أخطأ أبطال (شارع البهلوان) فنام (صلاح أبوسيف) على بطنه .. تعرف على الحكاية ؟!
كان بين الفنانيين زمان علاقة أقرب إلى الأخوة الصادقة، يعيشون طوال أيام التصوير علاقات صداقة بريئة، وزمالة محترمة، بعيدة عن المصالح الضيقة، والمنافع المؤقتة، والشوائب المكدرة، علاقة قائمة على الثقة والمودة والبساطة، أساسها الصدق وفروعها الكلمة الطيبة وإحسان الظن والألفة، لهذا كانوا يجتمعون دائما فى بداية أي فيلم أونهايته ليأخذون مع بعضهم صورة تذكارية أو ” سيلفي” بلغتنا الآن.
كتب : أحمد السماحي
بدأ المخرج (صلاح أبوسيف) حياته الفنية كمخرج بتقديم أفلام من كل نوع، حيث لم يكن في البداية حدد لنفسه اتجاها فنيا واضحا، كان يبحث عن طريق، ثم وجد الطريق بعد أن أتم تصوير فيلمه الخامس (الصقر) في روما، يومها عاد إلى القاهرة وقد استقر رأيه على أن يقدم للناس الفيلم الذي يريده، وهو الفيلم الواقعي، وبدأ بالفعل يعد مع الأديب (نجيب محفوظ) سيناريو فيلم (لك يوم يا ظالم).
ومن الأفلام الخمسة الأوائل والتى يمكن أن نقول أنها أفلام مرحلة التجريب في مشواره فيلم (شارع البهلون) الذي يعتبر رابع فيلم لـ (أبوسيف) بعد (دايما في قلبي، المنتقم، مغامرات عنتر وعبلة)، وهو مأخوذ عن مسرحية كوميدية تأليف (عبدالحليم مرسي) قدمها المسرح القومي وحققت نجاحا كبيرا على المسرح في منتصف الأربعينات، وقام السيناريست الكبير (علي الزرقاني) بإعدادها للسينما فكتب لها السيناريو والحوار.
وعرض الفيلم الذي يعتبر أول فيلم كوميدي في مسيرة مخرج الواقعية في نهاية سنة 1949 وبالتحديد يوم 12 ديسمبر، وقام ببطولته (كاميليا، كمال الشناوي، لولا صدقي، إسماعيل ياسين، حسن فايق، إلياس مؤدب، محمد توفيق، زينات صدقي، عبدالحميد زكي) وغيرهم من فناني هذه المرحلة.
هذا الأسبوع في باب (سيلفي النجوم) ننشر صورة للمخرج صلاح أبوسيف، وهو نائم على بطنه يقرأ في سيناريو الفيلم، وتحت السرير النجوم (لولا صدقي وكمال الشناوي، وعبدالحميد زكي)، وترجع أصل الحكاية أن نجوم المشهد الثلاثة أخطأوا في الحواروهم يمثلون المشهد، فأوقف المخرج التصوير وذهب إليهم في مكانهم ونام على بطنه وقرأ لهم الحوار الصحيح، وظل كذلك حتى حفظ الجميع كلمات الحوار، وكانت هذه اللقطة الطريفة للنجوم الأربعة وهم نائمين على بطنهم.!
جدير بالذكر أنني كانت تربطني بالنجم الكبير الراحل (كمال الشناوي) صداقة وطيدة يعرفها كل المحيطين بي من الزملاء فحكى لي موقفا طريفا عن هذا الفيلم، حيث كان في بداية مشواره الفني ومحط أنظار فاتنات السينما المصرية نظرا لوسامته وثقافته وروحه الحلوة، وحاول في هذا الفيلم كسب ود وإعجاب (كاميليا) فأجاد في تمثيل دوره، وكان يوزع الكلمات والنكات الحلوة على الجميع، ولكن النجمة المثيرة لم تلتفت إليه كثيرا، وأثناء تمثيلهما لأحد المشاهد وبعد انتهاء هذا المشهد قال لها: (هذا الفيلم سيكون نقلة في حياتنا وسيطلبنا المنتجين لتمثيل أدوار غيره كثيرا، وستكتب عنا الصحافة كأفضل ثنائي ظهر على الشاشة، فابتسمت كاميليا ابتسامة خفيفة وقالت: (يارب)، وتركته ومشيت!
وعرض الفيلم ولم يحقق النجاح المتوقع، وكتب ناقد مجلة (الصباح) عن كل نجوم الفيلم حتى أصحاب الأدوار الثانية والثالثة، ولم يذكر اسم (كمال الشناوي)، وكانت المجلة ذائعة الصيت والإنتشار، واتصلت به (كاميليا) وقالت: (قرأت يا كيمو ما كتبه ناقد الصباح) فقال لها بغيظ وضيق: (نعم)، ففكرته بما قاله لها أثناء التصوير من أن الصحافة ستكتب عنهما كأحلى ثنائي، وأضافت: (حتى الناقد نسي إسمك ولم ينتبه لوجودك في الفيلم)، وضحكت وأغلقت السكة!.
وثارت أعصاب (كمال الشناوي) وذهب إلى مقر مجلة (الصباح) وسأل عن الناقد الذي كتب عن فيلم (شارع البهلوان) ولسوء حظ هذا الناقد كان يومها موجودا في مقر المجلة، فقام (الشناوي) بضربه وخرج.!