* جوائز (الموركس دور) أصبح الجميع في حالة انتظار لها.
* شخصية (خالد) في مسلسل (ستيلتو) فيها مميزات تشبهني، وهى مميزات (ما في مشكلة)!
* بعد 12 عام سيتوقف قريبا عرض (آخر 15 ثانية) الذي يحكي مأساة مصطفى العقاد وابنته.
* (اعترافات بيتهوفن) تتحدث عن ما وراء الإبداعات الموسيقية في حياة (بيتهوفن) الشخصية والمشاكل التي مر بها كشخص.
* حتى الآن لم أوقع على عمل درامي لشهر رمضان القادم.
كتب : أحمد السماحي
بديع أبوشقرا، ممثل لبناني وكاتب، ثقافته وقود إبداعه، لايوافق على دور إلا إذا جعله يحلم، إذا لم يتحرك هذا الحلم أثناء القراءة يرفض النص المعروض عليه، لهذا يتعب جدا في تجسيد معظم أدواره نفسيا وبدنيا ويعطيها من قلبه وروحه الكثير.
وأبوشقرا يملك بين أصابعه أقواسا سحرية يعزف عليها أنغاما تجعلك تنسى نفسك فترقص، أو تتركك كوحش حبيس يريد أن يضرب رأسه في أربعة جدران، محاولا عبثا أن يجد نافذة من النور، أو غريق في بحر متلاطم الأمواج يفتش عن طوق نجاة.
قدم أدوار عديدة في السينما والمسرح والدراما كثير منها محفور في أذهان وعشاق الفن الراقي، من منا ينسى دوره المركب في شخصية (وليد) في مسلسل (خرزة زرقا)، و(أمير) في (للموت)، و(باسم) في (بردانة أنا)، و(جواد) في (في القلب)، و(يوسف) في (العميد)، وفي كل هذه الأدوار وغيرها مهما كبرت أو صغرت نجد أنه يملك موهبة تجعل من النهر الصغير محيطا لانهاية له بكثير من الصدق، والاقتصاد في الحركة، ودقة التعبير، مما جعله بالغ التأثير شديد الواقعية على نفوسنا، حيث يستغل كل إمكاناته الباهرة ليرسم لنا صورة إنسانية مؤثرة ونموذجا ينبض بالحياة لكل شخصياته التى يجسدها.
لا أعرف (أبوشقرا) على المستوى الشخصي لكني أشعر أنه يعيش بالشغف الذي يلازمه في كل أعماله، هذا الشغف هو سر تجدده ولمعانه وتوهجه، لهذا لم يكن مستغربا لي أو لغيري من المتابعين لفنه الراقي أن يحصل منذ أيام على جائزة (الموركس دور) كأفضل نجم عن دور (أمير) في مسلسل (للموت2).
(شهريار النجوم) دق باب النجم اللبناني الشاب وبارك له الجائزة وكانت هذه الدردشة سريعة الطلقات:
الموركس دور
في البداية أعرب (بديع أبوشقرا) عن سعادته البالغة بجائزة (الموركس دور) فالجوائز عامة تعني له الكثير لأنها نوع من التكريم يعطي للفنان دعم معنوي، وتوفيه جزء من تعبه، لأنهم يعملون في ظروف صعبة للغاية، وتأتي الجوائز وتشعرهم أن هناك شخص ما أو جهة ما تقدر هذا التعب، إن كان لجنة التحكيم أو القائمين على الجائزة أو الجمهور، والعاملين على (الموركس دور) يتعبون جدا ويشتغلون رغم كل الصعاب التى يعرفها الجميع الآن عن الوضع اللبناني، وكل هذا حتى يؤكدوا للجميع أنه يوجد حياة في لبنان وشكل ثقافي اجتماعي للعمل الفني.
وما يضاعف من سعادته أن جوائز (الموركس دور) أصبح الجميع في حالة انتظار لها، فالناس تنتظرها بفارغ الصبر ليروا تقدير الأعمال الفنية والفنانيين الذين يكرمون أو يحصلون على جوائز، خاصة وأن (الموركس دور) مستمرة من 22 عاما.
خالد وستيلتو
يجسد (أبو شقرا) هذه الأيام شخصية (الأستاذ خالد) في مسلسل (ستيلتو) الذي يعرض حاليا بنجاح كبير، هذا الدور الذي لعبه بحساسية فملئه نضجا وعمقا بتعبيراته العفوية وقدرته المذهلة على أن يعبرعن أدق أحاسيس الشخصية من خلال نظرة واحدة، أو تهدج صوت، أو من خلال عطاء متدفق ينسينا في انهماره كل ما عداه عن هذا الدور، قال (مجد) في مسلسل (مش أنا) : شخصية (الأستاذ خالد) ما (فينا) نقول معقدة، لكنها شخصية لديها وجهة نظر في الحياة مختلفة عن كل الشخصيات الموجودة في المسلسل فـ (خالد) هو الأساس الصلب الذي يعني الحقيقة.
