* يجب أن يتم استبدال اسم مهرجان الموسيقى العربية إلى حفلات الأوبرا، أو حفلات مصر
* (شيئ من حياتي) موجود حاليا في معرض الشارقة الدولي للكتاب
* رغم كل ما قدمته أشعر أنني (لسه هبدأ الغناء)
* (مرسول الحب) تعتبر أول أغنية عربية في القرن العشرين التى يغنيها حوالي 70 مطربا ومطربة
* (مونبارناس) قصة حقيقية تصور حكاية قتل شاب جزائري مغترب في باريس
* غنيت (أرجوك أوعى تغير) لعبدالوهاب محمد في بداية الستينات!.
كتب : أحمد السماحي
عميد الأغنية المغربية (عبدالوهاب الدوكالي) دانت له السيطرة على النغمات فصنع منها معجزات غنائية محفورة في الوجدان رغم مرور سنوات وسنوات على غنائها، حيث رسم بنغماته لوحات فنية خاطبت الأذن وتعدتها لتطرب القلوب والأفئدة، صوته كالرسول النبي، مدعوم بقوة منطقه السماوي وبجلال الرسالة التى جاء يبلغك بتعاليمها، صوت طقسي فيه قوة التعاليم ورهبتها لكأن المسيح يغني، أو النبي داوود يشدو لك وحدك ليبلغك رسالة وجدانية خاصة بعيدا عن الزحام بمعزل عن الصخب، إنه يريد أن يؤثر فيك بالمضمون الغنائي وحده، وليس بجمال الصوت الصداح فقط.
رسالته سرعان ما تتسرب إلى وجدانك عبر الشرايين والأوردة التى يتكون منها جهازك العصبي، فإذا أنت قد لامست الحب، وأصابك الورع حقا، وسكنتك التقوى، وتهدجت أنفاسك في محاولة الصعود إلى السماء لمعانقة الملأ الأعلى.
أنغام (الدوكالي) دائما في رحيل، تهاجر من فكرة إلى فكرة، وتسافر متجاوزة الممكن والتقليدي، كلما شعر أن ما توصل إليه أصبح مألوفا يمكن أن يستقر فيه ويهجع تجده قد انتفض فجأة ليكسر هذا المألوف ويرحل ويرحل.
لم يقدم مطرب عربي حتى الآن ما قدمه هذا الأسطورة من أفكار وموضوعات أغنيات إنسانية، وعاطفية، ودينية، ووصفية، ووطنية، من منا ينسى (سوق البشرية، مونبارناس، مولد القمر، كان ياما كان، مرسول الحب، محراب القدس، أنا والغربة وكتابي، كتعجبني، جبروت، حكايتي ويا حبي، ما أنا إلا بشر، ناديت على الحب، البيت اللي هناك، وحداني، أوعى تقصيه شعرك) وغيرها من الروائع المسكونة في قلوب عشاقه ومريديه.
أمس شرفني هذا العملاق باتصال هاتفي يحييني على ما كتبته في بوابة (شهريار النجوم) عن مهرجان الموسيقى العربية، خاصة الموضوع الأخير الذي نشر منذ يومين تحت عنوان (مطربون ممنوعون من دخول جنة دار الأوبرا)، وأيد وجهة نظري في أن المهرجان لم يعد يمت بصلة للموسيقى الشرقية، وطالب بتغيير اسمه إلى حفلات الأوبرا، أو حفلات مصر، لكن ربطه بالموسيقى الشرقية خطأ لأنه بهذا لابد أن يقدم كل ما له علاقة بالتراث الموسيقى الشرقي، لكن ما يقدم الآن ليس له علاقة بالتراث الموسيقى المصري والعربي العريق الذي أنشأ المهرجان من أجله.
