنقابة المهن الموسيقية، إن (القبض على شيرين عبدالوهاب و حسام حبيب في لبنان غير صحيح، هذا الأمر انتشر بعد زيارتهما للمطرب اللبناني فضل شاكر، بسبب أنه مطلوب في عدد من القضايا، شيرين وحسام كويسين وكل الكلام عار من الصحة).
الثابت في قضية (شيرين) أن الأجهزة الأمنية اللبنانية قامت باصطحاب (شيرين وزوجها) إلى التحقيق، بناء على استنابة قضائية، وذلك للاستفسار منهما عن الأسباب التي دفعتهما إلى زيارة الفنان فضل شاكر، المطلوب للقضاء، في مكان إقامته و بعد التحقيق تم الإفراج عن شيرين وزوجها بعدما تبين حصولهما على تصريح أمني للدخول إلى المخيم، فيما أوضح الشاعر (أحمد ماضى) كواليس التحقيق معه وشيرين عبد الوهاب وحسام حبيب من جانب السلطات اللبنانية بعد زيارتهم لفضل شاكر المطلوب من الحكومة اللبنانية، وقال ماضى فى تصريحات له: إن الأجهزة الأمنية استقبلتنا بشكل محترم لمدة عشر دقائق فقط، ودار الحديث معهما عن كيفية الدخول إلى المخيم، وكان القاضي متساهلا بشكل كبير معنا، وما حدث هو أمر روتيني اعتيادي ومر الأمر على خير ولم يكن أى أزمات تعرضنا لها من جانب السلطات اللبنانية.
وعلى جانب آخر في إطار تسخين الأجواء كشفت صحفية لبنانية تدعى (هنادي عيسى) عن تفاصيل استدعاء شيرين عبد الوهاب وزوجها حسام حبيب من جانب السلطات اللبنانية بعد زيارتها للفنان فضل شاكر، وذهبت (هنادى) للانخراط في سيل تصريحاتها لأكثر من فضائية وموقع إلكتروني قائلة وكأنها مصدر مسئول في الحكومة اللبنانية: استدعيت شيرين عبد الوهاب وزوجها حسام حبيب خلال وجودهما في لبنان إلى التحقيق، وبناء على استنابة قضائية للاستفسار منهما عن الأسباب التي دفعتهما إلى زيارة فضل شاكر المطلوب للقضاء، في مكان إقامته بمخيم عين الحلوة.
وأضافت عيسى التي أعجبتها لعبة التصريحات لقنوات ومواقع ساذجة: جرى الإفراج عن شيرين وزوجها حسام حبيب بعد الاستماع إليهما بإشارة قضائية، وبحسب مصادر إعلامية فقد حصلت شيرين عبد الوهاب وزوجها على تصريح أمني للدخول إلى المخيم، وأضافت (هنادي) التي ظهرت كمتحدث رسمي لوزارة الدخلية اللبنانية: إن التحقيق دام مع شيرين عبدالوهاب وحسام حبيب لمدة 60 دقيقة فقط، وبمجرد التأكد من سبب زيارتهما، لمخيم الفنان فضل شاكر، جرى الإفراج عنهما، موضحة أنه لم يتم القبض على شيرين في فندق (كمبينسكي) كما تداولت الأخبار، وفقط تم استعداؤها مع حسام حبيب، وذهبا معا للتحقيق دون حضور الشرطة للفندق كما أُشيع بمواقع التواصل الاجتماعي.
على جانب آخر من الحقيقة أكد مصباح العلي، مستشار وزير الإعلام اللبناني، أن الأجهزة الأمنية اللبنانية استمعت لإفادة المطربة شيرين عبد الوهاب وزوجها الفنان حسام حبيب عقب زيارتها للفنان فضل شاكر- المطلوب قضائيا – بمخيم (عين الحلوة) في لبنان، وفقا للقوانين والأنظمة المرعية، وذلك في أول تعليق رسمي لبناني، وقال (العلي) في تصريحات تلفزيونية: (الفنانة شيرين كما الفنانين المصريين غاليين على قلوبنا جدا، وتربينا على الفن المصري والنجوم اللبنانيين، ولهم كل التقدير والاحترام سواء من الحكومة اللبنانية أو الشعب اللبناني، وتحديدا شيرين لها جمهور واسع في لبنان.
