بقلم : محمد حبوشة
كان الموسيقار الراحل (حلمي بكر) مثل بيتهوفن له رأس عنيد، ويقال إنه كان مصابا باضطراب ثنائي القطب، وهو بهذا المعنى جمع بين الشخصي والعملي في موسيقاه، وفي حين كتب (موتسارت) مئات النوتات دون أن يشطب كلمة، كان بيتهوفن يستهلك كميات مهولة من الحبر ليخرج بعد أيام بنوتة من صفحات قليل.
غالبا ما كان بيتهوفن يستخدم صممه ذريعة لعدم التزامه بمواعيد تسليم موسيقاه، وأيضا كذريعة لعمل ألحان مجنونة، في سوناتا رقم 29 والمعروفة باسم Hammer klavier، والتي وضعها (بيتهوفن) لتكون واحدة من أصل 32 سوناتا للبيانو المنفرد.
يجمع الخبراء على أنه من الجنون أن يجيد أحد عزف هذه المقطوعة، لصعوبة تنفيذها وما فيها من سرعة كفيلة بتحطيم أصابع أمهر عازفي البيانو!
وهكذا حال ضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الموسيقار الكبير (حلمي بكر) الذي يملك نفس (رأس بيتهوفن) في العناد والتحدي لكل مظاهر التلوث الغنائي، وربما يملك قدرا لابأس به من عبقريته في الموسيقى الخلابة التي تطرب الأذن وتريح القلب المفعم بالأسى الرومانسي.
لكن بحكم أن (حلمي بكر) تربى في مدرسة موسيقار الأجيال (محمد عبد الوهاب) وغرف من معينه الموسيقي، فقد جمع بين فكرة التطوير للنهاية، والمدرسه التقليدية التى ادعت المحافظة على التراث، وبعضها تقدم نحو التطوير ثم تراجع بحكم ظروف وتقلبات الأيام، فجاءت جملته اللحنية رشيقة تواكب التطورات المذهلة في عالم الموسيقى.
وسارت قاطرة (حلمي بكر) كما سارت قاطرة عبد الوهاب الموسيقية نحو هدفها بسرعات مختلفة، وكلما دفع بجرعة جديدة أبطئ السير حتى يستوعب الذوق العام هذه الجرعة، ثم إما أن يعيد المحاولة لنفس الخطوة فى عمل جديد لتأكيد الخطوه التقدمية، أو ينتقل مباشرة إلى الخطوة التي ترتكز على إيقاع عصري يخالف التقليدي والمألوف.
أسلوب تلحيني خاص
ملامح التلحين عند (حلمي بكر) ارتكزت على الإيقاعات الشرقية الرصينة والبحور الشعرية الفسيحة والكلمة الفصحى التي تقتضي لحنا، ومقامات راسخة، فأنصرف إلى أسلوب تلحيني خاص به ظهرا جليا في تلحين القصائد والأغاني الخفيفة على حد سواء.
وتوفر لديه ذكاء من نوع فريد جعل ألحانه تخاطب عموم الشعب تستمتع وتتذوق وتعشق القصيدة التي كانت حبيسة أبيات شعرائها، وخرجت علي يديه مثلما فعل (السنباطي) من عليائها لتترجمها ألحانه العذبة التي ترقرقت متناغمة بين الأصالة والحداثة، متشبعة بجذور عميقة من الموروث الثقافي ذو المقامات الشرقية الأصيلة، التي استقاها من من والده عازف الناي في قريته التي هجرها بسبب ولعه بهذه الآلة.
ومن ثم جاء تفرد شخصيته الإبداعية ليصب في بوتقة موهبته، ويصبح صاحب مدرسة متفردة متاصلة في وجدان الشعب المصري العربي بحكم تلحينه لمعظم مطرب العرب.
وعلى درب (عبد الوهاب) آمن (حلمي بكر) بأن الموسيقى العلميه تقوم على أربعة قوائم (الجملة – الايقاع – الهارمونى – التوزيع ) فى حين أن موسيقانا الشرقية تقوم على قائمين فقط (الجملة – الايقاع )، لذا قيل إن موسيقانا مسطحة و موسيقى الغرب ذات أعماق.
