بقلم : محمد حبوشة
ربما لست من محبي طريقة أداء الفنانة (عفاف شعيب) لسبب لا يعلمه إلا الله، ومن ثم أراها ممثلة متواضعة الإمكانات، على الرغم من تفوقها سينمائيا وتلفزيونيا في فترة الثمانينات والتسعينات، حين لعبت بعضا من أدوار تحسب لها في مسيرتها الفنية، خاصة دورها في مسلسل (رأفت الهجان)، لكني أراها من وجهة نظري الشخصية أفلست فنيا منذ فترة تربو على الثلاثة عقود الأخيرة إلا فيما ندر كمسلسلي (العار، وفوق السحاب)، ورأي هذا أحيله إلى أنها لجأت مؤخرا إلى (الترند) الذي يضمن لها تواجدا بين نجمات الزمن الجميل، وهى بالمناسبة لم تكن من نجوم هذا الزمن، ولن يسجلها التاريخ واحدة من رائدات الفن السابع أو الدراما التلفزيونية اللاتي يشار إليهن بالبنان.
** عفاف شعيب: مبحبش أجيب سيرة (أحمد زكي) كتير بسبب اللي كتبه عني في مذكراته.
** كشفت الفنانة المصرية (عفاف شعيب) عن سر خلافها مع الفنان الراحل أحمد زكي، مشيرة إلى أنه وقع خلال أداء فريضة الحج.
من ضمن تصريحاتها الغريبة والمريبة الأخيرة أتوقف عن هذين التصريحين عن الفنان العبقري الراحل (أحمد زكي) والذي اتهمت بعض الناس بالإيقاع بينهما، قائلة خلال مقابلة مع قناة الحياة: (فيه ناس وقعت بيني وبين زكي في الحج بعدما أقنعته يحج علشان ربنا يرضى عليه، فلقيت فيه ناس وسوسوا له وقالوا له خليك قاعد في الأوتيل، وأنا قلت له لازم تروح (مِنى) علشان تقرأ قرآن قال لي طيب، وفجأة وإحنا قاعدين لقيته بيصرخ في وشي قال لي: (مش رايح معاكوا، قلت له أنت حر دي مناسك لازم تلتزم بيها).
كما أضافت أن البعض (وشوش) في أذن (زكي) بأن كلامها لا فائدة منه، وقالت: (حد قال لي إنه ما قرأش قرآن في (عرفة)، فقلت له ليه ما قرأتش قرآن؟، قال لي أنا شيطان من الشياطين، حينها وبخته وطلبت منه عدم التحدث إلى ثانية، ثم غادرت إلى غرفتي في الفندق، متخذة قرار بعدم التواصل معه نهائيا، إلا أن (زكي) عاد وزارها في منزلها لاحقا دون موعد، مؤكدا لها أنها (جوهرة غير كل الناس) – هذا وفق قولها – وتابعت: (أحمد زكي كان بيصعب عليا جدا لأن بعض الناس كانت بتعامله وحش جدا في معهد الفنون المسرحية وكان يحزن ويترك الجميع ويجلس منفردا يبكي، وأنا لاحظته وكنت دايما معاه وكان طيب وغلبان جدا).
عند هذا الحد ربما يبدو لي الكلام غير منطقي ويفتقد إلى العقلانية، وتبدو العلة هنا أن (أحمد زكي) غادرنا إلى دار الحق، ولا يمكن أن يرد على هذا الكلام الذي يشتم فيه رائحة تصفيات حسابات بين الفنانة (عفاف شعيب) والراحل العظيم (أحمد زكي) لمجرد اعتراضها على ما ذكره عنها في مذكراته، وهو بالتأكيد يخالف قولها بأنه زارها في بيتها بعد رحلة الحج وقال لها أنت (جوهرة غير كل الناس)، فلا يستقيم ذلك مع تعرية (عفاف) لـ (أحمد) والتشكيك في عقيدته وهو يسكن الثري حاليا، وذلك بالإيحاء للناس بأنه كان رافضا لاتمام مناسك الحج، وتلك مسألة خاصة بين العبد وربه لا يحق لأحد أن يعلق عليها بالسلب أو الإيجاب.
