حجاج أدول يكتب : جائزة ساويرس مسروقة من (درع بلاطة) !
بقلم الأديب الكبير : حجاج أدول
وللتأكيد على جدعنة أعضاء حزب بلاطة، أنهم في العام التالي لمنحي درع بلاطة، جمعوا كام جنيه عشان يجيبوا بلاطة غالية من نوع البورسلين، ويشتروا شوية ألوان وفرشتين، ويخلوا العضو الفنان (ماهر) المختص بالتزوير والتزويق والتوثيق، يخلوه يرسم لهم البلاطة البورسلين باسم اللي حيتم اختياره أديب عام 1997، لغاية كده والأمور ماشية عال.
التلاتة اللي معاهم الكام جنيه، بمحض الصدفة عدوا أمام بار (الشيخ علي) وهذا الاسم اسم شهرة، فاسمه الحقيقي (كاب دور)، مثل اسم بار وسط البلد بالقاهرة، فالذين أنشأوه أجانب، والبار في المنطقة السياحية السكندرية (محطة الرمل) في بيت من البيوت العتيقة والراسخة في نفس الوقت، بني أيام ما كانت إسكندرية ماريا وترابها زعفران، وفي ذاك العز كانت الإسكندرية تنتج أنواع متنوعة من الخمور الشهيرة، ورصده الشاعر محمود خير الله في كتاب له عن المقاهي والبارات، كنت امتلك نسخة قبل أن يسرقها أحد أعضاء حزب بلاطة القدامى، وللعلم هذا البار يحتاج مقالة كبيرة من رواده، فقد قاوم الإغلاق التعسفي خلال نهايات السبعينيات من القرين الماضي والثمانينيات أيضا.
المهم نرجع مرجوعنا.. التلاتة البلاطيين عدو قدام بار الشيخ علي، بالصدفة بدون أي تدبير منزلي، وزت لهم جدعنتهم البلاطية أمرا، دخلوا البار وكربعوا ما استطاعت جنيهاتهم القليلة أن تشتريه من مشروبات الإنعاش، ولما انتهى ما يمتكلون من البنكنوت استكملوا الكربعة بالمبلغ المخصص للبلاطة البورسلين!، وعادوا بكل ألاطة يبلغون أعضاء بلاطة بما حدث، سامحتهم بلاطة بناء على لائحتهم في بندها الأول الذي يقول بالمفتشر: (من حق العضو أن يبيع القضية، و يعتبر عائد بيع القضايا من ضمن الموارد الأساسية للحزب)، وكان تفسير الذي باعوا فكرة البلاطة الثانية، وشربوا بها ما يسعدهم، أن بيع القضية عامة ينسحب على بيع أي شيء وإن كان بلاطة الإهداء السنوية.
وبناء على انهيار ميزانية الدرع في بورصة الشيخ علي ألغوا درع التكريم لسنة 1997، وبعد 1997 كانت فكرة جوائز دروع بلاطة قد شاخت فأعضاء حزب بلاطة مثل بقية أهل مصر شيمتهم النسيان! (الله يرحم كبيرنا نجيب محفوظ!)، ومن سلبيات حزب بلاطة وأمثاله أن عمره قصير، وبتلاشيه.. فقدت الإسكندرية عطاء أدبيا إيجابيا منعشا، وضاعت عليها قوى من أهم قواها الناعمة.
وللعلم درع بلاطة كان له السبق في إنشاء الجوائز الثقافية التابعة للقطاع الخاص، فقد انطلقوا عام 1996 وكانت جائزة ساويرس عام 2005!، وهذا يبين أن فكرة جائزة ساويرس مسروقة من جائزة درع بلاطة، والذي يؤكد هذا الاستنتاج الفهلوي أن (أدّول) هو أول وآخر من فاز بجائزة درع بلاطة عام 1996، وهو نفسه الذي فاز في أول نسخة من جائزة ساويرس عام 2005!، أما الفرق بين الجائزتين: أن جائزة ساويرس منبعها بيت مالي، والجائزة يصاحبها مبلغ مالي معتبر، أما جائزة حزب بلاطة فهي من نشيد (وأنا مالي يابوي وأنا مالي) للعظيم محمد عبد المطلب، أي ولا مليم تصاحب الجائزة، بل الفائز بها هو الذي يعزم الأعضاء على الغذاء على حسابه، ويشربهم الشاي السادة ليحبسوا ما لهفوه من طعام، ثم الشاي النوبي مع ما تيسر من الحلويات البيتية صناعة هدى أدّولة زوجتي.