فأدخل (حلمي بكر) الهارمونى بصورة بسيطه حتى تستوعبه الأذن الشرقية (ثم أكده فى أكثر من عمل)، وأضاف أيضا التوزيع لأعماله، خاصة تلك الموسيقى التي استخدمها في المسرح والدراما التلفزيونية والأعمال الاستعراضية في (الفوازير)، جاء ذلك نتيجة حسن توظيف الآلة الموسيقية فى مكانها اللائق تماما.
تذخر مصر بالعديد من الموهبين والمتميزين فى شتى المجالات الذين أثروا الحياة بعلمهم وفكرهم وثقافتهم .. علماء، سياسيون، قادة، وفنانون، لعبوا دورا مؤثرا فى تشكيل فكر ووجدان المواطن المصرى فى مراحل حياته المختلفة، ومنهم بالتأكيد لابد أن يذكر اسم (حلمي بكر) الذي اختصره كثير من السفهاء في مواقفه الأخيرة عبر وسائل الإعلام في مهاجمة مؤدي المهرجانات.
أو ما يسميه (التلوث السمعي) الذي اجتاح الساحة المصرية والعربية بالغث والردئ من فن الغناء الرخيص الذي يخاصم الذائقة السليمة، لكن يبقى (حلمي بكر) واحد من عظماء الموسيقى المصرية وقامة لا يستهان بها من أولئك الذين شبعوا اللحن الشرقي بمزيج رائع من الموسيقى التي تقوى على التعبير عن المشاعر الرومانسية والعاطفية والوطنية.
أب عاشق للعزف
ولد (حلمي عيد محمد بكر) في حي حدائق القبة بمدينة القاهرة، لأب عاشق للفن ويجيد العزف على آلة الناي، لذلك قام جده الأكبر عمدة إحدى القرى بطرده من القرية فحضر إلى القاهرة ومارس بعض الأعمال الحرة.
عشق (حلمي بكر) الموسيقى منذ الصغر فقد كان فى منزله أكثر من جرامافون والعديد من الأسطوانات الغنائية والتى لاتعد ولاتحصى والتى أثرت فيه وتعلم منها الكثير، وعندما التحق بمدرسة (الخديو عباس الإعدادية) لم يكن يفارق حجرة الموسيقى بالمدرسة وهو نفس ماحدث له عندما التحق بمدرسة (رقى المعارف الثانوية).
وطوال هذه الفترة من حياته لم يكن حلمى قد حدد اتجاهه الفنى فقد كان حائرا مابين التأليف والشعروالغناء ولم تستقر الأمور له إلا بعد التحاقه بالمعهد العالى للموسيقى العربية، وكان من أفراد دفعته بالمعهد الموسيقار (إبراهيم رأفت والدكتور هيكل عميد المعهد بعد ذلك والشيخ نصر الدين طوبار).
ورغم معارضة والدته الشديدة على التحاقه بمعهد الموسيقى فقد التحق (حلمي بكر) أيضا بكلية التجارة لإرضاء والدته على أن يستمر بمعهد الموسيقى فى الوقت ذاته والتى أثبت به تفوقا كبيرا حيث تخرج منه بدرجة جيد جدا بينما تخرج من كلية التجارة بصعوبة.
بعد تخرج (حلمي بكر) عمل مدرسا للتربية الموسيقية ببعض المدارس الحكومية، ولكن رفضه للروتين أجبره على تقديم استقالته من التدريس والتى رفضت وأمام إصراره على الاستقالة قام بالإعتداء على ناظر المدرسة بالضرب ولقنه علقة ساخنة لكى يجبرهم على قبول استقالته.
عندما التحق (حلمي بكر) بالقوات المسلحة لقضاء مدة الخدمة العسكرية المحددة له وأثناء وجوده بالجيش حضرت ذات مرة المطربة الكبيرة وردة الجزائرية لإحياء حفل غنائى للقوات المسلحة المصرية، وكان حلمى وقتها مشهورا فى كتيبته العسكرية بالغناء وبعشقه الشديد للموسيقى.
وقبل أن تقدم وردة فقرتها الغنائية قامت واستقبلته بترحاب وحصلت له على إجازة لتأخذه فى اليوم التالى وتقدمه إلى الأستاذ محمد حسن الشجاعى (مدير الإذاعة المصرية) فى ذلك الوقت، وقد أعطاه الشجاعى كلمات أغنية باسم (كل عام وأنتم بخير) لكى يلحنها.
