بقلم الأديب الكبير : سامي فريد
محمد قنديل حسن بنيان قوي لمصارع يفوز في كل اللقاءات على كل الأوزان التي يدخلها وهو أيضا بطل رفع الأثقال يفوز في كل لقاءاته في كل الأوزان لكنه عشق الغناء والموسيقى فهاجر الرياضة إلى الغناء وكان واحدا من أشهر المطربين المصريين ويكفيه شهاده كوكب الشرق أم كلثوم له عندما سألوها عن أقوى الأصوات المصريه فقالت بدون تردد هو (محمد قنديل) بلا منازع.
من هو محمد قنديل:
هو أحد أبناء القاهره وتحديدا في حي شبرا، ولد في أسره فنيه يوم 11 مارس من عام 1929، كان أبوه عازف عود متمكن وكذلك يعزف على آله القانون، لكنه رغم هذا عارض أن يعمل ابنه (قنديل) في الموسيقى أو الغناء لكن الأم كانت صاحب صوت جميل شجعت الابن قنديل على مواصله الغناء لما سمعت صوته القوي ورأت ابنها واحدا من أكبر المغنيين في مصر، أيضا كان زوج عمة محمد قنديل وهو الموسيقار والمطرب (عبد المطلب عمر).
التحق محمد قنديل بمعهد الموسيقى الشرقيه وفي المعهد اختارته (أم كلثوم) ليكون واحدا من الكورال الذي سيشارك معها في فيلم (عايدة) من بطولتها مع المطرب (إبراهيم حمودة) ليشاركها تابلوه (القطن) لما سمعت صوته وأعجبت به.
كانت هذه هى البداية، لكن الجميل أن (محمد قنديل) على مدى 45 عاما قدم للإذاعة المصريه العديد من المشاركات في التمثيليات الغنائية إضافه إ،لى التلفزيون مثل تمثيليات (السوق، والعباسية، والموكب، والصديق، وأم شنان) مع محمد علوان ونجاة الصغيرة ثم تمثيلية (العين والعافيه والمسدس) وأحيانا ممثلا في بعض المسامع المطلوبة.
من الأفلام التي شارك فيها مطربا أو مؤديا لبعض المشاهد التمثيلية الناجحة بحضوره المؤثر كانت أفلام (عبيد المال، وابن ذوات) بطلها اسماعيل ياسين و(عرق حبيبي، وعزيزة، وشاطئ الأسرار، وصراع في النيل) مع رشدي أباظه وعمر الشريف وهند رستم وعبد الغني النجدي، وله من الأفلام أيضا (مشاط الأسرار، وفي صحتك، ورجل في حياتي، وعندما نحب) وغيرها
وعن محمد قنديل يقول المؤرخ الفني (محب) جميل في كتابه (سر المغنى): إنه كان مصارعا شديد الإحساس والتعاطف مع منافسين، وأنه كان ينحني ليرفع منافسه ثم يعانقه ويدعو له بالفوز في المسابقات القادمة، وهكذا، وأنه لم يكن له أي خصومات وكان شخصا وديعا يحب الجميع.
ويضيف (محب جميل) فيحكي عن هوايات (محمد قنديل) الغريبة، فيقول إنه كان صاحب (غية حمام) كبيره في فوق سطوح العمارة التي يسكنها وكان يواليها بالراية التي يشير بها إليها لتهبط وتتناول طعامها الذي تعده لها زوجته الطيبة التي كان يسعدها حب (محمد قنديل) زوجها للعب الأطفال، وكان يقضي أوقات فراغه مع أكثر من 100 لعبه منها (القطار الذي يسير على قضبان ويعبر فوق الكباري ويدخل الأنفاق، وكان عنده أيضا (الدب الطبال والقرد الراقص وعدد من عرائس الأطفال) يضعها في كل غرف البيت مع آلات العود التي كان يعشقها، إضافه إلى مجموعة نادرة من الكلاب العالمية.
وهذا كله غير مجموعات من (العصافير الكناري)، وكان يكتفي بها لتسلي حياته وتملئ أي فراغ بعد أن ينتهي من أغانيه التي بلغت فوق الـ 800 أغنية كان من بينها الأغاني التي نحفظها جميعا ومنها (بين شطين وميه يا رايحين الغورية)، وهى من تلحين كمال الطويل عام 1948
وقد غنى (محمد قنديل) أيضا لثوره يوليو في مطالع عام 1953 أغنيه (على الدوار راديو بلدنا فيه أخبار)، كما غنى أيضا (الراية المصرية)، وغنى كذلك للوحدة مع سوريا عام 1858 أغنية واحدة (ما يغلبها غلاب)، كذلك لحن له أحمد صديق أغنيته (ان شاء الله ما أعدمك)، كما لحن هو لنفسه أغنيه (أبو سمرة السكرة)، وله من الأغاني أيضا ما لم ينسيه الجمهور مثل أغنيه مالي بيه الواد الخائن، زي البحر غرامك، وجميل واسمر، وسماح، يا حلو صبح) وكذلك لحن له محمود الشريف ومحمد الموجي ومحمد فوزي.
ولا ننسى أغنيه عبد الفتاح مصطفى الرائعه (سحب رمشه ورد الباب)، كما غنى (محمد قنديل) لشباب المقاتلين في سيناء عندما غنى لولده كأحد أبطال سيناء المقاتلين في شمال سيناء أغنيه اشجع ولد ولدي.. أجمل بلد بلدي).
وقد لا يعرف الكثيرون أن (محمد قنديل) كانت بداية شهرته أيضا في ملهى (الكيت كات) في امبابة، ولم يكن قد بلغ الـ 20 من عمره، وكانت أولى أغانيه على الإطلاق هى أغنيه (لطافة يا تمر حنة) للإذاعه المصرية في بدايه إرسالها، وقد غنى (محمد قنديل) كل ألوان الغناء، من الأغنية الشبابية والموال والدور والموشح والاغنية الوطنيه والصور الغنائية للإذاعه والتلفزيون.
وقد رحل (محمد قنديل) عن حياتنا مكتئبا حزينا يوم 9 يونيو عام 2004 بعد أن أغلق بابه على نفسه وامتنع عن لقاء الملحنين أو مؤلفي كلمات الأغاني بعد أن توفت زوجته التي كانت مديره حياته فآثر الاعتكاف حتى الوفاة في هدوء تاركا كل هذا الرصيد الكبير من أجمل الأغاني.