رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

علي عبد الرحمن يكتب : كلام أهل مصر !

بقلم الإعلامي : علي عبد الرحمن

المؤتمر الاقتصادي وماذا قدم، والحوار الوطني وماذا سيضيف، ومؤتمر المناخ وماذا سيعود علينا، وتحرير سعر الدولار وتبعاته، وعلاوة المعاشات وتأثيرها، ورفع حد الإعفاء الضريبي وما بعده؟، ثم أزمات الطعام والطاقة عالميا، وأزمات المنطقة إقليميا، وحواديت الداخل وهمومه، ثم دعوات الخروج، ومحاولات الدولة إمتصاص رد فعل معاناة الشعب اليوميه، وجهود أجهزة المعلومات، ومحاولات زرع الخوف، وتنامي الألسنة الخرساء، والخوف علي المناصب،  والفراغ الحزبي،وانعدام الرأي الآخر، والخوف من الغد،وعدم الرضا عن المعيشة، والخوف على مستقبل الأولاد، وتكرار رفع الاسعار، وعدم تسعير الخدمات الحكومية.

وأضف شحططة أهل مصر بأولادهم للحصول على فرصة أفضل للتعليم مابين روسيا وأوكرانيا وتركيا والاردن، ودفع مبالغ طائله نظير ذلك،وضعف المحتوي التعليمي والأخلاقي والديني والإعلامي والفني، وعدم إيجابية البحث العلمي مجتمعيا وغياب دور الدوله عن إنتاج دراما الدين والتاريخ والهوية، وضعف إعلامنا الإلكتروني ومحتواه، ودوامة الشائعات وحرب المنصات الرقمية ومستقبل الفن والإعلام، هذه بعضا مما يدور في عقل اهل مصر، ويتناقله المصريون في مكالماتهم وبيوتهم وعلي المقاهي وفي العمل، وذلك همسا أو تحدثا مع من يثقون فيه، وهذا ما تدونه أجهزة المعلومات في تقاريرها، ذلك كله هى هواجس وحواديت أهل بر مصر!!!

ماذا قدم المؤتمر الاقتصادي؟

ولقد تم تركهم عرضة لكل هذه الهواجس ولم يحنو عليهم أحد، ولم يطمأنهم أحد، ولم يبصرهم أحد، لا مسئول ولا إعلام!!!

لو أن كل وزارة أو هيئة، لو أن كل مسئول حسب موقعه، لو أن المتحدثين الرسميين أو المتحدثين الإعلاميين ووحدات الإعلام في كل وزارة أو هيئة، لو انهم قاموا بدورهم في إطلاع الجماهير على مايحدث أو شرحوا لهم أبعاد ما يتم أو أخلصوا لهم القول والتحليل، ولو أن نواب الشعب انتشروا بين أهالي دوائرهم كما فعلوا قبل وأثناء الانتخابات وشرحوا وفسروا ونقلوا للناس ماوراء الإنجاز وما خلف القرارات، ولو أن وسائل إعلامنا كانت مهنية، موضوعية، يقظة، منتشره في ربوع الوطن، ولو أنهم قدموا أفلاما وتنويهات وبرامج تشرح وتحلل وتطمأن أهل مصر.

لو أن ذلك حدث لما شعر أهل مصر بالقلق أو الخوف أو ترقب غدا بحذر أو تداول الشائعات التي تنتشر حين تنقص المعلومة وحين ينكمش الإعلام وحين يبعد عن الموضوعية والمهنية وحين يدير ظهره لمواطنيه، ولو أن حكومتنا وأجهزتها سمحت بالطيف السياسي أن يظهر وأفلت منها رأيا آخر، ولو أن أحزابنا فاعلة، ولو أن الرأي الآخر لايعني أبدا التخوين أو الإقصاء، لو أن ذلك حدث لما وصلنا إلي مانحن فيه من خوف وشك وترقب وعدم فهم مايحدث، ولما انتشرت بيننا الشائعات المتناقله لغياب الحقيقه من مصدرها.

ما جدوى الحوار الوطني؟!

ولعل هذه الحالة المجتمعية التي نعيشها، ولعل عقد المؤتمر الاقتصادي والحوار المجتمعي وانتشار الشائعات فرصة لمراجعة الذات ومراجعة لماذا نحن نعيش هذا المزاج المتقلب؟، ولماذا حالة عدم الرضا المجتمعي وفيما قصرنا وماهو الحل؟، ولعلنا نصل إلي وضع أيدينا على مصدر هذا القلق في المزاج الشعبي العام، ولعلنا نصل إلى أن الحقيقة هى الحل والمهنية هى الحل والخبرات هى الحل والتواصل الجماهيري هو الحل، عندها فقط سيقوم كل منا بدوره وسيعود لإعلامنا رشده وسيعود لشعبنا ثقته في حاضره وتفاؤله بمستقبله والثقة في إعلامه وستختفي الشائعات والدعوات وحالات القلق والتوتر.

عندها نعيش في (أم الدنيا) وندخل جمهوريتنا الجديدة وننعم بما تحقق من إنجازات ونكمل رسم ملامح الغد الأفضل ونهتف جميعا: تحيا مصر..آمين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.