الشيخ أبوالعيون يهاجم القبلة، والجمهور يغضب من ليلى مراد بسبب رفضها لـ (قبلة) عبدالوهاب
كتب : أحمد السماحي
عام 1956 نشرت مجلة (الكواكب) تقريرا لطيفا تحت عنوان (القبلة الحائرة بين الرقابة، والشيخ أبوالعيون) جاء فيه: في الأعوام الأولى من حياة السينما المصرية لم تكن لوائح الرقابة السينمائية ولا قوانينها قد وجدت بعد، وكان ذوق الرقيب هو (الحكم) على قبلة ضمن أحداث الفيلم، يحذفها أو يتركها، حتى قدم المخرج (توجو مزراحي) فيلم (أولاد مصر) عام 1933 ومثل فيه دور البطولة تحت اسم (أحمد المشرفي) أمام ممثلة جديدة تسمى (حنان رفعت).
وكان هذا الفيلم يحوي عددا لا بأس به من القبل المتبادلة بين البطل والبطلة، وكان الشيخ (محمود أبوالعيون) من كبار علماء الجامع الأزهر رحمه الله لايزال يسهر على الأخلاق ويقيم من نفسه محاسبا لكل من يخرج عن العرف والتقاليد، فكتب مقالا هاجم فيه الفيلم وصاحبه وطلب بأن يُقدم إلى المحاكم، وقامت ضجة صحفية ضخمة حول هذا المقال دفعت برقابة الأفلام أن تحدد موقفها صريحا من القبلة السينمائية، نوعها، طولها، وشروط ما يسمح بعرضه منها، وبالفعل تم هذا.
وطوال السنوات الماضية شاهدنا نجمات يرحبن بالقبلات، ونجمات يرفضنها، وفي هذا العدد سنتحدث عن النجمات التى ترفض القبلات، كانت السيدة (أم كلثوم) أول نجمة سينمائية ترفض أن يقبلها البطل! إذ رفضت أن توافق على القبلات التى جاءت ضمن مشاهد فيلم (وداد) الذي مثلت فيه دور البطولة عام 1935.
ثورة الجمهور على ليلى مراد
كان من بين مشاهد فيلم (يحيا الحب) الذي ظهرت فيه ليلى مراد لأول مرة في السينما مشهدا يقبلها فيه محمد عبدالوهاب، ولكن المرحوم والدها (زكي أفندي مراد) أصر على حذف هذا المشهد، بينما أصر مخرج الفيلم (محمد كريم) على تصويره، وتطور الخلاف حتى أوقف الفيلم يومين كاملين، ونشرت الصحف أسباب تعطل العمل في الفيلم!.
وتلقت (ليلى مراد) سيلا كبيرا من الرسائل يعاتبها فيها أصحابها على أنها رفضت أن يقبلها (محمد عبدالوهاب) الذي تتمنى كل فتاة في الشرق العربي قبلته، أو حتى نظره منه.
ومن يومها وليلى مراد لا تسمح لأي بطل تشاركه العمل أن يقبلها إلا أنها بدلت هذه السياسة عندما تزوجت من أنور وجدي، فتركته يقبلها في أفلامها التى تقاسما بطولتها دون حرج.
ومن النجمات التى ترفض (القبلات) كلا من (عقيلة راتب، ماري كويني، نور الهدى، نعيمة عاكف) أما (ماجدة) فلا تسمح بغير قبلة يطبعها البطل فوق جبينها، بينما تستأذن (هدى سلطان) زوجها الفنان فريد شوقي قبل تمثيل مشهد القبلة وتحصل على موافقته.
ورفض القبلات ليس قاصرا فقط على النجمات فهناك نجوم رجال يرفضن القبلة من هؤلاء الفنان (إسماعيل ياسين) الذي يشترط في كل عقوده على استبعاد مشاهد القبل، وكذلك المطرب (محمد الكحلاوي) الذي يقول أن التقاليد الشرقية تحرم التقبيل.