بقلم الإعلامي : على عبد الرحمن
يقولون في الأمثال إن الخلاف في الرأي لايفسد للود قضيه، وكثيرا ما اختلف الراي العام علي قضايا عديدة، ولكن أهلنا في مصر الآن اتفق غالبيتهم علي أمور ثلاثه، أولها: أن الإعلام هو أحد أهم أسباب مشاكل مصر، وثانيها: أن الضغوط الاقتصاديه وارتفاع تكلفة المعيشه وانفلات الأسعار شئ لايحتمل، وثالثهما: وبحق إننا بحاجه إلي اتفاق وطني على أجندة عمل وطني تأخذ من احتياجات الوطن وتأخذ أيضا من متطلبات المواطن.
هذه هي هموم المصريين ومايشغل بالهم وما لا يختلفون عليه،كيف اتفق المصريون على أن الإعلام ليس به مشكله فقط بل هو أحد أهم مشاكل مصر، فهو الذي انشغل بغير هموم أهل مصر، وهو الذي غاص في طبخه وأحلامه وملاسناته، وهو الذي فشل في متابعة ما أنجزته الدوله لشعبها واكتفي بما يتم إرساله إليه من لقطات مصورة بمعرفة وحدات الإعلام في الوزارات والهيئات، وهو الذي تقاعس عن استضافة الخبراء للتوضيح للشعب ما يتم إنجازه وتأثير ذلك علي أهل مصر، وهو الذي ترك أصنام الإعلام من مذيعين وضيوف ومديرين وملاك كماهم دون أدني مجهود للبحث عن وجوه مقبولة صادقه لدي الجماهير، وهو الذي أفقد مصر ريادتها ومنافستهاىفي محيطها التي كانت هي سيدته لسنوات طوال.
ذلك الإعلام الذي لم يكلف نفسه أن يسوق سياحيا لمصر ولم يتواصل مع أبنائها في الخارج ولم يقدم عملا دراميا دينيا أو تاريخيا ولم يعد يهتم بقضايا الهويه والانتماء، ذلك الإعلام المتقوقع، المنعزل، المسرف، الجاثم علي أنفاس وصدور وقلوب أهل مصر الرافضين لانبطاحه وتخاذله!!!
أما الامر الثاني الذي اتفق عليه المصريون فهو أن الكيل قد فاض فيما يتعلق بغلاء الأسعار وجشع التجار وغياب الرقابه على الأسواق، فرغم تصريحات الحكومة ورغم الكلام عن متابعة الأسواق والأسعار إلا ان كل شئ قد تضاعف ثمنه من حزمة الجرجير حتي كيلو اللحمه، مرورا بكافة الخضروات والسلع وكل تاجر رفع ورقة مكتوب عليها (معذره لغلاء الأسعار)، وظهرت مصطلحات بالسوق اسمها السعر القديم والسعر الجديد، وكذا إلحق سعر اليوم لأن بكره هيغلى، ودار سباق ارتفاع الأسعار دون ضابط أو رابط، حتي السلع المحليه من ريف مصر والتي يتم نقلها بالحمار أو غيره ارتفع سعرها تحت ذريعة أن سعر الدولار ارتفع وأن ازمة الغذاء عالميه وأصبح الكل يتنافس في رفع أسعار سلعة، ولا يدري أهل مصر متي يتوقف ذلك، ومن يراقبه، ومن يردع هذا الجشع ومن للمواطن غير الله في زمن اصبح ساندوتش الفول بـ 8 جنيه، وطبق الكشري بـ 45 جنيه، والفرخة المشويه بـ 150 جنيه؟، ولن نقترب من أسعار اللحوم وغيرها فلم تعد في حسابات أهلنا اليوم.
فمن يظبط أداء الأسواق، ومن أين يعيش البسطاء، وماذا يقتاتون، وكيف السبيل وأعلي مرتباتهم لاتكفي أكلا عاديا أو حتي دروس أولادهم الخصوصيه التي قيل إنه يتم القضاء عليها بغلق السناتر وبتطبيق مدرستنا!!!.
أما ثالث ما اتفق عليه المصريون فهو لسنا قصر نحتاج وصاية، أفهمونا مايحتاجه الوطن ولا تغفلوا مايحتاجه المواطن.. نعم الوطن بحاجه إلى بنية أساسية وطرق وإسكان وصحه وتعليم، وأيضا المواطن يحتاج دخلا كريما وعيشة مرضيه وسلعا متوفرة وأسعارا مقبوله ومواصلات مريحه ولبس كريم وتعليم جيد ومستقبل آمن، ومعرفة بما يتم وعيشة بلا كبد، وعلاجا في مستشفي مجهز وريف ينعم بحياة شبه أهل المدن.
تعالوا نتحاور أثناء حوارنا الوطني أومابعده وبعد صمته، لنتفق على ما أجمع عليه أهل مصر ولنخرج بقائمة أولويات الوطن ومعها أيضا المواطن حتي يهنأ الوطن وأهله، من لنا من إصلاح مسار مليارات الإعلام المهدرة ومن أصنامه الثابتة ومن مضمونه السطحي؟، ومن لنا من قضايا تسعير الخدمات وجنون أسعار الأسواق وفحش تكاليف المعيشة؟، من لنا من اتفاق وطني علي مانحتاجه جميعا وطن ومواطن دون وصاية أو توجيه؟
نعم نحتاج من يسمعنا ويفكر فيما نقول ويخلص في الرد علينا حتي لانخاف من طلوع شمس الغد القادم بتكاليف معيشية أعلى مع دخول زهيدة ومواطنين بسطاء لايحلمون إلا بعيش كريم في وطن كريم بفضل رب كريم؟، ولنا لقاء قادم مع هموم أهل مصر وضغوط الحياة على أعناقهم.. حمي الله مصر وأهلها وتحيا دوما مصر.