لقد اقتربت فترة قصيرة من الفنان أحمد زكي وتحديدا في أثناء تجهيزه لفيلم (أيام السادات)، وأذكر ذات مرة ذهبت إليه في فندق (رمسيس هليتون) حيث كان يسكن، وعندما دخلت عليها الغرفة وجدت أوراقا كثيرة مبعثرة على الأرض وفي كل ركن من أركان الغرفة الأربعة كان هنالك حزمة من تلك الأوارق مربوطة بطريقة محكمة، وعندما سألته عن كل تلك الأوراق؟، قال: هذه عبارة عشرة سيناريوهات لفيلم (أيام السادات)، قرأتها جميعا لأستخلص سيناريو شامل ومتكامل عن هذه الشخصية المحيرة في التاريخ المصري الحديث، وبعد 10 دقائق من وجودي معه دق جرس الباب، وذهب هو ليفتح الباب، وفوجئت بـ (طلبية خشب) عامرة بأصناف (الفول والطعمية والجبن واللانشون والمربى) وغيرها من لوزم الإفطار، وبعد عشر دقائق أخرى دخل علينا حوالي 10 أشخاص يرتدون الجلايب البلدى أدركت من ملامحهم أنهم أقاربه من الزقازيق، وماهى إلا دقائق وقد نسفت الطبلية.
هذه القصة تؤكد على كرم أحمد زكي وبره بأهله وذويه وتلك أخلاق لا تنم سوى عن إيمان عميق وحب للناس بشكل غير طبيعي، وكذلك رفقه بالحيوان كما جاء في قصة (الكلب الذي اشترى له كليو كباب وكفته وفرش له بجواره كي يأكل)، حتى أنه من فرط كرمه أمر الجرسون أن ينزل طلب الكلب بـ (السرفيس) كأنه ضيفا عزيزا عليه، ومن هنا ندرك أنه الراحل الكبير كان هناك (عمار) بين وبين خالقه انطلاقا من أن الدين المعاملة، فكيف نصدق روايات (عفاف شعيب) عن رفضه لأداء مناسك الحج وهو المؤمن إلى هذا الحد، فلايمكن أن يكون هناك شخص كريم مع الإنسان والحيوان ولا يكون كريما مع خالقه.
فلتكف إذن (عفاف شعيب) عن هذا اللجج ومعلوم أن (مصدر لَجَّ .. لَجَاجَةُ القَوْلِ: الإِلْحَاحُ، العِنَادُ)، ونحن نقول: (فِي فُؤَادِهِ لَجَاجَةٌ خَفَقَانٌ مِنَ الْجُوعِ، كما أن لجاجة القوم: اختلاط أصواتهم)، وهو بالطبع أمر يسئ لها وهى المرأة المسلمة التي تدعي قائلة: (إحنا ماشيين على السنة والشريعة الإسلامية).
لقد لاحظت منذ فترة قصيرة نسبيا أن الفنانة الكبيرة غير القديرة (عفاف شعيب) تتعرض لحوادث خاصة بنجوم كبار في فن التمثيل الذي فشلت في إحداث تميز فيه مثل (أحمد زكي) كي تركب (الترند)، وهى آفة هذا الزمان، ولاتدرك الفنانة المحجبة أنها بذلك تخوض في سير أموات لا يستطيعون الرد عليها، كما أن لسان عفاف شعيب لم يسلم من الخوض في سيرة طليقها الراحل المنتج الكبير (رياض العريان) الذي بناها فنيا ونفسيا كم نعرف، حيث قالت في تناقض واضح خلال الجزء الثاني من لقاءها ببرنامج (واحد من الناس) مع عمرو الليثي، على شاشة الحياة: (أنا استحملته كتير، وهو كان كويس جدا في الأول لكن كثرة السفر والإغراءات خليته ضعيف)، وكان طلاقي منه بسبب الخيانة المتكررة.
صحيح أن حديثها المرسل حول علاقتها بطليقها (الراحل أيضا) هو شأن خاص بها، لكنه يعكس نوعا من الخلل النفسي لدي سيدة محجبة بالأساس، أما تقولها على (أحمد زكي) أمر مرفوض شكلا وموضوعا لأنه يخضع للثرثرة غير المجدية.
وأخيرا أقول للست (عفاف شعيب): كفاك حديث مموج عن أناس رحلوا عن عالمنا فليست هذه من أخلاقيات الإسلام، فلا تدعي بطولات زائفة كي تركبين (الترند) بالخوض في سير الآخرين، فالأجدى لك أن تكوني (ترند) بعمل يعكس قدراتك في التمثيل الذي هو مهنتك الأساسية التي خاصمتيها من زمن طويل، وأغلب الظن أنك تفتقدين الثقة في نفسك وفي فنك فلجأتي إلى أكبر آفات عصرنا (الترند) في سبيل وجود مزيف لاسمك على ألسنة الناس بغض النظر إن كان كلامك صحيحا أم لا، فقط هذا حديث لايجوز شرعا وقانونا والتزاما بأخلاقيات الإسلام التي ترفض الخوض في سير الراحلين الذين نطلب لهم الرحمة ونذكر محاسنهم، ألا تقول الحكمة البسيطة: (إذكروا محاسن موتاكم)؟!