وبالفعل قام (حلمي بكر) بتلحينها وأعجب الشجاعى باللحن كثيرا وقد سجلت هذه الأغنية للإذاعة بصوت المطرب (عبد اللطيف التلبانى) وحققت الأغنية نجاحا طيبا، ثم قام بتلحين أغنية أخرى باسم ( لا ياعيونى ) للمطرب (ماهر العطار).
ليلى مراد تغني من ألحانه
بدأ اسم (حلمى بكر) يلمع كملحن جديد عندما جاءته الفرصة الذهبية التى حققت له الشهرة والانتشار وكتبت له شهادة ميلاد فنية له عندما قام بتلحين أغنية (ماتهجرنيش وخلينى لحبك أعيش) من تأليف الشاعر (عبد الوهاب محمد).
لم يجد (حلمي بكر) صوت يناسب هذه الأغنية إلا صوت (ليلى مراد) والتى كانت قد اعتزلت الفن منذ بضعة سنوات فقام بعرض الأمر على (الشجاعى) الذى اندهش بشدة، ولكنه أمام إصرار (حلمي بكر) على أن تغنى (ليلى مراد) هذه الأغنية وعده بمكافأة قدرها خمسون جنيها إذا نجح فى إقناع (ليلى مراد) أن تغنيها.
وقام (حلمي بكر) بالتوجه إلى منزل ليلى مراد بتزكية من الملحن (كمال الطويل) مدعيا رغبته فى أن تسمع صوته وألحانه، وبالفعل استقبلته الفنانة الكبيرة وسمعت منه لحن الأغنية كما طلب منها أن تردد معه كلمات الأغنية حتى حفظتها بالفعل كما طلب منها أن تتوجه معه الى الاستديو لتشجعه على تسجيلها بصوته.
وقد استطاع (حلمي بكر) خداعها عندما حضرا سويا للاستديو وادعى حلمى أنه مرتبك وأنه قد نسى اللحن والكلمات فراحت ليلى مراد بطيبة قلبها بتشجيعه وغنت له الأغنية كاملة بصوتها لكى تذكره بكلماتها ولحنها وهى لم تعلم بأنه يسجل الأغنية بصوتها,
وقد أذيعت الأغنية مرات عديدة بالإذاعة بصوت ليلى مراد وحققت نجاحا كبيرا، وقد اتصلت ليلى مراد بالشجاعى وتقول له أنه لم تكن تتصور أن يقوم هذا الولد الصغير بخداعها وأنه استطاع ان يعيدها للغناء مرة أخرى وبهذا الشكل .
وردة وكمال الطويل
بدأ نجم (حلمي بكر) يعلو وتتصاعد شهرته من خلال صوت المطربة (وردة) من خلال بعض الأغانى الناجحة والتى ساهمت فى صنع نجوميته، كما يدين حلمى بالفضل الى الملحن الكبير كمال الطويل والذى سانده فى بداياته ووقف بجانبه كثيرا.
قدم (حلمي بكر) حوالى 1500 لحن وتعاون مع كبار المطربين والمطربات بمصر والعالم العربى بدءا من جيل (ليلى مراد ، وردة ، نجاة)، إلى جيل الشباب (محمد الحلو، على الحجار، مدحت صالح) وغيرهم الكثيرين .
كما قدم نحو 48 مسرحية غنائية منهم (سيدتى الجميلة، حواديت، موسيقى فى الحى الشرقى)، وعدد كبير من المسرحيات السياسية والنقدية، كما أعد العديد من الموسيقى التصويرية ولحن الأغانى للكثير من الأفلام السينمائية من بينها (جفت الدموع ، الزوج العازب ، تحياتى لأستاذى العزيز).
ومن المحطات الهامة فى حياته الفنية تلحينه لفوازير رمضان طوال سبعة عشر عاما بدءا من فوازير (الثلاثى) ومرورا بفوازير نيللى (الخاطبة ، عروستى، أم العريف)، و(فطوطة) لسمير غانم، و(حول العالم) لشيريهان، و(المناسبات) ليحى الفخرانى وصابرين وهالة فؤاد، و (قيما وسيما) للوسى، و (فرح فرح) لمدحت صالح وغادة عبد الرازق، بالإضافة إلى الموسيقى التصويرية لحوالى خمسة وخمسون مسلسلا تليفزيونيا وعشرات المسلسلات الإذاعية .