وتابع (العلي): (شيرين زارت لبنان وكانت على الرحب والسعة بين أهلها وأصحابها، وما حدث أنها طلبت زيارة مخيم عين الحلوة، وغالبا المخيمات الفلسطينية في لبنان تحتاج لإذن لدخولها، لأن لها وضعية خاصة وهى غالبا خارج سلطة الدولة اللبنانية وفق اتفاقيات قديمة، والهدف من الحصول على الإذن هو الحرص على أمن وسلامة صاحب الطلب، والأجهزة لا تسأله عن هدف الزيارة)، واستطرد: (فيما بعد، ظهرت صور شيرين وزوجها الفنان حسام حبيب مع فضل شاكر، وهو محكوم بموجب حكم صادر عن المحكمة العسكرية، ومتوار عن الأنظار في مخيم عين الحلوة، الأمر الذي استدعى سؤال شيرين حول الموضوع، وبالتالي جرى استدعاؤها وسماع إفادتها وإفادة حسام حبيب حول الزيارة بكل احترام، ولم تعتقلهما السلطات مطلقا).
واستكمل: (لبنان دولة قانون ومؤسسات، وبالتالي كان لابد من سماع إفادتهما حسب الأنظمة، والرأي العام ليس الموضوع)، مؤكدا أن شيرين تعرف جيدا أن الفنان فضل شاكر مطلوب على ذمة قضايا بالمحكمة العسكرية بتهمة قتل جنود من الجيش اللبناني)، واختتم مستشار وزير الإعلام اللبناني حديثه قائلا: (شيرين ليس مطلوبا منها الاعتذار للشعب اللبناني، وهى ربما لم تدرك أبعاد زيارة فضل شاكر وأخذت الموضوع ببراءة).
والسؤال الجدير بالإجابة عليه إجابة قاطعة: إذاكانت شيرين تتعامل مع كل كارثة جديد بكل تلك البراءة واعتادت أن تعتذر فلماذا لاتعتذر للشعب اللبناني الذي أساءت له بزيارة مجرم مطلوب للعدالة وتعهد بعدم تكرار حماقاتها الكبرى؟، فسبق واعتذرت شيرين عبد الوهاب أكثر من مرة، ولعل أشهرها التي حاولت فيها استمالة عواطف المصريين بما بدر منها فى أحد الفيديوهات المتداولة في وقت سابق، حيث قالت في بيانا لها: (أنا شيرين سيد محمد عبد الوهاب، الطفلة المصرية البسيطة التي نشأت في منطقة القلعة الشعبية وتعلمت حب هذا الوطن والانتماء إليه من بسطاء مثلها يحبون تراب هذا الوطن دون أي مقابل، الطفلة التي كبرت وأصبحت شخصية عامة معروفة تحاسب علي كل نفس تتنفسه وكل حركة تتحركها، ولكنها ما زالت تحتفظ بطفولتها وعفويتها وهو ما يسبب لها الكثير من المشاكل).
يبدو واضحا أن المرض النفسي قد استبد بشيرين فعلا!، تلك التي تفقد عفوية طفولتها في كل يوم تلو الآخر ما يزيد من حجم تآكل شعبيتها التي أصبحت الآن على المحك، وكأن لسان حالها يردد أحد مقاطع قصيدة (زرقاء اليمامة) للشاعر الراحل الكبير (أمل دنقل) والذي يقول فيه :
معلق أنا على مشانق الصباح
وجبهتي بالموت.. محنية
لأنني لم أحنها حية..!
وكحال – الثائرين – فى ربوع العالم تردد (شيرين) قول الشاعر:
لا تحلموا بعالم سعيد
فخلف كل قيصر يموت: قيصر جديد
وخلف كل ثائر يموت: أحزان بلا جدوى
و دمعة سدى.
وهكذا يبدو أن خلف كارثة لشيرين كارثة جديدة تغلفها بدمعة حزينة وتذهب كل حماقاتها سدى!، طالما أن هناك من يساندها ويعظم من حجم موهبتها التي أراها موهبة فاسدة لا تستحق كل هذا التبجيل والاحترام، فالفنان الذي لايحترم مشاعر جمهوره ويدرك قيمة وطنه حتما لايستحق التعاطف معه في أزماته المتكررة على جناح العفوية والتلقائية التي تتسب في الكوارث!