دموع (شارون ستون) تغطي على كل فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي !
كتب : محمد حبوشة
لم يتعرض أي نجم للهجوم الضاري والدراماتيكي للصحافة أكثر من نجمة فيلم (غريزة أساسيةBasic Instinct ) شارون ستون، تلك التي لعبت دور امرأة لعوب مشتبه فيها في جريمة قتل في فيلم الإثارة الذي أخرجه (بول فيرهوفن) عام 1992، وأصبحت نتيجة لذلك رمزا للجنس على الشاشة، وكانت (ستون) آنذاك في سن الرابعة والثلاثين عندما حققت شهرة عالمية بفضل هذا الدور، بعد أن أمضت السنوات العشر السابقة بالتمثيل في أفلام باهتة إلى حد كبير، متعطشة لدور مهم، بمجرد حصولها عليه حرصت على أن يكون لكل فرد في العالم رأي بأدائها.
كانت (ستون) النجمة السينمائية الوحيدة في آواخر القرن العشرين التي أحبت كونها نجمة سينمائية على ما يبدو، فقد كانت تستمتع باللعبة الهوليوودية، كانت دائما ترتدي ملابس تلفت الانتباه، وحولت الصحافيين إلى عجينة بين يديها، وطالبت بنفس الأجور الخيالية التي كان يتقاضاها أقرانها الذكور – حصلت على 5 ملايين دولار عن فيلم الأكشن (المختص – The Specialist)، و6 ملايين دولار عن فيلم الإثارة (الشياطين – Diabolique) خلال سنوات شهرتها وصفت بالمغرية ومثبطة لشباك التذاكر، كانت تمثل الحنين للعودة إلى زمن الشقراوات المفعمات بالحيوية والخطيرات اللاتي كن سائدات في فترة الأربعينيات والخمسينيات والستينيات، وقد كتبت إحدى المجلات في مقال تعريفي لشارون ستون نشرته عام 1996: (يخشى الرجال شارون ستون… إنها وحشية وصريحة وسريعة وماكرة، في كثير من الأحيان، تبدو مجنونة ببساطة).
في مذكرات (ستون) الجديدة التي تحمل عنوان (حلاوة العيش مرتين – The Beauty of Living Twice)، الصادرة في الأول من أبريل (2021)، لا تكشف الخبايا بنفس الطريقة التي تميل السير الذاتية للمشاهير أن تكون عليها، إنه كتاب هادئ وتأملي في أغلب الأحيان ومليء بالحكايات الودودة عن حياة ستون قبل هوليوود، نتعرف على المآسي التي شكلتها كفرد، والعدد الغريب الغامض للمرات التي كانت فيها على مشارف الموت. على كل حال، هناك لحظات في عمق الكتاب تشير إلى تلك الإنسانة الحقيقية التي تخفيها (شارون ستون) تحت ذلك الدرع الصلب والبراق.
في هذه المذكرات المثيرة للجدل كتبت في بدايتها: (عندما لا أكون مشغولة بكوني شارون ستون، فأنا خجولة إلى حد ما) بعد أن حولها فيلم (غريزة أساسية) إلى نجمة، في مهرجان (كان) السينمائي عام 1992، اقتحم المعجبون الجدد غرفتها بالفندق لسرقة ممتلكاتها، بعد ذلك أصيبت بنزيف في المخ في عام 2001، كان عليها استعادة عافيتها مجدداً، تقول: (لم أكن أعرف ما إذا كنت سأتمتع بصحة جيدة بما يكفي للعمل مرة أخرى لأتذكر حواري، وأبدو بمظهر جيد، ويتم تصويري كشارون ستون )، تتساءل بعد سنوات، وهي ما زالت تعاني الآثار الجانبية لتلف الدماغ: (ألم أعد شارون ستون بعد الآن؟).
في مذكراتها (حلاوة العيش مرتين) تكتب ستون ببلاغة عن السنوات الأخيرة التي قضتها تحت سلطة هوليوود، وكيف تعرضت للعقاب أثناء قيامها بكسر الحواجز التي تقف أمام النساء، تتذكر قائلة (سيكون من الإنصاف القول إنني ارتكبت فظائع بحق نفسي.. لاحقاً، في الأيام الجيدة الماضية، التي لم تكن محكومة بالقواعد، لم تكن المنظومة تحب النساء فائقات النجومية، كانوا يفضلوننا على هيئة دمى، كان على تنفيذ ما يطلب مني).