يحفل تاريخ الملحن الكبير (حلمي بكر) الفني بأغان رائعة خالدة في تاريخ الموسيقى العربية، وبقدر هذا التاريخ ارتبط اسمه بإثارة كثير من الجدل على المستويين الشخصي والمهني، فصراحته الشديدة وآراؤه الجريئة دائما ما توقعانه في مشكلات لا حصر لها بين أشخاص يعرفهم بشكل شخصي سواء مطربين أو فنانين أو أشخاص لا يعرفهم.
كما أن تاريخ (حلمي بكر) الذي عرف بـ (المشاكس) يمتلئ بمشكلات تنافس تاريخه الفني بجدارة، فالموسيقار المصري كانت بدايته مع الفن صاخبة، وما زال الصخب مستمرا، ولحلمي بكر مشكلات شهيرة جدا اعتبرها البعض نوادر.
ومنها ما حدث مع السيدة أم كلثوم، إذ أغلق سماعة التليفون في وجهها عندما تدخل أحد المعارف المشتركة بينهما ليعرفه عليها، فظنه يمزح، ولم يصدق أن كوكب الشرق على الهاتف فأغلق الخط، وبعدها تحدثت معه أم كلثوم، ولحن لها أغنية (معندكش فكرة)، التي لم يمهلها العمر الفرصة لتغنيها، وغنتها المطربة الجزائرية وردة.
هاجم ألبوم فيروز
هاجم (حلمي بكر) الفنانة الكبيرة فيروز عندما طرحت ألبومها الأخير في عام 2017، وقال عنه (ألبومها الجديد لن يضيف أي جديد إلى تاريخها الفني الكبير، لأن تاريخها الماضي كفيل بأن يتحدث عنها، والجيل الجديد لن يستمع إلى أغاني وألبوم فيروز الجديد، لأنه ينتظر فنا معينا، وجيل (ضايع) ويأتي بمطربين من الجيب الخلفي والجيب الأمامي.
أما الفنانة أصالة فبدأت حرب تصريحات بينها و(حلمي بكر) بعد طلاقه من زوجته السورية ابنة خالتها، وقالت إن بكر هاجمها دون داعٍ بعد أدائها أغنية (ع اللي جرى) مع صابر الرباعي، واستمرت الحرب مشتعلة والتصريحات تتراشق.
وقال حلمي بكر)عن أصالة إنه (لا يرغب في معرفتها مرة أخرى، لأنه كان السبب في وجودها على الساحة الفنية من خلال أغنية (يا صبرا يا مدارية)، إلا أنها ناكرة للجميل، وتبرَّأت من دوره في حياتها الفنية، واستمرت الأزمة حتى تم الصلح بينهما، وظهر بكر مع أصالة في برنامج (صولا) الذي كانت تقوم بتقديمه.
ولم تسلم الفنانة إليسا من نقد (حلمي بكر)، إذ هاجمها ووصفها بأنها (مطربة جيدة داخل الاستوديوهات، لكن صوتها الحقيقي نشاز، وتفقد نصف مقومات صوتها عندما تغني (لايف) أو مباشر أمام الجمهور على خشبة المسرح.
وهاجم (حلمي بكر) الفنان عمرو دياب، واتهمه أنه (ليس مطرباً، إنما مغنواتي)، ومدح صوت تامر حسني، وقال إن (صوته طربي)، ما أزعج جمهور عمرو دياب بقوة، بينما لم يرد دياب على هذا الهجوم.
انتقد إليسا وأحلام
وهاجم أيضاً (حلمي بكر) المطربة الإماراتية (أحلام) بسبب مشاركتها في برامج اكتشاف المواهب وإدلائها بآراء غير منطقية، وقال عنها (ليست أكاديمية، وتحاول أن تثبت أنها رئيس لجنة تحكيم، ولديها رأي في مجال الغناء).
وعقب مشكلة المطربة اللبنانية (ميريام فارس)، التي حدثت بسبب تصريحها بأنها (أصبحت مطربة كبيرة وثقيلة على مصر)، أعرب (حلمي بكر) عن غضبه الشديد منها، وطالب نقابة المهن الموسيقية بمنعها من العمل داخل مصر، وقال: (ليست مطربة، بل منولوجست، وتستخدم أشياء أخرى تعوّضها عن الصوت الضعيف).
أما الفنان محمد رمضان فلم يسلم من انتقاد (حلمي بكر)، إذ وصف كليباته الأخيرة بالفاشلة، وقال (رمضان يستغل غياب وعي شريحة من الناس، ويقدم هذه الأعمال، ويحاول كسب الجمهور باستخدام عبارات تغازله مثل (جمهوري واقف في ضهري).