وخص صاحب (الثلث الخالي) بوابة (شهريار النجوم) بالحديث عن جديده الغنائي خلال الفترة القادمة فقال: لدي ألبوم جديد من ألحاني سيطرح قريبا بعنوان (مصباح علاء الدين) يتكون من خمس أغنيات هى قصيدة (مصباح علاء الدين) كلمات صديقي الشاعر المغربي عبد الرفيع الجواهري، تتحدث عن الأشياء التى يحلم بها الإنسان ومن الصعوبة أن تتحقق.
والأغنية الثانية هى (عيش حياتك) كلمات الشاعر محمد الباتولي الذي سبق وتعاون معي في (مونبارناس، وكان ياما كان) وغيرهما، والأغنية دعوة للحياة وللسعادة وحب الناس، وحب الخير لغيرك، والأغنية الثالثة قصيدة (أطفال الشوارع) ومعروف من غير ما نشرح عن ماذا تتحدث؟ وهى شعر الدكتور التهامي الصفريوي، فضلا عن أغنيتين صوفيتين الأولى من شعر الإمام الشافعي، والثانية من شعر الإمام ابن عربي.
وأعرب صاحب (الدار المهجورة) عن سعادته بطرح قصة حياته في الأسواق تحت عنوان (شيئ من حياتي) من خلال ثلاثة أجزاء، وهي (ثلاثية الحب والفن)، مع الترجمة الفرنسية للجزء الأول، وجاري إنجاز ترجمة الجزأين الثاني والثالث إلى الفرنسية، فضلا عن الترجمة الصينية للمذكرات، الجزء الأول طرح في شهر يونيو الماضي في المعرض الدولي للكتاب والنشر في الرباط، وحاليا يعرض في معرض الشارقة الدولي للكتاب المقام في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي سيستمر حتى 13 نوفمبر، والجزء الثاني سيطرح مطلع شهر ديسمبر القادم، والجزء الثالث سيطرح في شهر مارس 2023.
وعندما امتدحت مشواره الحافل بالروائع، وفي كلمات مليئة بالتواضع أكد عميد الأغنية المغربية والعربية: أنه يعتبر نفسه مازال هاويا، وأنه ما زال في بداية الطريق الفني، ــ وقال تحديدا (والله أنا لسه هبتدي)! .
ورفض صاحب (حكاية هوى): أن يعتزل المطرب مادام قادرا على الغناء، وقال: أعتبر اعتزال المطرب أو ابتعاده خيانة للنعمة التى وهبها الله له دون باقي البشر، وخيانة لحب الجمهور لصوته، سأظل أغني حتى يصل عمري للمائة وحتى النهاية، واتخذ الموسيقار (محمد عبدالوهاب) أبي الروحي مثل أعلى في ذلك حيث ظل يغني ويلحن حتى نهاية عمره.
وتحدث (سفير المحبة والسلام) بحب عن أغنيته (مرسول الحب) التى تعتبر أول أغنية عربية في القرن العشرين التى يغنيها حوالي 70 مطربا ومطربة، فلم يسبق أن تغنى هذا الكم من المطربيين بأغنية كما حدث في (مرسول الحب).
وعن تحفته الخالدة (مونبارناس) قال: هذه الأغنية تعبر عن قصة حقيقية حدثت لشاب جزائري مغترب ابن الـ 19 عاما تعرض للاغتيال في فرنسا، بسبب التفرقة العنصرية البغيضة، وقد حققت هذه الأغنية رسالتها وبثتها كثير من التليفزيونات العربية والعالمية وحققت انتشارا كبيرا وسط المغتربيين العرب في الخارج.
وفجر (عبدالوهاب الدوكالي) في نهاية دردشته معنا مفاجأة حيث أكد أنه غنى في الستينات من ألحانه أغنية (أرجوك أوعى تغير) كلمات الشاعر الغنائي عبدالوهاب محمد الذي غنى له أيضا العديد من الأغنيات مثل (أوعى تقصيه شعرك، مش أنت ده حبيبي، بعد النجوم، بعدك على عيني، لا أستطيع، راجع تقول لي، دخان سيجارتي، حقك عليا).