في ذكرى رحيل سامية جمال : تعرف على لغة التخاطب بينها وبين رشدي أباظة في الحب والغضب !
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام ذكرى الفراشة الحافية (سامية جمال) التى رحلت عنا في مثل هذه الأيام وبالتحديد في الأول من شهر ديسمبر عام 1994، وبهذه المناسبة نتوقف عند جانب لا يعلمه الكثيرين وهو لغة التخاطب في الحب والغضب بينها وبين النجم (رشدي أباظة) أثناء زواجهما الذي دام حوالي 17 عاما، حيث كان (رشدي أباظة) في بداية زواجهما يتأخر كثيرا عندما يسهر مع أصدقائه في الخارج ولم يكن يخبرها بتأخره مما كان يجعلها في حالة قلق دائم عليه في هذه الأيام.
وكانت (سامية جمال) تهوى سماع الأسطوانات بكل اللغات، وفي إحدى الأيام عثرت على اسطوانة اسمها (تليفون ميمي) وهى عبارة عن حوار بين رجل وامرأة، يقول فيها الرجل لحبيبته: (لا تتركيني انتظر كلميني لكي أرتاح وأطمئن)، وعندما كان (رشدي) يتأخر في السهر خارج البيت كانت تضع هذه الأسطوانة على (البيك اب) وتظل تديرها حتى تنام، وعندما كان (الدنجوان) يعود إلى البيت في ساعة متأخرة من الليل فأول ما كان يفعله هو أنه يتجه فورا إلى (البيك اب) فإذا رأى اسطوانة (تليفون ميمي) موضوعه على (البيك اب) فإنه يفهم أنها غاضبة فيعمل على إرضائها، وهكذا ظلوا فترة يتخاطبوا عن طريق اسطوانات الأغاني.
بعدها ابتكرت (سامية جمال) أسلوبا آخر للتخاطب بالورد، حيث كانت هى و(رشدي أباظة) يعشقان الورد الطبيعي بشكل لا يوصف، وأحلى هدية يمكن أن يهديها أحدهما للآخر هى باقة ورد، وقد وضعت الراقصة الحافية في غرفة النوم إناء للورد، كان يفهم منه عندما يعود إلى البيت في آخر الليل إذا كانت زعلانة أم لا بدون أن يسألها، فمثلا لو وجد في الإناء ثلاث وردات فمعنى هذا عبارة (بحبك)، ولو وجد فيه خمس وردات معناها (بحبك جدا)، وإذا وجد سبع وردات فإن هذا يدل على أن الحب على آخره.
وعندما تكون (سامية جمال) زعلانة فكان (الدنجوان .. أسطورة الأبيض والأسود) لا يجد سوى وردتين فقط، ووجودهما لا معنى له، وإذا زاد الزعل يجد وردة واحدة، أما إذا كانت (سامية) غاضبة جدا ولا تريد حتى الكلام معه كانت تخرج إناء الورد كله بعيدا عن غرفة النوم.
رحم الله الراقصة الراقية (سامية جمال) التى أمتعتنا بفنها وأفلامها الاستعراضية والدرامية.