(عبدالوهاب الدوكالي) يهدي المنتخب المغربي رائعته (أسود الأطلس يا أبطال)
كتب : أحمد السماحي
منذ أيام خرج عشرات الآلاف من المغاربة إلى شوارع العاصمة الرباط لاستقبال وتحية منتخبهم الوطني لدى عودته من قطر، عقب مشاركته في المونديال وتحقيقه إنجازا تاريخيا باحتلالهم المركز الرابع في كأس العالم، وأصبحوا أول منتخب عربي وأفريقي يبلغ هذه المرحلة من البطولة.
ولأن عميد الأغنية المغربية (عبدالوهاب الدوكالي) مطرب صاحب مشروع غنائي منذ بداية مشواره، لهذا لم تفوته هذه المناسبة وقام بإهداء المنتخب المغربي أغنية من تلحينه وغنائه وتوزيعه بعنوان (أسود الأطلس يا أبطال) كلمات الدبلوماسي السابق (عبد الكامل دينية) مؤلف (خواطر دبلوماسية) يقول مطلع الأغنية التى شرفنا بإهداها لنا الدوكالي:
أسود الأطلس يا أبطال
يا شمس المغرب يا شجعان
فقلوبنا زرعتوا الأمال
تأهلنا وكسبنا الرهان
ابدعتوا، واعطتوا المثال
يا سلام يا سلام
رفعتوا راسنا بين البلدان
يا سلام يا سلام
حققتوا الفوز وارتاح البال
وعمت الفرحة رجال ونسوان
بعزيمة، وإرادة اجتزنا المحال
وقطعنا بحور صعيبة فالأمان
إصابات، جميلة ما كانت في البال
فالمونديال سجلناها بريشة فنان
خبر يا تاريخ جميع الأجيال
المغرب اليوم بكم فرحان
حققتوا الفوز وارتاح البال
وعمت الفرحة رجال ونسوان
أسود الأطلس رقة وجمال
ومتعة كبيرة في وسط الميدان
فرحتنا كبيرة ومازال فرحتنا تكمل بيكم يا شجعان
الله معاكم فالحل والترحال
وعنايته تحميكم وتحمي الوطان
الله الله يا أسود تأهلنا وربحنا الرهان.
وبصوته الشجي العذب استحضر (الدوكالي) في هذه الأغنية الفرحة التي عمت البلاد بهذا الإنجاز الكروي على مستوى العالم، والآمال المستقبلية المرتبطة به، ورفع (أسود الأطلس) رؤوس المغاربة بين البلدان، وتقديمهم مثالا للفرق الأخرى بالمنطقة العربية والأفريقية، حيث طالب بإخبار كل الأجيال عن هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق والذي سيسجل بسطور من نور في ذاكرة الأمة العربية.
وجدير بالذكر أن عميد الأغنية المغربية (عبدالوهاب الدوكالي) وسط طريقه الإبداعي الصاخب والحافل بكل ألوان وأشكال الغناء في جمال المغرب ، لم ينس الأغنية التى تعبر عن قضايا الأمة العربية والأهم عن قضايا الإنسان، هذا غير غنائه لكثير من الدول العربية، فغني للسلام ولنبذ العنصرية في (مرسول الحب، ومونبارناس، وسوق البشرية).
كما غنى ولحن الكثير لقضية القدس مثل (فلسطين) كلمات أحمد العلج، (محراب القدس) كلمات حسن المفتي، (في القدس لازم نصلي) كلمات حسن جندي، ولم ينس في طريقه قضية (أطفال الشوارع)، وغني لهم أيضا رائعته (قولي ليهم ياما، بإسم أطفال كل العالم ما بغينا حرب بغينا السلام) التى كتب كلماتها الشاعر المغربي محمد الباتول.
وعبر غناء تمتزج فيه صرخة الأسي بأمل استيقاظ الضمير، ومن خلال صوت يتفوق في إحساسه، استطاع الدوكالي طوال مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من 60 عاما أن ينطلق في عفوية تامة وفي سرعة اتسمت بشحنة الانفعالات المتأججة في نفسه، ومن ثم أصبح يؤثر في كل من يستمع إليه شريطة ألا يغلق السمع والفؤاد عن دور العلاقات والتأثر فيه كإنسان يعيش في عالم يموج بالصراعات والطموحات وأمنيات الخلاص الجميل، فهو يجمع في صوته بين خامة الصوت الطيبة ذات النبرة المميزة والأداء الخبير والمجرب، وحيثما ذهب هذا المطرب في الغناء فإنه يعكس إمكاناته الهائلة في التعبير، والمتمثلة في كم الأحاسيس الذي ينطلق عبر أدائه لأنه ببساطة يحسن اختيار مفردات الكلمات ونغمات الألحان.
وفي السنوات القليلة الأخيرة سجل بصوته ما لم يسجله مطرب آخر فغني قصيدة معبرة من كلمات الكاتب والأديب (نور الدين الرياحي) تلخص الحكاية الأليمة للطفل المغربي (ريان) الذي وحد البشرية طيلة أيام، وتركت وفاته حزنا عميقا لدى الجميع، وكانت هذه التحفة الغنائية:
ريان يا باب الجنة سقيت منه اليوم عذبا
ريان يا ابن العالمين نثرت وردا و قضبا!