موفق بهجت: ميرفت كانت ست بيت من طراز رفيع، وكريمة ولا تعنيها الفلوس (2 /3)
* ميرفت أمين كانت مخطوبة قبل موفق بهجت من محامي اسمه جلال الديب، تزوج من مديحة كامل
* قال الرجل الفقير (لحمتك يااارب) فتأثرت ميرفت، وجري موفق وراءه وأعطاه اللحمة
* ميرفت خالفت شروط التعاقد بينها وبين موفق وسربت خبر زواجهما إلى (أبونضارة) في أخبار اليوم
* زوجة موفق (أم حسام علمت) بخبر زواجه من ميرفت من مجلتي (الموعد والكواكب)
أجرى الحوار : أحمد السماحي
يا حب ماذا فعلت بالقلوب؟ ماذا منحت الذين يعيشون قصصك على الشاشة، ويبحثون عن الحقيقي منه في الحياة، ماذا فعلت يا حب؟، وأي غزوات كانت لك يا كيوبيد؟، وأي سهام أصابت من قوسك مرمى، وأي سهام طاشت؟!، في الحلقة الماضية نشرنا قصة تعارف صوت البهجة (موفق بهجت) على الدمية الحلوة (ميرفت أمين) وبداية قصة الحب الملتهبة التى شهد بدايتها مسرح (رمسيس) حيث كان يغني الشاب القادم من بلاد الياسمين.
والحقيقة أن ميرفت أمين قبل أن تتعرف بالمطرب السوري (موفق بهجت) كانت خطيبة لعدة أشهر لمحامي شاب ومرموق اسمه (جلال الديب)، وعندما اتفقا على الزواج فتحا أعينهما جيدا، وراقب كل طرف بشدة وحذر كل ما يصدر عن الطرف الثاني، وكانت عندهما الشجاعة الكافية ففي وقت معين قالت ميرفت لجلال : نحن لا نصلح لبعض!، فقال جلال مؤمنا: حسنا أن عرفت هذا، وأنهيا العلاقة بهدوء، بعد يومين تلقت ميرفت مكالمة تليفونية طريفة من صديقتها الفنانة (مديحة كامل) قالت فيها : (يا ميرفت جلال الديب دعاني على مشاهدة أحد الأفلام في السينما ممكن؟!) قالت لها ميرفت : طبعا ممكن!
قصة حب ولدت وسط متاعب
بعد أسبوع واحد تزوجت (مديحة كامل من جلال الديب)، وبعد شهر واحد أعلنت (ميرفت أمين) أنها تزوجت (موفق بهجت) على مقتضى الحب من النظرة الأولى، وقصة (ميرفت وموفق) ولدت في لحظة احتاجت فيها (الدمية الحلوة) إلى الحنان في فترة كانت تعاني فيها من متاعب مختلفة بعضها متعلق بظروف خاصة، وبعضها نتج عن متاعب الطريق الفني، ففي عام 1969 انطلقت (ميرفت) بسرعة الصاروخ، وقامت بدورها في فيلم (أبي فوق الشجرة) الذي حقق نجاحا ساحقا، وتوقعت (الدمية الحلوة) أن تأتيها عروض كثيرة، وظنت أن خطواتها ستقفز عام 1970 إلى أعلى ولكنها فوجئت به عام قحط ونحس، لم ينقذها من الإحباط بعض الشيئ إلا العمل على المسرح من خلال مسرحية (مطار الحب) التى قامت ببطولتها مع (يوسف شعبان وعبدالمنعم مدبولي).
في هذه الظروف تعرفت على (موفق) وعرض عليها أن يكون الرفيق والعون في المشوار الطويل، تعالوا بنا نستكمل ونوثق قصة الحب من أحد أطرافها وهو المطرب السوري (موفق بهجت)..