ولأنها اعتادت الإثارة حول حياتها فقد صدمت نجمة الإغراء الأمريكية لفترة التسعينيات من القرن الماضي، شارون ستون، جمهورها ومعجبيها بمذكراتها الشخصية، فقد تصدر اسم النجمة الأمريكية (شارون ستون) مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام القليلة الماضية، بعدما عقد مهرجان البحر الأحمر السينمائي لها جلسة حوارية في دورته الثانية، أدارتها الإعلامية (رايا أبي راشد)، وحظيت بتفاعل كبير وحضور من رواد المهرجان، وشهدت بكاء (ستون)، بسبب تذكر وفاة ابن أخيها، عن عمر عام فقط، والتبرع بأعضائه، كما حكت خلالها (شارون) عن كواليس فيلمها الشهير (غريزة أساسية) وما تعرضت له بسببه، إذ ظل لقب (نجمة أفلام إباحية) يلاحقها، كما توقفت عن العمل 8 سنوات.
تقول شارون ستون في جلستها الحوارية في إطار الفضفضة بمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي: (غريزة أساسية) سبب نجاحي ولم أستطع الخروج من منزلي بسببه، وإنها بعد عرض فيلم (غريزة أساسية) في مهرجان كان السينمائي عام 1992، تحولت إلى نجمة، وبدأ الجمهور يعترض طريقها ويقتحم منزلها، وكانت تهرب من الجماهير بأعجوبة منها مرة دخلت مطعما، واختبأت وصديقاتها في المطبخ، وتوقفت عن العمل 8 أعوام كاملة، كما تحدثت شارون ستون عن مرضها وأزمة صحية عانت منها.
وأضافت شارون ستون: لم أكن أستطع الخروج من منزلي، وذهبت لطبيب نفسي، وطلب مني أن أعين سائقا وحارسا خاصين، عندما علم أنها بطلة فيلم (غريزة أساسية) ووقتها لم يكن لديها مقدرة مادية لذلك، وأشارت (ستون) إلى أنها عانت من الحكم عليها لأنها قدمت مشاهد جريئة أدت إلى نجاحها، ولكنها تحطمت على المستوى الإنساني ولم تستمتع بحياتها، مشيرة إلى أن الله خلقنا لنخدم بعضنا البعض، المرأة تخدم الرجل والعكس أيضا، وأكدت شارون ستون أنها عادت للرسم مرة أخرى في فترة جائحة كورونا قبل 3 أعوام.
في نفس الجلسة الحوارية مع رايا أبي راشد، أكدت شارون ستون بطلة الفيلم الشهير (غريزة أساسية) أنها لم تتخوف من نشر صورها بدون ماكياج، مؤخرا فيما وصف بأنه جرأة من فنانة كان من المفترض أن تحافظ على طلتها الجذابة، ونشرت صورة سيلفى لها على صفحتها الرسمية بموقع إنستجرام وهى تضع كلبها على ساقيها، وقالت إنها لا تحزن بسبب تقدمها في العمر وتجاوزها الـ 60، مجددة رفضها لإجراء جراحات تجميل، واحترامها لآثار الزمن على وجهها، بعكس نجمات أخريات لجأن لعمليات التجميل للتقليل من آثار وعلامات التقدم في العمر.
وتطرقت النجمة الشقراء إلى أنها وعدت خلال مؤتمر صحفي مشترك عقدته ستون مع شيمون بيريز رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق عام 2006، في تل أبيب، في إطار زيارتها إلى إسرائيل تحت رعاية (مركز بيريز للسلام) الذي أنشأه بيريز الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 1996 لتحسين العلاقات مع العرب، وقالت شارون ستون ـ خلال المؤتمر الصحفي الذي أوردته صحيفة (يديعوت أحرونوت) على موقعها على الإنترنت: إنها لن تتمكن من تسوية الصراع القائم بين إسرائيل والفلسطينيين، غير أنه باستطاعتها استخدام شهرتها للمساعدة على تشجيع جهود السلام.
وأوضحت (ستون) أنها تعتزم بذل كل ما في وسعها لتعزيز مشروعات مشتركة للأطفال الإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرة إلى أن (مستقبل أطفالنا يعتمد على الوقت الحاضر، لذا لا ينبغي مواصلة ارتكاب جرائم القتل باسم مستقبل أطفالنا)، ومن جانبه، قال بيريز: إن إسرائيل لا تعتبر زيارة شارون ستون مجرد زيارة عادية، بل تراها بمثابة مهمة تستهدف دعم السلام ومساعدة الأطفال.
وتحدثت ستون خلال الجلسة التي أدارتها الإعلامية رايا ابي راشد، عن محطات مهمة في حياتها ورؤيتها للمشهد السينمائي في المنطقة والعالم، فقد بدأت حديثها بتحية الجمهور باللغة العربية وقالت (يعطيكم العافية)، وقالت رايا: تتمتعين بالذكاء والموهبة والجمال وتعرفين كيف تتحدثي عن نفسك وأضافت شارون ستون: نعم أعتقد أن النجوم يؤثرون على الجمهور ولذلك أعتقد أننا لا يجب أن نضيع وقت الجمهور بل الحديث فينا يمكن أن يغير من رؤيتهم في الحياة.
