بقلم الإعلامية الكبيرة الدكتورة : هالة سرحان
في هذا الزمن لابد أن نعترف أن ذائقة الأجيال الجديدة أصبح يتشارك فيها شباب العالم وأن شكل الموسيقي تغير، أما الغناء سوف يظل الأوبرا وأم كلثوم وعبدالحليم والزمن الجميل الذي هو بالفعل غير موجود في قاموس الشباب الذين يشكلون 70% من سكان الكوكب – دول كوم واحنا كوم – فهم لايعرفون من هو عبدالحليم ولا غيره ولا حتي من هو أنور السادات.. الأجيال الجديدة أصبحت global، المواطن العالمي والذائقة الفنية والموسيقية أيضا أصبحت واحدة وإن اختلفت اللغات والقالب واحد.
إذن لايمكن تطبيق ميول وذوق الأجيال السابقة (اللي هى احنا) علي نجوم هذا الزمن، في العالم كله النجوم المليارديرات هم إما عيال وفرق من سن 16 سنة وطالع أو مخترعي الموسيقي الحديثة من الأفارقة الأمريكيين لأنه عيب أقول عليهم سود.. ابني يزعل مني ويقول عنصرية والراب والهيب هوب القائم علي إيقاع مكرر، وكلمات غريبة يفهمها ويعشقها الجمهور الذي يبدأ من سن 3 سنين، ولا أحد يطالب أن يكون صوتك أو قدراتك حلوة في هذا النوع الذي قام بتجريف الموسيقي الحديثة التي نعرفها.
الأرقام والمتابعة للنجوم الذين يحبهم الشباب تتحدث أن (محمد رمضان وويجز) لمسوا شيئا في وجدان الشباب وحتى الأطفال.. ويجز مازال أكثر فنية من الآخرين بلغ متابعيه ومشجعيه مايربو على المليار ونصف ورمضان شرحه.
هل تتخيل أن (ويجز) سبق كبار النجوم بمراحل في دنيا موسيقي الشباب الذي يشكل الغالبية العظمي وفي الشرق الأوسط والعالم العربي، لكنه لايثير زوابع حوله، وبالتأكيد من اختاره لكأس العالم درس جيدا السوق.. هذا الصيف نجح حفل (ويجز) وكان الزحام واضحا في آخر حفلة له في الصيف حضرها عدد كبير جدا ربما لم يشهد مطربين كبار مثله في حفلاتهم الصاخبة.
يجب أن نفخر حين يتم اختيار مصري مثل (ويجز) ويجب أن نحترم مايفعل بمقاييس نجوم هذا الزمن الرقمي، ونسعد باختياره .. كان يمكن أن يأتوا بأشهر نجم في العالم لكنهم اختاروه عن دراسة، قطر تتعاون مع خبراء أجانب مثل كل دول الخليج يدرسون علميا الواقع ويخططون لأن تكون حفالاتهم جاذبة لنجوم تحظى بجماهيرية كبيرة.
ملحوظة مهمة جدا: أنا لا أستمع لـ (ويجز) لكن احترم شعبيته وسعادة الشباب به.. اطمئنوا .. ستبقي الموسيقي الطربية لكنها ستتغير رغما عنها حسب تغير الزمن ومزاج الشباب الذي يحدد مفاهيم جديدة في اختياراته الغنائية.
ولمن يعترض على غناء (ويجز) في كأس العالم: ويجز هو صاحب سلسلة نجاحات جعلته يتصدر سباق الأكثر استماعا في مصر، وإلى جانب اختياره من مجلة (فوربس ميدل إيست) ضمن قائمة أنجح 50 مغني لعام 2021 في العالم العربي، وفي حصاد شركة (سبوتيفاي) العالمية لعام 2022 كان هو الفنان العربي الأكثر استماعا في الشرق الأوسط، وقد احتلت أغنية (البخت) لويجز مرتبة الأكثر استماعا في الشرق الأوسط، حيث تجاوزت 164 مليون مشاهدة على موقع (يوتيوب) لتدخل ضمن أبرز أغانيه الناجحة مثل (دورك جاي) التي تجاوزت 103 مليون، وكذلك أغاني: (الغسالة باظت، عفاريت الأسفلت، وساليني، وتي إن تي).