مطربون مصريون ممنوعون من دخول جنة دار الأوبرا !
كتب : أحمد السماحي
تابعت خلال الأيام والساعات القليلة الماضية الجدل الذي أثير حول (أحمد سالم) المعروف إعلاميا بـ (المطرب النقاش)، والذي كان من المقرر أن يشارك المطربة (أصالة) في فقرة غنائية في ختام مهرجان الموسيقى العربية، لكن نظرا لعدم استكمال أوراق المفروض أن يقدمها للمسئولين في دار الأوبرا – على حد قول المطرب نفسه على صفحته على الفيس بوك – لم يتمكن من المشاركة.
وحقيقي استغربت من هذا الجدل العقيم الذي يشغل الجمهور ويلهيه في مسائل تافة، لا تفيد أحد سوى المطرب الجديد، فالأوبرا كمكان لها طقوسها وتقاليدها الراقية التى يجب أن تحترم من الجميع، وإذا كان البعض أشهر سيفه وقلمه وبرنامجه وشجب وهاجم ما حدث، وهاجم الموسيقار الكبير حلمي بكر، بحجة فلتسقط الطبقية، والجميع سواسية، وغيرها من النعرات الكاذبة التى لا فائدة منها غير ركوب موجة!، فلماذا لم نسمع لأحد من هؤلاء صوتا بسبب عدم مشاركة مطربيين كبار لهم أسمائهم وتاريخهم الغنائي في دورات مهرجان الموسيقى العربية منذ بدايته قبل 31 عاما حتى الآن!
فالمتابع لدورات مهرجان الموسيقى العربية الذي انتهت دورته الـ 31 قبل أيام قليلة، يجد أن جيلا كاملا من المطربين المصريين لم يشاركوا في أي دورة من دورات مهرجان الموسيقي العربية حيث لم تكن الدكتورة (رتيبة الحفني) مؤسس المهرجان مقتنعة بهؤلاء المطربيين الذين كانوا شبابا في بداية إقامة الدورات الأولى، وكانت تنظر إليهم على إنهم لم ينضجوا بعد، ولا يجب أن يعتلوا خشبة مسرح دار الأوبرا إلا بعد إكتمال موهبتهم!.
ففي إحدى الدورات الأولى للمهرجان سألت الدكتورة (رتيبة الحفني) عن عدم مشاركة (محمد فؤاد، عمرو دياب، خالد عجاج، هشام عباس، إيهاب توفيق، محمد محي، مجد القاسم، حلمي عبدالباقي، أسامة الشريف، حسن فؤاد) وغيرهم، فكان ردها: (هؤلاء شباب جدد أمامهم العمر والوقت حتى ينضجوا بعدها سيشاركون في المهرجان بالتأكيد)، وبعدها هذا لم يأت أوانها حتى الآن! فكل الأصوات التى ذكرناها لم تشارك من قبل في أي دورة من دورات المهرجان! رغم نضوج موهبتهم وجماهيريتهم الكبيرة ورصيدهم الضخم من الأغنيات الجميلة التى كان بعضها حديث الشارع المصري والعربي، الوحيد الذي شارك بعد سؤالي للدكتورة رتيبة الحفني المطرب ( إيهاب توفيق) الذي شارك مرة واحدة وقدم يومها بروجرام متميز للغاية من أغنياته وأغنيات كبار المطربين بعدها اختفي صاحب (مالهش في الطيب، وعدي الليل، وتترجي فيا) ولم يشارك في أي دورة رغم إعجاب الدكتورة رتيبة الحفني بما قدمه.
حتى المطرب الكبير (محمد منير) لم تكن الدكتورة (رتيبة الحفني) ترى أنه يصلح أن يشارك في مهرجان الموسيقى العربية حيث أن اللون الغنائي الذي يقدمه بعيد تماما عن ما يقدم في المهرجان من (موشحات، وأدوار، وطقاطيق، وقصائد)، وبالفعل لم يشارك (الكينج) إلا بعد وفاة الدكتورة (رتيبة) ومنذ سنوات قليلة.
والسؤال الذي يحيرني أن المهرجان الآن أصبح مجرد حفلات رائعة تقام في مكان ساحر لمجموعة من الأصوات الحلوة المبدعة، فلماذا لا يشارك (خالد عجاج) وجيله من المطربين الذين ذكرناهم مع العلم أن أصواتهم أعذب وأجمل من أصوات كثيرة من الشرق والغرب العربي تشارك بصفة منتظمة في مهرجان الموسيقى العربية؟! هذا سؤال ننتظر رده من المسئولين عن المهرجان.
خاصة وأن المهرجان فقد هويته وابتعد عن الهدف الذي أنُشأ من أجله وهو تعريف الشباب المصري والعربي بالتراث الموسيقى والغنائي العربي لأساطين النغم الشرقي القدامى أمثال (عبده الحامولي، محمد عثمان، سيد درويش، سلامه حجازي، يوسف المنيلاوي، دواد حسني، على الرياحي، أحمد وهبي، محمد حسن، الشيخ العفريت) وغيرهم من أساطين الطرب المصري والعربي، وليس فقط تراث (أم كلثوم، ومحمد عبدالوهاب، ونجاة، ووردة، وفايزة أحمد، ومحمد عبدالمطلب) المنتشر بقوة عبر الإذاعة والتليفزيون المصري والفضائيات، والإنترنت!