بقلم : بهاء الدين يوسف
لا صوت يعلو طوال الأيام الماضية على خبر اعتزال لاعب برشلونة (جيرارد بيكيه)، الفيديو القصير الذي بثه يوم الخميس الماضي ليعلن فيه اعتزاله لعب كرة القدم حقق مئات الملايين من المشاهدات على مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الحزن الحقيقي اجتاحت قلوب كل محبي كرة القدم باعتزال واحد من نجوم العصر الذهبي (للبارسا) وأحد مهندسي كرة (التيكي تاكا) الجميلة التي أبهر بها المدرب جوارديولا العالم مع حفنة من النجوم الاستثنائيين بقيادة (ميسي وانيستا وتشافي وبيكيه).
لكن خلف الدموع التي ملأت العيون بقي سؤال حائر طرحه البعض على استحياء، وتحاشى الجميع الرد عليه احتراما للحظة الحزن التي يعيشها المدافع الأسباني الدولي السابق، وكان السؤال هو: هل تسببت خلافات بيكيه مع صديقته المطربة الكولومبية (شاكيرا) وانفصاله عنها بسبب خيانته لها كما قالت هى وقت الانفصال في التسريع باعتزال اللاعب الأسباني؟!
مئات الملايين حول العالم كانوا يحسدون بيكيه على ما انعمت عليه به الحياة، شهرة وبطولات وثورة لا تحصى بجانب صديقة جميلة ومثيرة مثل (شاكيرا) وطفلين جميلين، لكن يبدو أن من كانوا يحسدون اللاعب لم يسمعوا نهائيا بمقولة الكاتب المسرحي الأمريكي الرائع (أرثر ميلر) في ستينات القرن الماضي، وكان وقتها زوجا لأشهر ممثلة إغراء عرفتها الكرة الأرضية وهى (مارلين مونرو)، وفي رده على ملحوظة لأحد الصحفيين قال فيها: إن كل رجال العالم يحسدونك على أن (مارلين) هي زوجتك، فما كان منه إلا أن أجاب بتعليق باسم وذكي في آن حيث قال (وأنا أحسد كل رجال العالم أن مارلين ليست زوجتهم !!).
ما قاله (ميلر) فسرته تفاصيل كشف عنها لاحقا حول تقلبات (مارلين) المزاجية الحادة وميولها التدميرية بجانب ثقافتها الضحلة وهى كلها صفات تعذب القريبين منها، فما بال زوجها خصوصا إذا كان يتمتع بثقافة ونضج (أرثر ميلر).
نعود إلى (بيكيه) ونرجح أن جزء مهم من ابتعاده عن مستواه المعروف في السنوات الأخيرة كان نتيجة صراعات داخل المنزل حيث كررت (شاكيرا) في العديد من التصريحات الصحفية قصة تضحيتها بمسيرتها الفنية من أجل الإقامة في برشلونة لتكون بجانب صديقها، ويبدو أن حوار التضحيات لم يخرج فجأة ولكنه كان يدور بإلحاح داخل غرف المنزل ويؤثر بالتالي على تركيز اللاعب المطلوب في المستويات التنافسية العالية، كما أن الارتباط بفنانة معروفة يكرس التزامات تثقل كاهل الزوج خصوصا إذا كان من خارج الوسط الفني وبالأخص لو كان رياضيا، فهناك سهرات وحفلات ومجاملات مستمرة واحتكاك مع أشخاص من وسط يحب السهر والمرح بمختلف أشكاله، وكلها أمور تتعارض بشكل مؤكد مع الإطار المثالي لحياة لاعب الكرة.
في مصر هناك أكثر من لاعب عانى ودفع ثمن ارتباطه بفنانة على رأسهم (حسن شحاتة) الذي كان هدفا لهتافات مسيئة في آخر مسيرته الكروية نتيجة ارتباطه بالسيدة (هدى رياض) التي كانت عضوة بفرقة رضا للفنون الشعبية مع اختها (عايدة رياض)، وهناك أيضا زميله في الزمالك (محمود الخواجة) الذي ربطت الشائعات في وقت ما بينه وبين الفنانة (هياتم) ما دفعه للاعتزال المبكر، وبعدهما (جمال عبد الحميد) الذي ارتبط في وقت ما بالفنانة (عزة شريف)،
ورغم مقاومة جمال واستمراره في الملاعب إلا أن ذلك الزواج الذي لم يستمر طويلا بقي مثل ظل العفريت الذي يلاحقه حتى الآن.
كل ما سبق يستدعي أن أطرح بدوري سؤالا على القراء: هل ترون أن زواج الفن بالرياضة أو السياسة أو أي مجال آخر غير الفن يمكن أن يكون ناجحا؟، أم أن الصعوبات التي تواجه مثل هذا الزواج أكبر من أن يحتملها طرفاه؟!