ومما لا شك فيه أن دور (خالد) كان فيه صعوبة بالنسبة لي في التعامل معه، لأن ما عنده مجال للانفعال والحركة والتعبير المباشر بالمسلسل، لكن فيه صوته لأنه عمليا (الراوي) للأحداث، وأيضا هناك تواجده وحركته بين كل فريق عمل المسلسل من عمر 15 سنة إلى الحاضر والتنقل بينهم والمشاهدة والملاحظة والتدخل عندما يلزم التدخل.
وتابع: (كان صعب لعب هذه الشخصية التى تتميز بالهدوء وقلة الكلام لأن الانفعالات بالشخصيات تسهل للممثل إدائه، لكن الشخصية التى ليس لديها انفعالات يكون صعب تأديتها للممثل لأنها تكون موضوعة ضمن كادر معين.. مافيه.. يخرج منها، ورغم هذا شخصية (خالد) فيها مميزات تشبهني، وهي مميزات.. ما في مشكلة.. بمعنى هو مؤمن بأن كل شيئ هيظبط، ما ضروري مواجهه، ما ضروري نتحرك، ما ضروري الإنتقام، خلي كل واحد يعيش متل ما بدو بهدوء، ما بيحرز الإنسان ينفعل ويوتر حياته في سبيل اللي عم بيصير، لأن اللي عم بيصير بالنسبة له شيئ سخيف، لهذا يرفع شعار دعونا نعيش حياتنا وما نهتم ولا نكترث بهذه المضايقات التى تحدث، لأننا لو لم نلتفت إليها سنكون أقوى بهذه الطريقة، وهكذا تكون المواجهة، صحيح مواجههة سلبية لكن أقوى وتعطي نتيجة أفضل).
آخر 15 ثانية
صرح (جود) في مسلسل (جود): أن هناك مشاريع فنية درامية تدرس، لكن صعب يحكي عنها حاليا لأنه لم يوقع عليها، وفي انتظار جواب نهائي عنها، وهو الآن متفرغ للمسرح حيث ما زال يشارك في العرض المسرحي الكندي (the last 15 seconds) أو (أخر 15 ثانية)، والذي عرض مؤخرا في القاهرة على مسرح السلام، وفي الأسكندرية على خشبة مسرح (مكتبة الإسكندرية)، ضمن فعاليات المسرح التجريبي الأخير.
وعرض أيضا في المغرب بجامعة الحسن الثاني، وفي تونس على مسرح الحمراء، وتوجد عروض قادمة في كندا، وستكون هذه العروض هي الأخيرة، لهذا العرض الذي يعرض من 12 عاما.
العرض تدور أحداثه حول استشهاد المخرج السوري (مصطفى العقاد) وابنته (ريما) خلال سلسلة من الهجمات المنسقة التي استهدفت ثلاث فنادق بارزة في العاصمة الأردنية عمان عام 2005، وباستخدام الحركة والرقص والفيديو والغناء والنص، يبني العمل حوارا جسديا ولفظيا متخيلا بين مصطفى العقاد، ورواد جاسم محمد عابد، الانتحاري الذي نفذ التفجير وقتل العقاد، وينظر العمل أيضا إلى الحياة المتخيلة وذكريات كل من الضحية وقاتله أثناء زيارتهم مرة أخرى حياة بعضهم البعض بعد لقائهم المميت.
اعترافات بيتهوفن
أضاف (بديع أبوشقرا): ولدي عرض آخرهو (اعترافات بيتهوفن) الذي عرض بنجاح في بيروت على مسرح (مونو – الأَشرفية) ولاقى رواجا كبيرا، وسينتقلوا بهذا العرض في جولة حول بعض الدول العربية مثل أبوظبي، وبعض الدول الأجنبية.
و(اعترافات بيتهوفن) كتاب باللغة الفرنسية للكاتب اللبناني الفرنكوفوني (أَلكسندر نجار)، وصاغه بالعربية الشاعر (هنري زغيب) وتتحدث المسرحية عن ما وراء الإبداعات الموسيقية في حياة (بيتهوفن) الشخصية والمشاكل التي مر بها كشخص، وحالة عدم التوازن في حياته، ومشاكله مع ابن شقيقه الذي حاول الانتحار، وعلاقته مع الجمهور، فضلا عن مشاكله الأساسية مع (نابليون بونابرت) الذي كان بالنسبة له رمزا للتغيير والثورة ولكن بعدما أعلن نفسه امبراطورا خاب أمله وظنه به.