صعوبات ومفارقات وطرائف موسوعة المسرح المصري
* أهم الصعوبات غياب المراكز البحثية المتخصصة، وندرة المعلومات والوثائق، ووجود كم كبير من الأخطاء والمغالطات الفنية والتاريخية بمذكرات بعض كبار الفنانين.
* أطول فرق القطاع الخاص عمرا هى فرقة (الريحاني)، وأكثرها غزارة فرقة (رمسيس) التى قدمت ما يزيد عن 240 مسرحية.
* أكثر المسرحيات التي أعيد تقديمها هى مسرحية (عايدة) ويليها مسرحية (صلاح الدين الأيوبي) ثم مسرحية (شهداء الغرام).
* أكثر المخرجين غزارة في القطاع الخاص (جورج أبيض، عزيز عيد، علي الكسار، يوسف وهبي، عبد العزيز خليل، السيد راضي، حسن عبد السلام، عبد الغني زكي)، أما بفرق الدولة (فتوح نشاطي، زكي طليمات).
إعداد : أحمد السماحي
بالرغم من وجود ملايين الكتب القديمة، وآلاف الكتب الجديدة الجيدة فإن الكتب العظيمة التي فتحت آفاقا جديدة للوعي والفهم البشري هى حقا قليلة، والأكثر ندرة هى الموسوعات الفنية، فهي نادرة جدا وتكاد تكون معدومة في عالمنا العربي تحديدا، لأنها تتطلب جهد وإمكانات مادية وبشرية صعبة للغاية، والأهم من كل هذا تتطلب حب، وسعي للباحثين.
ومن الموسوعات المهمة النادرة في تاريخنا المعاصر، موسوعة المسرح المصري التى صدرت عام 2022، للكاتب والباحث والناقد والمخرج الدكتور عمرو دوارة، الذي استغرق في إعدادها 27 عاما، ووثق بالصور ستة آلاف وثلاثمائة عرضا مسرحيا هى مجموع العروض الاحترافية التي تم إنتاجها منذ بداية المسرح المصري عام 1870 بقيادة (يعقوب صنوع) وحتى نهاية عام 2015.
أمس السبت تحدثنا عن أهم ما جاء فى هذه الموسوعة المهمة للغاية التى تنير الطريق لأجيال قادمة، واليوم نتحدث عن أهم الصعوبات التى صادفت الدكتور (دواره)، وأهم الطرائف والمفارقات التى جاءت في هذا العمل المشرف لينا كمصريين.
أهم الصعوبات والمعوقات:
في البداية يوضح الدكتور (عمرو دوارة) في مقدمة الموسوعة أهم الصعوبات التى واجهته فيقول: واجهتني بالطبع كباحث كثير من الصعاب والمعوقات أثناء محاولات إعداد هذا الموسوعة بمراحلها المختلفة (جمع البيانات، والصور وتوثيقها، ورصد أهم الانجازات وتحليلها)، وهى تلك الصعوبات التي يمكن إجمالها في النقاط التالية:
1 – غياب المراكز البحثية المتخصصة، وندرة المعلومات والوثائق بالمركز القومي للمسرح مقارنة بهذا الإنتاج االمسرحي الضخم على مدى أكثر من مائة وأربعين عاما، وكذلك غياب الدوريات المسرحية من مجلات متخصصة أوصفحات مسرحية بالصحف والمجلات خلال بعض الفترات لسنوات طويلة متتالية.
2 – عدم تعاون المؤسسات الصحفية مع الباحثين والتعامل معهم بشكل تجاري عند محاولة الاستعانة ببعض المواد المتوفرة بأرشيفها، حتى أن بعض المؤسسات تحدد سعر خمسمائة جنيه لاستنساخ الصورة الواحدة من المسرحيات النادرة!
3 – وجود كم كبير من الأخطاء والمغالطات الفنية والتاريخية بمذكرات بعض كبار الفنانين، وذلك سواء عن عمد لتعظيم دورهم، أو كنتيجة طبيعية لضعف الذاكرة الشخصية بفترات الشيخوخة أثناء كتابتهم لمذكراتهم.
4 – تقديم النص الواحد بأكثر من اسم سواء بالفرقة نفسها أو من خلال فرق أخرى، حتى أن بعض النصوص قدمت بأكثر من أربعة أسماء، ومثال لذلك تقديم مسرحية (تاجر البندقية) بعنوان (الصراف المنتقم) أو (تاجر فينسيا)، و(السيد) بعنوان (غرام وانتقام) أو (الغرام الجبري)، الأخرس بعنوان (الكابورال سيمون) أو (الكابورال العجوز)، و(القضية المشهورة) بعنوان (القاتل أبي)، و(دافيد جراك) بعنوان (الممثل)، و(روميو وجوليت) بعنوان (شهداء الغرام) أو (شقاء المحبين)، (روزينا) بعنوان (العطارة الحسناء) أو (العابثة بالرجال)، وخليفة الصياد بعنوان (صياد دجلة) أو (هارون الرشيد) أو (هارون الرشيد مع قوت القلوب) أو (جناية الملكة) والأمثلة الأخرى كثيرة.
