رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

نكشف كواليس أسباب الفشل الذريع لمسلسل (الضاحك الباكي) !

كتب : أحمد السماحي

السقوط المدوي والضجة التى أثارها مسلسل (الضاحك الباكي) أثناء وبعد عرضه خلال الأيام الماضية، على مواقع التواصل الاجتماعي لم تحدث إلا مع مسلسل (نسل الأغراب) الذي عرض في شهر رمضان منذ عامين، لكن الفرق أن الضجة التى صاحبت عرض الأخير كانت ضجة مليئة بالسخرية والفكاهة من طريقة تمثيل أبطال المسلسل ومظهرهم الخارجي، والملايين الطائلة التى أنفقت على العمل وذهبت هدرا!، لكن الضجة التى صاحبت (الضاحك الباكي) كانت مليئة بالغضب والضيق، والغيرة والاستنكار بسبب تزييف حياة أحد عمالقة الفن المصري والعربي، وهو العملاق (نجيب الريحاني) الذي يحكي المسلسل قصة حياته. 

بعد نشر الحلقة الأولى من موضوعنا الذي انتقدنا فيه المسلسل وجاءت تحت عنوان (تعرف على الأخطاء التاريخية في الكارثة الدرامية الضاحك الباكي) وصلتنا عشرات المكالمات والرسائل من أكبر نجوم مصر والعالم العربي في مجالات الفن والإعلام والأدب والمسرح السياسة.

 ومن بين هذه المكالمات مكالمة من أحد صناع مسلسل (الضاحك الباكي) الذي كشف لنا كثير من كواليس المسلسل، وأرسل لنا السيناريو الأصلي المليئ بالأخطاء والتزييف، وصرح لـ (شهريار النجوم) أن الشركة المنتجة للمسلسل (عين للإنتاج الفني) للأخوين شادي وكريم أبوشادي عندما وافقت على إنتاج العمل لم تبخل عليه في شيئ، وبمجرد استلامهم السيناريو كلفت أحد الباحثين المسرحيين المشهود لهم بالكفاءة والتفاني والإخلاص في العمل، وهو اسم كبير في عالم المسرح بمراجعة العمل من الناحية التاريخية الفنية، خاصة أن العمل يتناول نجم مسرحي في الأساس والفترة التى تدور فيها الأحداث كلها فترة مسرحية، ونجومها من رواد المسرح المصري والعربي.

وبالفعل أرسلت الشركة المنتجة السيناريو للباحث المسرحي الذي بدأ ممارسة عمله، وكتابة ملاحظاته حيث اكتشف أن المسلسل مليئ بالأخطاء التاريخية في مختلف المجالات الفنية والتاريخية والسياسية، مثل واقعة تنظيم (الرايات السود)، واغتيال بطرس غالي، وحكاية عمل نجيب الريحاني في السياسة والتنظينات السرية، فضلا عن الأخطاء الفنية القاتلة.

دفع الغرور محمد الغيطي لتشويه صورة نجيب الريحاني

وبدأ الباحث يكتب ملاحظاته على السيناريو، وما إن علم مؤلف المسلسل الكاتب الصحفي (محمد الغيطي) بوجود باحث يراجع عمله حتى أخذته العزة بالأثم وانتفض وثار وصرخ وتشنج وقال لهم: (على جثتي لو شخص آخر راجع ما كتبته، أنا مذاكر كويس، وقارئ تاريخ من طراز رفيع، كما أنني كاتب المسلسل منذ سنوات طويلة، وكل فترة أقوم بمراجعة السيناريو، وأتحدى أن يجد أحدا خطأ واحدا فيما كتبته!).

ونظرا لحداثة الأخوين ( شادي وكريم أبوشادي) في الإنتاج صدقا ما ذكره مؤلف العمل، وعندما علم الباحث المسرحي بما حدث من مؤلف العمل، انسحب بهدوء دون أن يحصل على أجره، ودون أن يذكر أويكشف للشركة المنتجة عن وجود أخطاء قاتلة في المسلسل!.

