تعرف على المحذوف من أغنية (اليوم فتحت عينيه) لـ (حسين السيد ، ومحمد عبدالوهاب)
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهي لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة،أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أوحذفها .
كتب : أحمد السماحي
كان يوم 23 يوليو 1952 بداية مرحلة جديدة في تاريخ النضال الطويل والمستمر والمتواصل لشعب مصر، في هذا اليوم المجيد انطلق شعب مصر العريق من بين التيه والظلام إلى الوضوح والنور ليواجها كل القوى التى تحالفت عليه تحاول أن تجعل من أرضه أرض عبيد لا أرض أسياد، انتفض الشعب الأصيل رافعا الرأس بالإيمان والعزة ليبدأ زحفه الثوري من أجل المستقبل الأفضل لملايين المصريين.
في هذا اليوم المجيد عرف الشعب طريقه فإذا الحلم حقيقة والأماني إرادة وعزم وتصميم، بهذه الكلمات قدم الصوت الثوري (جلال معوض) أنشودة (اليوم فتحت عينيه) كلمات الشاعر المبدع حسين السيد، ألحان وغناء الموسيقار الخالد محمد عبدالوهاب، في مجموعة الوطنيات التى طبعتها شركة (صوت الفن) في حياة الموسيقار محمد عبدالوهاب، تتحدث هذه الأنشودة الخالدة عن الحرية التى تعتبر أغلى ما في الحياة، وبالعمل أشرف معاني الحياة، وبالأمل وطاقاته الدافعة إلى الغد الكبير، وبالصباح الجديد في تاريخ مصر كما تحدثت عن أهداف ثورة 23 يوليو.
هذه الأنشودة الجميلة تعرضت لمقص الرقيب، والرقيب هنا لم يكن الرقيب الرسمي المعروف، ولكن كان مجموعة من الأصدقاء والمعارف الذين كانوا حول الموسيقار (محمد عبدالوهاب) والحكاية ببساطة أن المبدع (حسين السيد) كتب كوبليه في الأغنية يقول :
أنا كنت عنيد طول عمري
ولكن مغلوب على أمري
دلوقت بقول أنا مصري
بتشاور الدنيا عليه
وعندما أسمع (عبدالوهاب) الأنشودة بعد تلحينها لمجموعة من الأصدقاء طلبوا منه تغيير (الكوبليه) الذي ذكرناه، لأن العند لا يتفق مع الإمتثال للأمر الواقع، واتصل موسيقارنا الكبير بصديقه المبدع (حسين السيد) وطلب منه تغيير هاتين الجملتين، وبالفعل استجاب شاعرنا الكبير، وكتب:
وصبحت عزيز فى بلادى
أحميها بعمر جهادى
وأفديها بدم ولادى
و ان راحو يبقوا هديه
واليوم في باب (محذوفات الأغاني) ننشر كلمات أنشودة (اليوم فتحت عينيه) كاملة كما كتبها شاعرنا الكبير حسين السيد أول مرة:
اليوم فتحت عينيه على صوت بينادى عليه
الدنيا بقت حرية، حرية حرية
عاهدت الوطن الغالى أحكمه أنا وابنى وخالى
و بصبر سنين و ليالى الشورى صبحت ليا
حرية …. حرية
دستور الشعب كيانه، شفنا ف الغيب عنوانه
من يوم ما أمر سبحانه بالثورة للحريه
حرية … حرية
أنا كنت عنيد طول عمري، ولكن مغلوب على أمري
دلوقت بقول أنا مصري، بتشاور الدنيا عليه
حريه حريه
بقا عدل و دستور دايم، بين المحكوم والحاكم
لا عاد مظلوم و لا ظالم .. لا يبيع و لا يشترى فيه
حريه حريه
دى مبادئ و رسمناها، وحقوقنا و عرفناها
و أنا و إنت اللى طلبناها فى تلاتة و عشرين يوليه
حريه حريه.