وتعد الفنانة الراحلة (صباح) هى من سلمت من المشكلات مع (حلمي بكر)، التي قال عنها في أكثر من حوار: (إنها كانت الأكثر موهبة غنائيا واستعراضيا، وصوتها يسمح بغناء كل الأغنيات، سعيدة كانت أو حزينة أو وطنية، لأن طبقات صوتها تستوعب كل أنواع الموسيقى وكل حالات الغناء).
حصد (حلمي بكر) العديد من الجوائز لعل من أهمها: (الجائزة الكبرى من اتحاد الإذاعات العربية ، جائزة أحسن ملحن عربى من السيد رئيس وزراء مصر الأسبق فؤاد محى الدين عام 1975، جائزة الفارس من وزير الثقافة المصرى الأسبق عبد الحميد رضوان، جائزة التفوق من وزير الإعلام المصرى الأسبق محمد صفوت الشريف، جائزة دار الأوبرا من وزير الثقافة فاروق حسنى عام 2000.
كما نال جائزة أحسن ملحن عربى فى مهرجان الأغنية الدولى عام 1998، جائزة عن أوبريت (الحلم العربى) من القوات المسلحة المصرية، فضلا عن العديد من جوائز مهرجانات الغناء العربى، كما تم تكريمه فى مهرجان الفيديو كليب بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ، وأيضا تم تكريمه من قبل الزعماء والأمراء والوزراء العرب .
وتولى (حلمي بكر) العديد من المناصب منها: (منصب أمين عام مهرجان الأغنية وعضو اللجنة العليا للتخطيط لمهرجان الموسيقى العربية ، عضو بالمجلس الأعلى للثقافة بلجنة الموسيقى، عضو بشركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات ، عضو بمجلس إدارة اتحاد النقابات الفنية ، عضو لجنة تحكيم لبرنامج ستار ميكر، منصب أمين صندوق نقابة الموسيقيين لمدة ثلاث دورات ونائب نقيب الموسيقيين لمدة دورة واحدة ، عضو مجلس إدارة بجمعية المؤلفين والملحنين لعدة سنوات.
أشهر أقوال حلمي بكر:
** عمرو دياب استطاع بذكائه الحفاظ على نفس مستوى نجاحه ومواكبة أجيال مختلفة، قائلاً (عمرو دياب من أذكى الناس اللي قابلتها).
** هاني شاكر لو يمتلك ذكاء عمرو دياب كان زمانه قلب الدنيا .. وعمرو دياب لو بيمتلك صوت هاني شاكر كان هيستمر، فالاستمرار هنا يعني أن تبقى الأعمال خالدة بعد موته .. وده اللي أنا عايزه.. مش عايز المطرب وهو عايش يكون بيموت.. ده خطر.
** إحنا عندنا كام مطرب دلوقتي! فين أغانيهم! .. عايشين كأنهم ميتين بالظبط .. وهما مطربين الجيل الثاني .. بس ده حاجه غصب عنهم ومش بإيديهم عشان كده هقول أساميهم.
** بأقول لعلى الحجار أنت رجل عظيم .. ومدحت صالح بقوله أنت عظيم وأنت ابني .. ومحمد الحلو انت فين؟!.
** هناك نوع من التصفيق، تصفيق صامت يطلقه المطرب لنفسه عندما يحدث حركة فى تموجات صوته يصفق لها جمهوره.
** إن فننا الأكاديمى ظهر فى حفل نقل المومياوات الملكية لأول مرة، وشد انتباه العالم. وأصفق للمؤلف الموسيقى اللى عمل الموسيقى فى أوركسترا الحفل.. السلم الموسيقى الفرعونى حماسى، هو عمله سباعى، ولكن ذكاءه مسك فى المقام العربى مقام الحجاز، وده مقام عربى والربابة والناى والدفوف على جدران المعابد.
** قولا واحدا، انتهى زمن الكشافين، وأنا لما أنتقد فلانا ومش مطرب يقولك حرام عليك ده رزق.. يا جماعة الرزق حاجة والإبداع حاجة (ويرزقكم من حيث لا تعلمون).