استسلم محمد فاضل لأفكار الغيطي الشيطانية للأسف

وعندما حاول المخرج (محمد فاضل) التدخل وتأييد وجهة نظر وجود مؤرخ أو باحث للمسلسل لمراجعة الأحداث التاريخية، قام (الغيطي) بزيارته في البيت، وضغط على نقطة ضعف (محمد فاضل) الخاصة بزوجته الفنانة الكبيرة (فردوس عبدالحميد) ووعده بأن يطيل دورها ويجعلها بطلة المسلسل مع عمرو عبدالجليل، هنا رضخ (فاضل) لطلبه بعدم ضرورة وجود مؤرخ فني، طالما الراجل مذاكر كويس، وسيتحمل مسئولية ما كتب!.   

مع العلم أن الأخوين (أبوشادي) عندما اتفقا مع (فاضل) سألاه: هل مدام فردوس عبدالحميد ستكون معنا في المسلسل؟! قال لهما: ليس لها ضرورة!، فأم (نجيب الريحاني) دورها ثانوي في حياته!، وليس من المعقول أن نسند دور الأم لمدام فردوس وتظهر في حلقة ولا اثنين فقط!، لكن موقفه تغير بعد زيارة (الغيطي) وإطالة دور الأم، وإسناده لفردوس عبدالحميد!

فردوس عبد الحميد نقطة ضعف فاضل التي نسفت المسلسل

جدير بالذكر أنه في الوقت الذي رفض (محمد الغيطي) وجود مؤرخ فني لمسلسله، رحب الكاتب الكبير (محفوظ عبدالرحمن) بتقولوا مين يا ولاد؟!: محفوظ عبدالرحمن، بتقولوا مين يا ولاد؟: محفوظ عبدالرحمن، حيث وجدنا على تتر مسلسل (أم كلثوم) إسمين من أكبر الأساتذة في مجال البحث والتوثيق التاريخي والفني هما: (الدكتورة نعمات فؤاد) التى كتبت المادة العلمية للمسلسل، وكان المستشار الموسيقي المؤرخ الفني محمود كامل!

والآن هل اتضح لك عزيزي القارئ أسباب السقوط والفشل المدوي لمسلسل (الضاحك الباكي)؟!

لكن يبقى سؤال مهم ويدفع للحيرة: إذا كان المسلسل تحت رعاية وإشراف الشركة (المتحدة للخدمات الإعلامية)، أليس هناك لجنة لقراءة الأعمال الدرامية وفرزها قبل وقوع الكوارث؟، وإذا كان هناك لجنة فهل هى مكونة ممن يملكون الخبرة والمعرفة ببواطن العمل الدرامي؟، أم أنها لجنة مكونة عبر العشوائية والمجاملة؟.. أغلب الظن أنها مكونة بطريق المجاملة ليس إلا!، لأن غالبية الأعمال الدرامية المعروضة خلال السنوات الأربع الماضية سواء في رمضان أو غيره من المواسم الموازية تتمتع بقدر من السذاجة والضعف والتردي وهو مالا يليق بحجم مصر والدراما المصرية التي كانت رائدة، بينما تشهد تراجعا ملحوظا مؤخرا، وهو ما يتطلب إعادة اختيار لجنة قراءة على قدر من الثقافة وفهم طبيعة العصر الذي يموج بالتطورات الدرامية المذهلة، شريطة إعلان أسمائها على الرأي العام الذي من حقه أن يعرف: لماذا تهدر أمواله فيما لايجدي بل يسئ للقوى الناعمة المصرية في وقت تحتاج إليها الدولة في حربها على الإرهاب والشائعات التي تستهدف جهودها الحثيثة في التنمية وتحسين أحوال الإنسان المصري، ذلك الذي يدفع الضرائب من كده وعرقه بينما تذهب سدى في أعمال درامية ضارة بالقيم والعادات وتقاليد المجتمع الذي يعاني الأمرين جراء تلك الأعمال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.