* هل جمال ميرفت أمين الصارخ كان سببا في تعارفك بها وزواجك منها سريعا؟
** لا أدري ما السبب بالضبط؟!.. هى حالة (مش عارف إيه هي؟!).. يجوز ربنا وضعها في طريقي، ووضعني في طريقها في توقيت كل واحد فينا كان محتاجا للآخر، بالتأكيد جمالها كان أحد الأسباب فهي كانت جميلة جدا وملفتة للنظر للغاية، بمعنى أنها كانت (حلوة أووي)!، لكن للحقيقة أنها آسرتني بعد الزواج وقربي منها ليس فقط بجمالها، ولكن بعدة أشياء جميلة حيث اكتشفت أنها ست (بيتوتية) جدا لا تحب الظهور أو الخروج على (الفاضي والمليان) في أماكن السهر، وأيضا لا تحب الكلام والثرثرة في الصحف والمجلات، حيث تجيد التعبير بالإحساس أكثر من الكلام، وتعشق الكاميرا أكثر من جهاز التسجيل، وتحب تجسيد الشخصية أكثر من الكلام عنها، وتفضل الحياة في عزلة.
كما وجدتها شفافة كالدمعة، ودافئة كالشمس، ومؤمنة جدا، ففي أحد الأيام كنا في عشنا الجميل في شقة (الزمالك) وفجأة سمعت صوت (محمد الكحلاوي) يغني أغنيته الشهيرة (لأجل النبي) ففوجئت بها تبكي بقوة وتنهمر الدموع من عيونها بغزارة، وقتها احترمت فيها هذا الإيمان.
* هل ميرفت أمين كانت ست بيت، تجيد الطبخ وخلافه أم كانت بعيدة تماما عن هذه الأشياء؟
** كانت ست بيت ممتازة، تجيد الطبخ والاعتناء ببيتها، وتقوم بتنظيف المنزل بنفسها ولا تنتظر الشغالة لتقوم بهذه المهمة، قبل أن أفتح عيني تكون قد أعدت لي طعام الإفطار، وكانت تشعرني دائما أني الملك وأنها رعيتي، ولم أكن حاكما مستبدا، كانت الكلمات الحلوه تجردني من سلطاني وهيلماني، وكانت (ميرفت) تتعامل مع الحياة بعفوية ولا يهمها المظاهر، يهمها إسعاد من حولها خاصة الأصدقاء حتى إنها كانت تقترض مني نقودا وترسلها لبعض صديقاتها الطالبات، وأتذكر أنها كانت تحب أكل (المانجو) وتأكلها مثل كل المصريين، أي تضع وجهها في (فص المانجو) وتأكله، بدون أن تقطعه لقطع صغيرة.
كما لفت نظري أثناء زواجنا إنها كريمة جدا ولم تكن تسعى وراء المادة (الفلوس)، وأذكر إننا كنا نشتري في أحد الأيام (لحم) من عند الجزار، ففوجئنا برجل فقير جدا، مهلهل الثياب ينظر على (اللحم) نظرة حب وشغف وحرمان، وفجأة وجدناه يقول: (لحمتك ياااااااارب) ومشي، وتأثرت ميرفت جدا، وهزتني كلمة الرجل، فأخذت اللحم الذي اشتريناه وجريت وراء هذا الرجل وأعطيته (اللحم) وسط فرحة ميرفت أمين.
* هل كانت ميرفت أمين تعلم إنها الزوجة الثانية، وإنك متزوج في سوريا ولديك ولد؟
** طبعا فعندما ارتبطت بها لم أخفي عنها شيئا عن حياتي الخاصة السابقة.
* قيل إنك تركت (ميرفت أمين) وسافرت في الأسابيع الأولى من زواجكما؟
** قال ضاحكا : من يتزوج ميرفت أمين ويتركها ويسافر؟!.. الحقيقة أن سفري كان مبررا، ونتيجة ارتباطات فنية سابقة، و(ميرفت) بحكم إنها فنانة كانت تعلم هذا، ومقدرة ومستوعبة جدا لأهمية هذه الارتباطات ولم تغضب أو تتذمر!، لكن حدث في شهر مارس عام 1970 أن وصلتني رسالة من زوجتي الأولى تقول فيها: (إحضر فورا سنجري عملية صعبة لإبنك حسام)، وبالفعل سافرت ووجدت (حسام) لديه (خراج) أو (حبة) كبيرة أسفل الرأس، وكان يجب استئصالها خوفا من خطورتها، وظللت بجوار زوجتي وابني لمدة خمسة أيام، ثم رجعت مرة ثانية إلى القاهرة.