تحدثت (شارون ستون) عن انقلاب حياتها رأسا على عقب بعدما ذهبت لمهرجان (كان) السينمائي الدولي لأول مره عام 1990 وقالت: (ذهبت لكان أول مرة في (كان) واضعت كل حقائبي وظللت أرتدي ملابسي لأيام وحاولت أقنع المنتج أن يشتري لي فستان جديد للحفل ثم دخلت للمسرح الكبير بقصر المهرجانات وكنت شخص عادي ولكن خرجت منه نجمة (سوبر ستار)، وحتى الفندق الذي كنت اقيم فيه تم نقل كل شيء يخصني حتى ملابسي الداخليه لمكان آخر وكانت لدي سياره صغيره اضطررت للهروب بها من الأبواب الخلفية بسبب تزاحم الجمهور والمعجبين).
وأضافت: (كان الوضع غريب واستمر لمدة اشهر وبدأت أذهب لطبيب نفسي لأني أصبح لدى فوبيا وسالتني الطبيبة: هل أنت الممثله التي توتر صورها في الطرق؟، قلت لها نعم أنا.. نظرت إلى وسألتني هل أمتلك سيارة وسائق وحرس خاص واجبتها لا!، فكان ردها أن هذه الجلسة مجانية وأن ما يحدث طبيعي لأني غير معتاده على حياة الشهرة ونصحتني أن حياتي الآن متغيرة، وأن هناك أساسيات للحياة الجديدة وهى سائق خاص وسيارة وحرس شخصي.. حتى مارلين مونرو لم تكن معتادة على هذه الحياه ولم تبدأ كذلك والغريب أن الناس دائما ما تتخيل حياتك وأنت تحاول أن تتخيل حياتك أيضا.
وأكملت شارون حديثها الذي يتسم بالفضفضة والمصارحة حديثها قائلة: (بعد ذلك أصبحت الحياة أكثر قسوة عندما خسرت حضانة ابني لأن المحكمة قالت إنني أقدم أفلام إباحية ولأنني كسرت الحواجز والقوالب التي يحبسون المرأه فيها، ولأن المجتمع ذكوري في الأساس، لذلك تم معاقبتي بشدة عند الطلاق وحتى حقوقي كإنسانة تم محاربتي حتى لا أحصل عليها وتم تدمير حياتي الشخصية وحقوقي وحكم الجمهور على كإنسانه من خلال الشخصيات التي أقدمها في الأفلام وعرفت أنني لم استمتع بما حدث لي أبدا وعندما ذهبت للجولدن جلوب تم تجاهلي من الوسط السينمائي).
وعلى الرغم من المآسي التي تعرضت لها (شارون ستون) في حياتها فقد تحدثت عن الجوانب المضيئة للشهرة، حيث قالت: (الشهرة تمنحك القدره على السفر والاتصال بالعالم من حولك وأعتقد أن ذلك أهم شيء حدث لي)، وعن الأزمات التي مرت بها شارون ستون في حياتها قالت: (كان لدي أمثال رائعه لتتبعها وكان لدي أفلام كبيره لتصويرها، ولكن عرضوا على أن آخد مكان (اليزبيث تيلور) لجمع تبرعات لمرضى الإيدز من خلال اليونيسيف وبالفعل جمعنا تبرعات بمبالغ طائلة وبعدها بدأ الكره والقسوه والضغط).. سكتت شارون لثواني لتستجمع نفسها بعدما نزلت الدموع من عينيها وهي تروي هذه القصة.
وقالت عن الفتره التي عانت فيها من أزمه صحية عنيفه: (عانيت من أزمات صحية كبيرة أعتبر النجاة منها معجزة حقيقة، وربما هذه الفتره جعلتني في حديث دائم مع الروح بعد كل ما تعرضت له وكانت و بدأت أتحدث وأسمع إجابات من أرواح تتحدث معي، ويعتقد بعض من حولي أنني مجنونه ولكن في عقلي هناك من يتحدث معي وأنا سعيدة بهذه الحالة، والمفاجأة أنه تم اكتشاف وجود خلايا في قلوبنا تفكر مثل العقل تماما وهذا ما أتحدث عنه انه حديث القلب).
وفي نهاية حديثها ذو الشجون سألتها (رايا) عن نجمتها المفضلة فقالت: بالنسبة لي (كيت وينسلت) أيقونة أحبها جدا و(روسي دي بالما).. طبعا تغير النجوم بسبب عصر التكنولوجيا والموبايلات ولكني أحب نجوم العصر الذهبي.
عندئذ توقفت نجمة هوليوود الشقراء (شارون ستون) عن الحديث عن حياتها ومعاناتها التي أثارت الجدل حولها إلى حد أنها طغت على كل حديث داخل أروقة (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي) لتصبح (ترند) يغطي على كافة فعاليات الدور الثانية من عمر المهرجان السعودي للسينما لتتلقف تصريحاتها كافة وسائل الإعلام العالمية وتغوص في حياة نجمة تصر على مواصلة الحياة بجدية تجعلها فب مصاف نجوم هوليوود الكبار.