بقلم الفنان التشكيلي الكبير : حسين نوح
أصبح التواجد على شبكات التباعد الاجتماعي عند البعض إدمان فهو يجد نفسه يغرد بما يحلو له دون رقيب أو كنترول وكثيراً ما يجد البعض منهم جموع تتابع تجلياته واجتهداته وإضافاته يزيد من التواجد، ويأتي بكل غريب وعجيب ليزداد عدد متابعينه فيتابع الحوادث ويتفنن في إضافة توابل سخونة المواقف، ويزايد ويضيف والنتيجه زيادة المتابعه من الطيبين وزيادة اللينك والشير مما يزيد من حماس المدعي والعالم ببواطن الأمور فينطلق مجتهداً مجودآً.
خطورة تلك الممارسات أنها تتجاوز كل الخطوط الحمراء فهي بلا أي كنترول ولا رقيب وقد يزداد حماس النشيط فيدخل في موضوعات اقتصادية وسياسية وافتكاسات تتحول إلى خطر على العقل الجمعي وشباب مدمني النميمة على شبكات التباعد، وحبذا لو الموضوعات تبدأ من حوادث لفتيات وأخبار عن كرة القدم أو أخبار لبعض الفنانين والتي تجذب كثيراً من سلاطين النميمة، فتجد شباب صغير ساذج وضع كاميرا وأخذ يتحدث عن حوادث وأخبار ويرفع ذلك على اليوتيوب ويتابعه شباب الطيبين.
ولفت نظري شاب منكوش الشعر ثقيل الظل لا يتجاوز سنه السابعة عشر أجرودي شبه مخنث مراهق عقلاً ويتحدث منفعلاً في السياسه وعن الجيش المصري ويقدم النصائح، وأن الخراب قادم والمؤامرات تحاك ويأتي الطحلب ببيانات لا توجد في أي من مراكز الأبحاث ولا أي مخابرات لدول ولكنه المتحذلق الفاهم ويصرخ، والعجيب أن كثير من متابعيه يقذفونه بالسب ويشككون في رجولته وأنا احد من يطالبونه دائماً أن يجلس في التلج حتي يختفي الحرقان، هذا الشخص اللزج متواجد في كل الأوقات ومتخصص في سب وقذف الجيش المصري والدولة المصرية، هذا المراهق يعيش في خارج مصر وأعتقد إنه ابن أحد الخرفان المحبوسة أو التي تنتظر الإعدام عن استحقاق.
ما هذا الغل والحقد والسواد؟، لا أجد إلا الحرقان الذي أصاب الخرفان بعد فشلهم السريع في الاستيلاء على دولة عريقه بها محبين وعقلاء وكبار وجيش هو الدرع والسيف، والنتيجة لقد عاد الإخوان والقتلة والخونة إلى السجون مكانهم الذي اعتادو عليه والبعض منهم هرب متنكرآً إما في ملابس النساء أو بتغيير ملامحة كما فعل صفوة، ولكن عبثاً فالشرطه المصريه قبضت عليه وسمعناه جميعاً وهو يتبرأ من الإخوان ويتصرف بكل جبن وخسة وعدم رجولة، وهرب البعض إلى الدول المجاورة ليحاول أن ينعق في وسائل الإعلام ويظهر سواد قلبه وحقده على الدولة التي عاش وتربي من خيراتها، ومازال البعض منهم يتنقل من دولة لأخرلى، وأحدهم يجلس في إحدى شوارع نيويورك وفقط يسب ويلعن وأحيانأ يضرب من بعض الشرفاء، وأحيانا أخري يقبض عليه من الشرطه ويعود ليستقبل الضرب على قفاه ويهلل كالمجنون.
إنه الحرقان هولاء ياساده ويا أبنائي بقايا المحاولة البائسة للخرفان، إنهم يحترقون بنار الفشل وأن الشعب الواعي العريق برجاله نساؤه تخلصوا منهم ومن أفكارهم المرتدة وأطماعهم التي لم ولن تتحقق في مصر وبالتالي في كثير من الدول العربية، وعليه فسنجد دائما لهم بقايا أبناء أو أحفاد كالمراهق المشعوذ الشعر والمملوء حقد يحاول علي الشبكات وبعض الهاربين، يحاولون كذباً ولكن عبثا مصر أكبر بكثير من خرفان الطمع والسبوبة.
أتمني أن يدرك الشباب إنهم لن يتوقفوا عن المحاولات المندسة علي شبكات التباعد أو في أي تجمعات شبابية أو طلابية فعلينا اليقظه والحذر، فالحرقان من الهزيمة مشتعل يزعجني أن تتسابق بعض القنوات في أخذ الموضوعات من شبكات التباعد بحثاً ساذجاً عن ترند فأجد أخبار رجل ضرب زوجته أو سيدة ضربت حماتها أو يفتح الإعلام بعض القنوات الساذجة لنوع من نجوم الصدف وكائنات (الترند) التي تنطلق من شبكات التباعد، وفجأه تظهر في الإعلام وتتحدث وتجيب علي أسئله ساذجة وتأتي بإجابات حمقاء.
كيف بالله عليكم فالفنان قدوة ويجب أن يتم اختيار المتحدثين بدقة ووعي، وأذكركم بضيوف (أوبرا وينفري، ولاري كينج وديفد لترمان) وكيف يتحدث النجوم ومدى ثقافتهم، فحين استمعت لـ (باربارا سترايسند) وكيف تختار قضايا تتحدث عنها وتختار كلمات أغانيها وكيف تدعو للإنسانية أن تتصالح رغم أنها يهودية الديانة، لكنها تدرك بوعي أن الإنسانيه قبل الأديان اختيار من يتحدث للناس بمختلف درجات وعيها يحتاج إلى دقة في الاختيار، فمن يظهر في الإعلام من سذج هو كمعلم يظهر للبعض في الأقاليم ومحدودي التعليم والثقافة.
وأتذكر مثل مهم انجليزي يقول: (خطأ الطبيب يدفن تحت الأرض وخطأ المهندس يقع علي الأرض وخطأ المعلم يسير علي الأرض، إنها قيمة الكلمه والمعرفة ولمن تقال، لا يجوز أن يكون مصدر الإعلام للموضوعات هوشبكات التباعد واليوتيوب فكثيرون مندسين كارهين يبحثون عن منفث لصب سمومهم، إنها دعوة للإعلام أن ينتبه فنحن في مرحلة شديدة الخطوره من حروب أتت بمشاكل اقتصاديه وأوبئة ساعدت على التباعد وكثير من المخاوف من تقلبات المناخ، فهل لنا أن نتعظ ونحافظ علي مصر الغالية من الأطماع وننظر حولنا لنشاهد ماذا يحدث لدول كانت كبيرة وأصبح كثير من أبنائها يعيشون لاجئون، وكثيرا منهم في خيام وسط التلج والصقيع؟
مصر وسط كل الأحداث تنطلق ويحرسها جيش ومحبين عقلاء عليهم أن يدركوا خطورة المرحلة فالعالم في حراك غير معلوم التوابع، وعلينا أن ننتبه ونحافظ على مصر الغاليه التي تنطلق وتستحق.