سهير المرشدي : تكريم قرطاج المسرحي له معزة خاصة ، و(صديقة) هديتي لجمهوري
كتب : أحمد السماحي
سهير المرشدي واحدة من جيل الأرستقراطية الفنية المسرحية التى تضم نخبة من الرائدات في فن الأداء المسرحي الرفيع مثل (أمينة رزق، سناء جميل، سميحة أيوب، سهير البابلي)، منذ أيام قليلة تم تكريمها في مهرجان (أيام قرطاج المسرحية)، خلال حفل افتتاح دورته الـ 23 وذلك بحضور وزيرة الثقافة التونسية حياة قطاط القرمازي، ووزير التشغيل والتدريب المهني التونسي نصرالدين نصيبي، بالإضافة إلى عدد من النجوم المسرحيين البارزين في الوطن العربي.
في يوم عرسها التكريمي أضاء نورها خشبة المسرح الذي تكرم عليه، نور وصفه الشعراء الرومانسيون بأنه النور الذي لا يشرق على الأرض أو البحر، لأنه نور الإبداع الذي يشرق على العقل والقلب فقط، وحرصت على إلقاء كلمة عقب تكريمها، شكرت فيها تونس الخضراء، واختتمت كلمتها بمونولوج (الكلمة) للراحل العظيم عبدالرحمن الشرقاوي.
(شهريار النجوم) دق باب أيقونة المسرح المصري (سهير المرشدي) وبارك لها تكريمها وسألها: هل التكريمات مازالت تسعدك رغم حصولك على العديد منها خلال مشوارك الفني الطويل؟، فقالت بسرعة: التكريمات تفرحني جدا، خصوصا لو من مهرجان دولي أو عربي كبير له اسمه وشهرته، ويتبع جهة معروفة، لكن تكريمات (الدربكة)! التى يصنعها بعض الهواة أو غير المعروف هويتهم لأغراض خاصة لا تفرحني.
ومهرجان (أيام قرطاج) المسرحية أسعدني جدا هذا العام، وفخورة بتكريمي في تونس التى تبهرني دائما، وهذه ليست المرة الأولى التي أكرم فيها في تونس، فسبق وحصلت منهم على وسام الفنون والآداب، كما كرموني في السينما، وغيرها من التكريمات والجوائز التى تقترب من الخمسة تكريمات وجوائز تقريبا.
لكن تكريم هذا العام له مذاق خاص جدا، فرغم أنني لم أمكث في تونس إلا أربع أيام لكنني استمتعت بهم، وتعرفت على وفد ونجوم من أفريقيا أذهلوني، فشكرا لتونس الخضراء، التى تعتبر خضار الأمة العربية بثقافتها وجمالها ورقتها، والشكر موصول لوزارة الثقافة التونسية، وكل من كرموني.
ولأن التليفزيون بات بيتها الأصلي وارتضت فضاءه الضيق موطنها، ربما لأن المسرح لم يعد يقدم لها الإشباع الفني أو الأدوار الدسمة التى تصول وتجول فيها، فسألتها عن ظروف إشتراكها في مسلسل (ضرب نار) تأليف ناصر عبد الرحمن، اخراج مصطفى فكري، الذي يدور في قالب صعيدي، والمقرر عرضه في شهر رمضان القادم؟ فقالت إيزيس المسرح : (أحمد العوضي) بطل العمل كلمني وأخجلني بذوقه وحبه وإصراره، وقال لي : (يسعدني أن تكوني أمي في المسلسل) وأمام إصرار (العوضي) وحبي له، ولزوجته النجمة (ياسمين عبدالعزيز) بطلة المسلسل، وافقت نزولا على رغبتهما.
وعن الجديد في العمل الذي جعلها تعود للدراما بعد غياب حوالي أربع سنوات بعد آخر أعمالها (طايع) قالت : العمل مكتوب بشكل متميز للغاية، والجو الصعيدي الذي تدور فيه الأحداث غني وثري بالدراما، وبعيدا عن المسلسل أنا أحب الرجل الصعيدي والست الصعيدية، فالصعيد أو جنواب الوادي هو الأصل، هو تاريخنا كله وله معزة خاصة جدا في قلبي، لهذا شاركت في العديد من الأعمال الصعيدية آخرها كان (أريد رجلا، وطايع).
وأضافت: أجسد في المسلسل دور (صديقة) أم (جابر أبو شديد) الشخصية التى يجسدها (العوضي) وهذه الأم لها من اسمها الكثير، فهي وفية، وصاحبة موقف ومعلمة، وحقانية، و(لسه بتشخط) ولها دور في الحياة وليست على الهامش.
وأكدت المبدعة (سهير المرشدي) في نهاية دردشتنا السريعة معها على إعجابها بالأم الصعيدية لأنها دائما صاحبة موقف، وهذا الموقف يمكن أن يكون إيجابيا، حيث تحاول أن تبعد أبنائها عن الثأر، أو الأعمال المشبوهه، أو تحث أبنائها على الأخذ بالثأر، فهي في الحالتين لها (تقلها) وتواجدها سواء بسلبياتها أو إيجابياتها.