** هناك مايسمى بالموسيقى الزمنية أو من جيل إلى جيل مثل العصور فى الكلاسيكيات من الرومانتيكية إلى الرومانتيكية، فالاختلاف الزمنى فى شعوب إما أن نصعد إلى القمة أو نهوى إلى الأرض دون أن ندرى كما نعيش موسيقيا حاليا.
** مفيش حاجة اسمها مطرب مهرجانات، والمهرجان هو المناسبة التى تقدم فيها أيقونات الموسيقى، الناس دول منهم خارج من السجن ومنهم لا تعرف بداياته ولن أقول أسماء.
** أرجو أن لا يموت إحساسي بإيقاع الحياة بسبب الوحدة، وأحب الظهور الإعلامي حتى أثبت أني موجودا.
** شيرين تفتقد ثقافة الحوار من زمان، والحوار مش أغلط وأصلح، وأغلط تاني وتالت وأصلح، لأ، المفروض لما أغلط مرة أصلح على طول، وقولنالها مليون مرة الكلام ده.
** هبوط الذوق له نواحى أخرى غير الموسيقى وهى الظروف المجتمعية أو الظروف الإقتصادية أو الظروف السياسية أو مايجتاح العالم من سياسات فى التأثر والتأثير فهناك تدمير عن طريق المخترعات التكنولوجية، فالإختراع التكتولوجى بقدر مايعطى لك بقدر ما يأخذ منك بل أصبح يأخذ منك أكثر.
** إن الموسيقى منذ بدء الخليقة حتى الآن لها التأثير الأول فى حياة كل الشعوب والمثل العالمى الشائع يقول (إذا أردت أن تعرف شعبا فاستمع إلى موسيقاه أو إلى أغانيه) إذا اللغة الأولى للعالم كله المتفق عليها هى الموسيقى أما اللغات أو اللهجات فهذه اختلافات أخرى، اختلافات بشرية و قد قال تعالى 🙁 لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة).
** عصر المنصات الإلكترونية زيفت الموسيقى فقد يظهر شخص يكلم الكمبيوتر يقول له أعطينى هذه الجملة و أعطينى جملة لبيتهوفن ويقول له حولها لى ويدعى انه صانع الموسيقى.
** 75% من الموجودين لايملكون الموهبة ولكن يملك التكنولوجى ومن ضمن التخريب دخول التكنولوجى عالم الموسيقى فرغم أن له فائدة إلا أن مضاره كثيرة.
** أنت تستيقظ صباحا لاتجد شىء وتسمع فى الليل كلام فارغ يطلع الصباح يأتى غيره وغيره فقد أصبحنا نعيش فى عصر الاستهلاك وليس عصر الإبداع.
** صوت المطربة أنغام، صوت عظيم الأمواج الغنائية الصوتية، وكفاها فخرا أنها تعيش وسط هذه الأمواج العتية.
** خسارة أدفع جنيه واحد لمقاضاة محمد رمضان أو غيره، موضحا أن الفنان ليس بمظهره أو بما يرتديه من نظارات وخواتم وسلسلة وغيرها.
أخيرا لابد لي من تحية تقدير واحترام لروح الفنان والموسيقار الكبير (حلمي بكر) باعتباره فنان حقيقى من جيل العظام، حقق لنفسه مجدا موسيقيا، وأمتع الكثير من الجمهور بألحانه، وبقدر هذا الإبداع والأهمية هو مثير للجدل بجرأته وصراحته وآرائه فى كل من يغنى على الساحة.
هكذا كان الموسيقار الكبير (حلمي بكر) الذي تتلمذ على يد موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وكان صديقا له، وهو في ذات الوقت ناقد موسيقى بارز وله رؤية، فهو ملحن يحفر تاريخه بيده من خلال ترك بصمة سمعية جميلة تعيش وتجدد على مدار الأيام.
وعلى الرغم من أنه ملحن قليل الإنتاج غزير الفكر الموسيقى يخشاه ولاد الكار وعلى الأخص (مؤدي المهرجانات)، إنه يحب التصريح بالحقيقة دوما حتى لو أغضب هذا الأمر الناس منه، مشيرا إلى أن الحقيقة كالبصمة لا يمكنه أن يغيرها، وبخاصة أن (موت الضمير) أكثر ما يخيفه: (موت الضمير يعني أنه لا سبيل إلى الحياة).. رحمه الله رحمة واسعة، فقد كان فنان بدرجة مقاتل، ومقاتل بدرجة فنان عظيم.