بسبب ضياع مصحف (سامية جمال) فريد الأطرش تنبأ بوفاته !
كتب : أحمد السماحي
قبل وفاة الموسيقار فريد الأطرش بشهرين كان يمثل آخر لقطات فيلمه الأخير (نغم في حياتي) الذى قام ببطولته أمام (ميرفت أمين وحسين فهمي وعدلي كاسب) فى إحدى فيلات شارع سليمان باشا، يومها قال له مخرج الفيلم (هنري بركات) : (يا أستاذ فريد هل ممكن تستبدل بنطلونك هذا ببنطلون آخر؟)، فرحب الفنان الكبير وذهب لمكان استبدال الملابس فخلع بنطلونه ونزع منه كل ما يحتويه من نقود وأوراق ومصحف صغير موضوع فى علبة صغيرة من الذهب اعتاد أن يحمله فى الجيب الأمامي تيمنا وضمانا لحفظه، ووضع فريد المصحف على ( تربيزة) موجودة فى المكان وقام بتمثيل اللقطات ثم عاد إلى المكان الذى بدل فيه ملابسه يستطلع حاجاته فعاد صارخا: (أين المصحف الذهبي لقد تركته هنا مع باقي الأشياء؟!)، وبحث جميع أفراد الفيلم عن المصحف ولم يجدوه.
أطرق الأطرش وبدت عليه علامات التشاؤم وقال: (خلاص انتهى الأمر!!، كان هذا المصحف ضمانتي وحرزي وصلاتي التى تبعد الشر عني، أما الآن فقد أصبحت دون سلاح مقدس يحميني!).
تلتقط الفنانة (سامية جمال) طرف الخيط وتكمل هى هذه النبؤة فتقول (فى لقاء مع المذيع طارق حبيب): قبل وفاته بحوالي شهر ونصف كنت معزومة في سهرة مع مجموعة كبيرة من الفنانيين كان نجمها هو (فريد الأطرش)، وقبل انتهاء السهرة جاء وجلس بجواري ووجدته حزينا جدا، وقال لي: (أنا متشائم يا سامية وحاسس إني هيحصلي حاجة وحشة!) فقلت له: بعيد الشر.. ليه بتقول الكلام ده؟! فقال لي: (فاكرة العلبة الذهبية القيمة التى بداخلها المصحف الشريف التي أهديتني إياها عام 1942؟) قلت له: مالها ؟! قال: (راحت مني أثناء التصوير، كنت أشعر أن المصحف الذى بداخل العلبة يحميني في دخولي وخروجي ولم أكن أتحرك إلا به، وكلما اشتد بي الألم أو المشاكل كنت أمسك المصحف وأغمض عينيي وأنا اتمتم يارب، فكنت استمد منه القوة، ويشد من أزري ويبعد عني المخاوف والأخطار، من يوم ما اختفى وأنا متشائم وحاسس إنى هموت!).
فقلت له: بعيد الشر، بكره أنزل أشتري ليك مصحف غيره، فقال لي: (الحكاية مش حكاية مصحف جديد ولا علبة من الذهب، هذا المصحف كان هدية منك من حوالي 32 سنة وأنا بتفاءل به ولا أتحرك بدونه، ثم إنني مسافر غدا لبيروت)، وبالفعل سافر وبعد ظهر الخميس 26 ديسمبر 1974 تسلل الموت إلى جناحه فى (مستشفى الحايك بسن الفيل ببيروت) ورحل، وكأنه كان يتوقع رحيله!.