في ذكرى رحيلها الـ 27 نكشف : كواليس آخر أفلام (ليلى مراد) مع أنور وجدي
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو (سيلفي) بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
نحيي هذه الأيام ذكرى الأسطورة )ليلى مراد( التى غاب طيفها الجميل عن حياتنا يوم 21 نوفمبر عام 1995، ورغم غيابها منذ 27 عاما إلا أن حضورها مازال قويا، كأنها لم تغب، فما زالت أغنياتها تتردد باستمرار على أثير كل المحطات الإذاعية، ومازالت أفلامها تعرض باستمرار على الفضائيات المصرية والعربية، تعد (ليلى) مطربة السينما المصرية الأولى بحساسيتها المرهفة وشاعريتها الرقيقة، وصوتها الدافئ الزاخر بالعاطفة، لهذا كانت أشهر مطربة بعد (أم كلثوم) فهي صاحبة الصوت الذهبي الذي قال فيه العملاق رياض السنباطي: (إن الفرق بين صوتها وصوت الأخريات مثل الفرق بين القطن والألياف الصناعية، فصوتها كفيلا بإنجاح كل أغنية تغنيها، وهى من أكثر المطربات اللاتي ترتسم على وجوهن معان وأحاسيس الأغنيات اللاتي يشدون بها).
كان صوت (ليلى مراد) – ولا يزال – دليل العاشقين الذين يبحثون لمشاعرهم عن تعبير، والذين يدركون سمو العاطفة التى تهيم بجوانحهم دون أن يجدوا دليلا على أن أحدا يمكنه أن يشعر بما يشعرون، أو يدركون ما وصلوا إليه من رهافة الحس ورقة الوجدان.
هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) نتوقف مع صورة جميلة من كواليس فيلمها (بنت الأكابر) تجمعها مع (أنور وجدي، وإسماعيل ياسين، وزينات صدقي، وسليمان نجيب)، وكتب قصة الفيلم وحواره الكاتب والشاعر العبقري (أبوالسعود الإبياري)، وكتب السيناريو منتج ومخرج وبطل الفيلم (أنور وجدي)، وعرض الفيلم يوم 9 فبراير عام 1953، بعد طلاق (أنور وليلى)، وحيث أن الفيلم عرض بعد طلاقهما فقد كتب (أنور وجدي) في الدعاية: (آخر أفلام أنور وجدي وليلى مراد معا) مما عرضه لانتقاد شديد من كثير من الفنانيين، حيث رأوا في الجملة إنها دعاية أقل ما يقال عنها إنها سيئة الذوق.
وبعرض فيلم (بنت الأكابر) انطوت صفحة زواج سعيد وتعاون فني بدأ بين (ليلى مراد وأنور وجدي) عام 1945 واستمر حتى عام 1953، ونتج عنه سبعة أفلام كانت من أجمل وأمتع أفلام السينما المصرية الاستعراضية والغنائية التى قدمت أجمل الاستعراضات وأروع الأغاني.