ويجز .. اختيار يسئ للفن المصري في كأس العالم !
كتب : أحمد السماحي
أثارت أغنية وكليب (عز العرب) غناء وكلمات وألحان وتوزيع مؤدي الراب المصري ويجز، وإخراج علي العربي، التى ستقدم اليوم في نهائيات كأس العالم المقام في قطر جدلا كبيرا بعد طرحها منذ يومين على حساب الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وصب كثير من الجمهور على مواقع (السوشيال ميديا) جم غضبهم بهذا الاختيار الأحمق لـ (ويجز) للمشاركة في هذه المناسبة العالمية، خاصة بعد استماعهم إلى كلمات ولحن الأغنية التى جاءت ركيكة الكلمات وضعيفة اللحن، ولا ترتقي للحدث العالمي الذي سيكون اليوم محط أنظار الملايين على مستوى العالم.
فمنهم من قال: (على النعمة ما فهمت حاجة من الأغنية؟!)، واستنكر أحدهم الأغنية فقال: (والله ما قدرت أكملها، فاكرين يا شباب أغنية الهضبة عمرو دياب (بالحب اتجمعنا، والدنيا هتسمعنا، والليلة أول أعيادنا)، ورد عليه آخر ولا أغنية (أرض الشرق) التى قام بغنائها (هشام عباس) في افتتاح بطولة كاس العالم لكرة اليد في مصر عام 1999.
وتوقف أكثر من شخص أمام جملة (ومؤمن إن السعي هيغير مصيري، رميت والبحر يشهد، بتعوزني تلاقيني)، وقالوا ما علاقة هذه الكلمات التى جاءت في الأغنية بكأس العالم؟!
وبدورنا نطرح مجموعة من الأسئلة البريئة لعل أحد من (الفيفا) أو الاتحاد القطري المنظم للبطولة بعد انتهاء الحدث العالمي يجيبوا عليها، أولها: هل اختيار (ويجز) جاء بطريقة متعمدة للإساءة للفن المصري؟!، خاصة أن بعض الدول العربية دأبت مؤخرا في احتفالاتها الكبرى على الإستعانة بمؤدي المهرجانات، ومؤدي الراب التى تخلو أعمالهم من القيمة والمعنى على مستوى الكلمة واللحن، والتى تخاصم الفن الأصيل للمشاركة في احتفالاتهم بحجة أن هؤلاء هم نجوم مصر الآن؟! أم ما حدث اختيار عشوائي طبقا لقواعد لا نفهمها؟!
وإذا كان الغرض من مشاركة (ويجز) أنه يمثل فئة وشريحة الشباب وجاذب لهم، فلماذا لم يستعينوا بالهضبة (عمرو دياب) معبود الشباب في مصر والعالم العربي؟ وإذا كانوا يريدون مطربا يمثل مرحلة عمرية أصغر فلدينا مجموعة من الأصوات الرائعة في مصر حريصة في اختياراتها الغنائية على الرقي بأذن ووجدان جيلهم من الشباب، ولديهم قاعدة جماهيرية كبيرة وهم (تامر حسني، ومحمد حماقي، ورامي صبري، وهيثم شاكر، ولؤي، وخالد سليم، ورامي جمال، وأحمد جمال) وغيرهم.
وإذا كانوا يريدون القيمة والأصالة فلدينا (أصالة، وأنغام، وسميرة سعيد، ولطيفة، وأمال ماهر، وشيرين عبدالوهاب)، وغيرهم ممن يمكن أن يمثلوا رمزا للفن المصري الذي لم ينضب بعد بالمواهب ذات القيمة التي يمكن أن تمثل مصر والقوى الناعمة المصرية المشرفة.
ما نريد قوله في النهاية أننا لسنا ضد (ويجز) أو غيره من فقاقيع الغناء الرديء على اهترائهم وضعفهم وترويجهم لفن يخاصم القيمة والمعنى، ولكننا ضد من يقدمه هو وغير على اعتبار أنهم يمثلون الفن المصري العريق، والحقيقة أنه يمثل شريحة من المراهقين والشباب الصغير الناشئ الذي لايعى قيمة مصر وفنها، وكنا نأمل أن يشتغل القائمون على المونديال هذا الحدث العالمي من أجل نشر ثقافة تحمل رسالة وثقافة قيمة تناسب حجم مصر وتتجنب هذا التسطيح الفكري والفني، ولا يكون ملعبهم مرتعا لمن هب ودب! إن أسوأ ما يمكن أن يتجرعه المرء هو القبول بالرداءة باسم حرية التعبير أوحرية الضمير.
لقد دأب بعض الأشقاء العرب على دعوة مؤدي المهرجانات والراب باعتبارهم الأكثر جماهيرية وذلك بتعمد اختيارهم كي يمثوا مصر في تظاهراتهم الكبرى والوطنية، وهو وهم زائف ينال من قيمة هذا البلد وفنه الذي علم العرب الغناء الراقي والهادف وتغنى كثيرون من أساطين فنه في أعيادهم الوطنية على مر التاريخ، لذا نرجوا أن يكف بعض الأشقاء العرب عن العبث في اختياراتهم التي أقل ما توصف بأنها تضعهم في خانة التآمر على الفن المصري، فما تزال مصر نابضة بالحيوية وتشكل إشعاعا حضاريا لايستطيع أحد أن ينكره ولديها مطربين أكفاء يستحقون أن ينالوا شرف تمثيلها في المحافل الدولية بدلا من أمثال (ويجز) وغيره من نجوم زائفة تخلو من القيمة والمعنى الحقيقي للفن في أبهى صوره ورسائله الإنسانية !!!