5 – تقديم العرض الواحد أحيانا بأكثر من مخرج بنفس الفرقة خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، وذلك عند إعادة العروض (الريبرتوار)، وهى نتيجة منطقية لغياب بعض المفاهيم الأكاديمية لدور المخرج ولحقوق الأداء العلني، حيث يعتبر صاحب الفرقة نفسه مخرجا للعرض عند إعادة تقديمه بمجرد تغير بعض الممثلين أو حذف وإضافة بعض المشاهد أو الحوارات، وهو ماتكرر حدوثه – على سبيل المثال – بكل من فرقتي (جورج أبيض)، و(رمسيس) بالنسبة لمسرحيات المبدع المخرج عزيز عيد.
6 – إعادة تقديم النص الواحد بالفرق المختلفة أكثر من مرة حتى وصل عدد عروض بعض المسرحيات مثل (عايدة) إلى سبعة عشر عرضا، وكذلك تشابه أسماء بعض العروض أو تكرار نفس اسم العرض بالرغم من اختلاف النص مما استدعى ترتيب هذه العروض رقميا (عايدة 2،1، 3 ….) طبقا لتاريخ الإنتاج.
7 – تداخل مساحات الاحتراف مع الهواية بالنسبة لإنتاج بعض الفرق كمركز (الهناجر للفنون) أو (الفرقة السامر المركزية) بهيئة قصور الثقافة على سبيل المثال، ونظرا لأن هذه الموسوعة تتضمن العروض الاحترافية فقط، فقد تم الرصد والتوثيق للعروض الاحترافية من إنتاج هذه الفرق فقط.
8 – عدم اهتمام المبدعين بمختلف المفردات المسرحية بتوثيق أعمالهم أو بتنظيم أرشيف فني خاص بها، كذلك ضعف ذاكرة عدد كبير منهم – خاصة كبار السن – حتى أن عددا كبيرا من أعمالهم المسرحية قد سقطت من ذاكرتهم تماما!
9 – اختلاف برامج الحاسب الآلي للفرز مع بعضها البعض، حيث تعتمد بعض البرامج على ترتيب الهمزات على حرف الألف على سبيل المثال في حين تهمل بعض البرامج الأخرى هذا الترتيب، كذلك وجود عناوين لبعض المسرحيات تضمن أرقاما وبالتالي فقد تم كتابة هذه الأرقام بالحروف حتي يمكن ترتيبها في مكانها، هذا مع وضع العنوان الأساسي بين قوسين.
طرائف ومفارقات
عن أهم الطرائف والمفارقات التى صادفته يقول الباحث المسرحي (عمرو دواره): يمكن للباحث أن يصل لكثير من النتائج الهامة من خلال دراسة ورصد بعض الحقائق الفنية منها الآتي:
1 – أطول فرق القطاع الخاص عمرا هى فرقة (الريحاني) التي بدأت نشاطها بالعقد الثاني من القرن الماضي، وبالتحديد عام 1916 واستمرت حتى عام 1983 أي استمرت مايقرب من سبعين عاما.
2 – أكثر فرق القطاع الخاص غزارة في الإنتاج هى فرقة (رمسيس) التي أنتجت (خلال الفترة من 1923 إلى 1960) ما يزيد عن 240 مسرحية، ويليها فرق (الريحاني) التي أنتجت ما يزيد عن مائتي مسرحية (بالتحديد 203 مسرحية).
3 – أطول فرق مسارح الدولة عمرا هى فرقة (المسرح القومي) التي بدأت نشاطها عام 1935 واستمرت حتى الآن أي استمرت مايقرب من 88 عاما.
4 – أكثر فرق مسارح الدولة غزارة في الإنتاج هي فرقة (المسرح القومي)التي قدمت (خلال الفترة من 1935 وحتى الآن) ما يزيد عن 480 مسرحية، ويليها فرق (الطليعة) التي قدمت (خلال الفترة 1973 وحتى الآن) ما يزيد عن 225 مسرحية.
5 – أكثر المسرحيات التي أعيد تقديمها هى مسرحية (عايدة) التي قدمت 22 مرة من خلال الفرق المختلفة، ويليها مسرحية (صلاح الدين الأيوبي) التي قدمت 18 مرة، ويليها مسرحية (شهداء الغرام) التي قدمت 12 مرة.
6 – من أكثر المخرجين غزارة في الإنتاج بفرق القطاع الخاص في النصف الأول من القرن العشرين كل من الفنانين: (جورج أبيض، عزيز عيد، علي الكسار، يوسف وهبي، عبد العزيز خليل)، وفي النصف الثاني من القرن العشرين كل من الفنانين: (السيد راضي، حسن عبد السلام، عبد الغني زكي)، أما بفرق الدولة فإن أكثر المخرجين غزارة في الإنتاج هما الفنانين: (فتوح نشاطي، زكي طليمات).
7 – أكثر كتاب المسرح المصريين الذين قدمت أعمالهم علي خشبات المسارح هم الأساتذة: (أمين صدقي، بديع خيري، أبو السعود الإبياري، توفيق الحكيم)، أما أكثر كتاب المسرح العالميين الذين قدمت أعمالهم علي خشبات المسارح هم الأساتذة: (موليير، بيير كورني، وليم شكسبير).