بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن
أصبحت هذه الجمله جزءا من أي حوار أو وصف بين الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل عندما يتواعدون على لقاء أو زيارة، فبعد الوصف الكلامي وبعد إرسال الموقع حسب خرائط الـ GPS غالبا ما نسمع ملحوظة أن (الدنيا اتغيرت) في كل مناطق مصر سواء العاصمة أو المحافظات، حيث تغير وجه الحياة في مصر مابين شوارع تم توسعتها أو رصفها أو شقها، وكباري يسرت حركة تنقل المواطنين وأنفاق دعمت ذلك أيضا، إضافة إلى الطرق الإقليمية، وتوسعة الطريق الدائري، ولقد تمت عمليات نزع الملكيه وتعويض المواطنين بشكل ميسر ولم يتم استثناء أي أحد مهما كان، وذلك ترسيخا لأدوات الدولة الفتية القوية، ولم يقلل من هذه الإنجازات سوى قلة اللوحات الإرشادية أحيانا وأيضا بلطجة سائقي الميكروباص وعشوائية أهل (التكاتك).
وفي محافظات مصر أيضا الحال كما في العاصمه طرق وكباري وأنفاق ومدن جديدة حتي مداخل القري والنجوع تغير حالها وأصبحت جمله (خلي بالك الدنيا اتغيرت) هنا قاسما مشتركا في كلام ووصف المصريين لأماكنهم بعدما تغير شكل الحياة في مصر، ولو تطرقنا إلى المشروعات القومية من توشكي الخير جنوبا إلي العلمين وأبراجها شمالا ومن قناة السويس الجديدة وأنفاق القناة ومشروعات تنمية سيناء شرقا حتي تعمير صحراء مصر الغربية غربا وبين ذلك تجد عشرات المشروعات القوميه في كل مجال، الزراعه والإسكان والنقل والصحه والتعليم وغيرها، أضف لذلك المبادرات الرئاسية الصحية وتطوير الريف والحياة الكريمة وغيرها، ذلك كله علي المستوي المحلي المرئي.
أما عن إصلاح وتطوير البنية الأساسية وقضايا جودة التعليم وسلامة الغذاء وقوانين تنظيم البناء وحماية النيل والرقعة الزراعية وغيرها كثير من الإنجازات غير المرئية، ومع ذلك حدث بسط محكم لسيطرة الدولة الفتية ومؤسساتها إما عن المناطق الصناعيه والمناطق اللوجستسه التي انتشرت في ربوع مصر التي تهدف إلى تحويل مصر إلي مركز دعم لوجستي لحركة تنقلات العالم، وجسرا للامتداد الأفريقي الذي تهمش كثيرا في فترة مابعد حادث محاولة اغتيال الرئيس الراحل مبارك في أديس أبابا، وأخيرا التخطيط لان تكون مصر جسرا لنقل الطاقه والغاز والهيدروجين الأخضر إلي أوروبا.
أما على المستوي العالمي فهو عودة التكاتف العربي والتواصل الأفريقي والتواجد الدولي مع ثقة عالمية في اقتصاد يتعافى وتنمية مستدامه واستضافة لأحداث أمميه كبيرة وتأثير فاعل في معظم قضايا المنطقة والقارة والعالم أجمع، ذلك تناول بسيط جدا لما حققته مصر في السنوات التسع الماضية بعيدا عن كم الإنفاق على ذلك ومصادر تمويله وحسن توزيعه بعدالة علي محافظات مصر فيما يطلق عليه عدالة الإنجاز، وهنا يبرز لنا سؤالين، الأول: لماذا لم يتم التفكير والتنفيذ هكذا في عشرات الأعوام السابقه!.
والسؤال الثاني: لماذا لم تصل هذه الإنجازات كماهى إلي أهل مصر حتي تهدأ تساؤلاتهم عما تم وماتحقق وما تم إنفاقه علي تغيير وجه الحياة في مصر وصورتها ودورها عربيا واقليميا ودوليا؟، وحتي يطمئن الجميع علي صواب التخطيط، وصحة التنفيذ وسلامة الرؤية وحسن رسم ملامح المستقبل، وهذا كله تقصير من جهات ذات الصله بالإعلان عن هذه الإنجازات وشرحها وتبسيطها لأهلنا المتخوفين من الغد في عصر التحول الرقمي ودخول الجمهورية الجديدة، والمقصرون هم أولا إعلام متقوقع في ستديوهاته بلا رؤي ولا دور وطني فاعل اللهم إلا الإسراف والتشابه إلى حد التطابق، فهل هناك من يسمع لنا؟!.. أتمنى ذلك.