محمود القلعاوي .. لعب مع إسماعيل ياسين، وتأثر بالقصري، وعمل مع السليطي !
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام الذكرى الرابعة للنجم الكوميدي (محمود القلعاوي) الذي رحل عن حياتنا بعد حياة فنية ثرية يوم العاشر من ديسمبر عام 2018، وقد برز الراحل في المسرح أكثر من أي مجال آخر، فكان هناك عشق ما بينه وبين المسرح أكثر من السينما، ورغم أنه يثير الضحك في كلتا الحالتين، لكن عندما يذكر فإن الناس تتحدث عن أدواره المسرحية مثل (علي بيه مظهر، أنت حر، المهزوز، الجوكر، خد الفلوس واجرى، عبده يتحدى رامبو، أنا ومراتي ومونيكا) وغيرها.
وهذه الحالة تتضح مع نجوم كثيرين آخرين منهم (فؤاد المهندس، شويكار، عبدالمنعم مدبولي، محمد صبحي، محمد عوض، سيد زيان، محمد نجم) وغيرهم فكل هؤلاء كان نجاحهم في المسرح قويا ولافتا أكثر من نجاحهم في السينما.
حقق القلعاوي نجاحا كبيرا في المسرح، وكثير من الجمل التى كان يرددها في بعض أعماله، مازالت حاضرة بقوة على ألسنة بعض رواد (السوشيال ميديا) التى يستخدمونها الآن في تعليقاتهم أحيانا على بعض المواقف الساخرة مثل (شفتوا الهنا اللي أنا فيه)!.
وكان الراحل يرى أن المسرح هو مفجر طاقات الإبداع، وهو أساس التمثيل، وأعتقد أن عشق (القلعاوي) للمسرح راجع إلى كونه ابن الفنان الكبير (عبدالحليم القلعاوي) أحد نجوم المسرح في الأربعينات والخمسينات، فكانت حياة الطفل (محمود القلعاوي) دائما في المسرح وكواليسه، لأن والده كان يعمل في فرقة (إسماعيل يس)، وكان يحضر المسرحيات معه فأحب المسرح جدا، وأكثر ما أسعده في هذه المرحلة العمرية سلام ومداعبة ولعب (إسماعيل يس) معه.
وعلى مدى مشواره الفني الطويل لم تشغله أدوار البطولات المطلقة، خاصة في المسرح، فكان يقول عن هذه النقطة تحديدا: (أنا عملت نحو ثلاث مسرحيات من بطولتي هي (وراك وراك، وهات من الآخر، وحمري جمري)، ولكن هذا الأمر لم يشغلني مطلقا، فالمهم بالنسبة إلي أن أقدم دورا يعجبني، كما أن البطولة شيء متعب، والمسرحية لو فشلت لن أعمل ثانية، لأنها مرتبطة باسمي، والمهم في النهاية كما قلت هو الدور الذي سأؤديه).
حاول القلعاوي على مدى مشواره أن يحافظ على كرامته وكبريائه، وكان يحاول أن يحافظ على مستوى معيشته ومعيشة أسرته، حيث كانت تطارده دائما صورة الفنان (عبدالفتاح القصري) في نهاية أيامه، فقد ذكر في أحد حوارته : (عندما كنت قاطنًا في حي العباسية بالقاهرة قبل أن أنتقل إلى مصر الجديدة كانت هناك حارة صغيرة أذهب من خلالها إلى حي السكاكيني ففوجئت بأن الفنان القدير (عبدالفتاح القصري) يقيم فيه ووجدته على سرير بدروم، وقلت في نفسي: هل هذا هوالقصري أحد أهم أعمدة الكوميديا في مصر؟!، فقد كان حاله صعباً للغاية، ومن وقتها تأكدت أن الفن مالوش أمان).
رغم نجومية (القلعاوي) المسرحية، لكنه قدم أيضا أدوارا متميزة في المجالات الفنية الآخرى مثل التليفزيون الذي قدم له العديد من الأدوار المهمة منها ( الذين يحترقون، رحلة المليون، صابر يا عم صابر، أنا وهؤلاء، تعيش وتاخد غيرها) وغيرها الكثير كما قدم مع النجم القطري الكبير (غانم السليطي) مسلسله الشهير (فايز التوش) عام 2000.
وفي السينما كانت له محاولات فقيرة لا تتناسب مع موهبته منها (أحضان الخوف، هدى ومعالي الوزير، قمر الليل، الرجل الذي عطس، عليش دخل الجيش، علي سبايسي) وغيرها.
هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) ننشر صور خاصة للقلعاوي من المسرح من أرشيف المنتج والمؤلف الكبير أحمد الأبياري، من خلال بعض المسرحيات التى تعاونا فيها معا مثل (المشاكس، خد الفلوس وإجري، أنا ومراتي ومونيكا).