رحيل المطرب والملحن إبراهيم عبدالشفيع بعد أيام من نشر حواره مع (شهريار النجوم) .
كتب : أحمد السماحي
رحل أمس المطرب والملحن الكبير إبراهيم عبدالشفيع (1936 ـ 2022) بعد رحلة عطاء فني امتدت من عام 1947 وحتى ابتعاده منذ سنوات قليلة عن الساحة الغنائية كمطرب وملحن، رحل صاحب (بلد الرجالة أو شي الله يا مرسي) بعد أيام قليلة من نشر الحلقة الثانية من حواره الطويل مع (شهريار النجوم)، الذي تحدثنا فيه عن مشواره الفني الطويل وأهم المحطات الفنية التى تمثل علامات بارزة في مشواره والصعوبات التى صادفته وأشهر أغنياته وألحانه، وتوقفنا عند بعض الأسماء التى كانت بمثابة الشموع التى أضاءت له الطريق مثل المطرب محمد عبدالمطلب، والمطرب عبدالعزيز محمود، والمخرج الإذاعي محمود شركس، الذي اصطحبه معه إلى القاهرة وجعله يشارك في مجموعة من المسلسلات والسهرات الإذاعية في إذاعات القاهرة التى كانت في هذا الوقت قبلة المستمعين وينتظرون بثها بفارغ الصبر.
والحمد الله أن الحوار حقق قراءة عالية، وتم تشيره لأكثر من 140 شخص ومؤسسة من على صفحتي على (الفيس بوك) بشكل لم أتوقعه، وأهم من كل هذا أن (عم إبراهيم) سعد بالحوار الذي أجريناه معه، وأرسل لنا رسالة من على فراش المرض مع ابنه المعلق الرياضي (خالد عبدالشفيع) يشكرنا على هذا الحوار، ويؤكد سعادته بما جاء فيه:
يامروح بالسلامة
جدير بالذكر أن (إبراهيم عبدالشفيع) ولد عام 1936 ونشأ في أسرة فقيرة، لكن رغم فقرهم كان عنوانهم عزة النفس والرضا والقناعة واحترام الذات، وفي نهاية الأربعينات بدأ يكتشف جمال صوته ويغني كهاوي، وعندما تم افتتاح إذاعة الإسكندرية عام 1954، تم اعتماده كمطرب، وبعدها كملحن على يد الإذاعي الكبير (حافظ عبدالوهاب) والفنان الكبير (أحمد خميس) أحد مؤسسي إذاعة الإسكندرية، وقدم أول أغنياته من خلال هذه الإذاعة الوليدة وكانت بعنوان (يا مروح بالسلامة) كلمات محمود الحطاب، ألحان محمد الحماقي.
يا مصر يا أم التراب عنبر
قدم (إبراهيم عبدالشفيع) على مدى مشواره الذي بدأ وهو صبيا صغيرا هاويا عام 1947، عشرات من الأغنيات المتميزة التى يحفظها عشاق الغناء، خاصة (الجمهور السكندري) الذي يعشق صوته من هذه الأغنيات (مهر الحليوة، الطير الرمادي، جميل حليوة، العاشقين، يا أم البساط أخضر، يا أم التراب عنبر، الحياة مسرح كبير، بلدي الغالية، كلمتين، يا مرحبا، جهاد، يا دنيا وقعة، يا حلوة يا أم الطرحة، بلادي ليبيا وبلادي مصر، أسمر، حكاية بحار، عشق الملاح غية، يا أبو الخدود تفاحى)، فضلا عن عشرات المواويل الشعبية الجميلة.
لحن لكارم محمود، ورشدي، والعطار
كما لحن لعدد كبير من زملائه المطربين مثل كارم محمود (شال الحليوة)، محمد العزبي (اليوم الجديد)، ماهر العطار (طبع الأخ الأكبر)، محمد رشدي (سألوني يامصر) أحمد سامي (جمال الصبح في عينيا)، سمير الإسكندراني (اسبقوا الأيام)، عايدة الشاعر (زفة فرح)، ليلي نظمي (ماتحبش بعدنا)، إيمان الطوخي (يا حمام البرج ياطاير)، محمد ثروت (لعب الهوا، ونويت أحج وأزور)، أحمد إبراهيم (مع كل سحور، مستحيل)، عمر فتحى (بتغضبى ليه)، أحمد عدوية (ياتعبنى خليك على راحتك)، كما سجل أسطوانة مع المطربة الكبيرة حورية حسن، من إنتاج شركة صوت القاهرة كلمات محمد ياسين قاسم ألحان الموسيقار محمد عمر.
ولم يتوقف إنتاجه عند هذا فقد سجل أوبريت (أفراح بلدي) لتلفزيون القاهرة تأليف الشاعر الكبير فتحي قوره، ألحان الموسيقار فؤاد حلمي، وشاركه الغناء (أحمد سامي، وأحمد حمدي) إخراج عبد الهادي طه.
غنى لكبار الشعراء والملحنيين
على مدى مشوار (إبراهيم عبدالشفيع) غنى لكبار شعراء الأغنية المصرية مثل (عبدالفتاح مصطفى، فتحي قوره، أمين قاعود، عبدالرحيم منصور، سمير الطائر، محمد ذكي الملاح، عبد الله أحمد عبدالله، كمال عمار، إدوارد سليمان، صلاح محمد علي، مصطفي الشندويلي، محمد ياسين قاسم، حسيب غباشى، كمال عمار، سيف النصر محمد، عبد السلام بدر، سعد عبد الرحيم، عبد المنعم كاسب، وغني لكبار ملحنين مثل (محمود الشريف، فؤاد حلمي عبد العزيز محمود، جلال حرب، سامي الغندور، محمد عمر، محمد قابيل، محمد غنيم) وغيرهم.
مجلس نقابة المهن الموسيقية
شغل (إبراهيم عبد الشفيع) مناصب عديدة حيث كان عضواً بمجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية بالقاهرة ثلاث دورات، في فترة النقيب المايسترو الكبير (أحمد فؤاد حسن)، وعضواً بمجلس إدارة جمعية المؤلفين والملحنين والناشرين دورتين في فترة الموسيقار الكبير (محمد الموجي)، وكان عضواً لجنة الاستماع باتحاد الإذاعة والتلفزيون.
رحم الله إبراهيم عبدالشفيع الذي رحل بجسده لكن سيبقي صوته وأغنياته وألحانه على مدى السنين.