* ما وقع خبر زواحك من ميرفت أمين على زوجتك (أم حسام)؟
** كان واقع الخبر أليم جدا، مثل (الكي)، فقد تسرب خبر زواجي من (ميرفت أمين) إليها من خلال المجلات الفنية مثل (الكواكب) التى كانت تصل إلى سوريا فى هذا الوقت، ونشرت مجلة (الموعد) تفاصيل الزواج على صفحتين من صفحاتها، وقابلت زوجتي (أم حسام) كل هذا بصمت، فهى كانت من الشخصيات الصامتة جدا والمحترمة جدا، فلم تأت من بعيد أو قريب على ذكر اسم (ميرفت أمين)، لكن كانت عيونها تصرخ من الألم، ففي الحياة يوجد نوعين من النساء الأولى لديها غيرة وحقد، وعلى استعداد لتحطيم كل شيئ، في حالة علمها بخبر زواج زوجها من أخرى، والثانية لديها حب وتحمل خاصة لو لديها أطفال، وزوجتي (أم حسام) كانت من النوع الثاني قدرية وتعاملت مع الموضوع بشكل راقي جدا وكأنه لم يكن.
الغريب جدا إني عندما فتحت حقيبتي التى أحضرتها معي من القاهرة لأفرغ ملابسي، وجدت قصاصات من بعض المجلات وفيها صور تجمعني بـ (ميرفت)!، ولا أدري من وضعها في حقيبة ملابسي؟!، لكن تظل المرأة هى المرأة مهما كان مركزها أو نجوميتها، مع العلم أنني كنت أخبرت (ميرفت) بعدم التصريح للصحف بزواجنا! حفاظا على مشاعر زوجتي السورية.
* ومن سرب خبر زواجكما أنت وميرفت إلى الصحافة؟
** للأسف ميرفت أمين، رغم أنني اشترطت عليها بعد زواجنا في الشهر العقاري، عدم إعلان الخبر، لكنها وفي زحمة انشغالاتي الفنية اتصلت بالكاتب الصحفي (نبيل عصمت) الشهير بعموده (أبو نضارة) في جريدة (أخبار اليوم) وأبلغته الخبر، وبعد نشر الخبر تناقلته الصحف العربية، وأذكر موقف طريف حدث من زوجتي السورية، حيث كانت عاشقة للموسيقار الكبير (محمد عبدالوهاب)، وبعد إطمئناني على إبني (حسام) وقبل رجوعي للقاهرة مرة ثانية ذكرتني يومها بمقولة (عبدالوهاب) التى يقول فيها: (كل ما الصحف والمجلات تكتب عليك بالسلب، قف عليها، ستطول قامتك)، ولم تفصح عن سر مقولتها لي هذه النصيحة، لكني فهمت قصدها.
الأسبوع القادم :
الحقيقة إننا كنا قررنا الاكتفاء بحلقتين لقصة حب وزواج وطلاق (موفق بهجت وميرفت أمين)، لكن كرم نجمنا السوري الكبير (موفق بهجت)، وتذكره أدق التفاصيل جعلنا نمد الحلقات إلى ثلاثة حلقات، وفي الأسبوع القادم نستكمل باقي قصة الحب، ونعرف قصة فيلم (السلم الخلفي) الذي جمعهما معا، وسر محاولة انتحار (ميرفت أمين)؟ ولماذا طلب منها مطربنا الكبير عدم الحمل؟