موفق بهجت يخص (شهريار النجوم ) بقصة حبه وزواجه من ميرفت أمين (1 /2)
* عندما شاهدت ميرفت أمين لأول مرة لم أعرفها وأعجبت بصديقتها أكثر منها!
* ميرفت أمين اقتحمت الكواليس وطلبت بجرأة رقم تليفون منزلي!
* عندما تعرفت على ميرفت كانت تعيش أسوأ مرحلة فنية في حياتها ويطاردها النحس.
* طوال زواجي من ميرفت أمين لم أرى لها أهلا ولم يزورها أحد من أهلها.
كتب : أحمد السماحي
أغلب قصص الحب في الوسط الفني تشبه الثمار التى ينضجها السماد الكيميائي بسرعة، تأخذ حجما أكبر من الحجم المعتاد، ولونا أزهى من المألوف، ولكنها للأسف تكون سريعة العطب، قصيرة العمر، قليلة الحلاوة، وهذه الأوصاف تنطبق أكثر ما تنطبق على قصة الحب التى نمت وترعرعت وانتهت في أقل من 20 شهرا بين النجمة (ميرفت أمين)، وصوت البهجة والغربة المتفائلة المطرب السوري (موفق بهجت).
رغم أنه نذر نفسه للفن والغناء عندما نزل مصر بدعوة من أحد متعهدي الحفلات، وإذاعة صوت العرب، لكن تيار صاعق سرى في عروق (موفق بهجت) عندما لمس راحة يده كف يد (ميرفت أمين) تبادلا نظرة لم يعرف عشاق العالم كم كانت حلوة، وكانت الطريق الذي افتتح رحلة الحب الكبير بين الشابين الصغيرين، ومسرح (رمسيس) الذي كان يغني فيه (موفق) شهد هذه اللحظة، وسجلها، وكتب مولدها، ورهبة المكان تضاعفت، وانخلع قلب المطرب الشاب عندما جذبت (ميرفت) يدها من يده في رقة مثيرة، وقتها دق قلب (صوت البهجة) ونسى المكان والزمان، وكأن الأرض انشقت ولم يبق فوقها من المخلوقات غير (موفق وميرفت).
الشيئ الذي خشيت منه (ميرفت) يومها أن يسمع الناس دقات قلبها، والشيئ الذي خشي منه (موفق) أن يتورط من جديد في الحب!، وعندما طلبت الفاتنة الجديدة في جرأة تحسد عليها رقم تليفون منزله! قبل أن تغادر المكان أصاب الرعب لسان (موفق) الذي تلعثم أمام الجمال، وكأنه فقد النطق فجأة.. حالة مفضوحة لحب صرع الشاب الآمن.
ونسى المطرب القادم من بلد الياسمين من حوله وانشغلت عيونه بموكب الجمال بعد أن مضت الشقراء (ميرفت أمين) وصديقتها السمراء (رجاء صادق) خطوات خارج المسرح، وفي الليل وبعد عودته من عمله رن تليفون المنزل وكانت المتحدثة (ميرفت) وسألته بأنوثة ودلال بتحب تسهر؟ّ قال لها: طبعا فأعطت له عنوان إحدى الشقق، وكانت البداية لقصة غرام قصيرة جدا لكنها ملتهبة جدا.
أحببنا في هذه الحلقة، والحلقة القادمة من باب (غرام النجوم) أن يكون مطربنا السوري الكبير (موفق بهجت) هو الراوي حتى نؤمن أنفسنا من المشاكل التى يمكن أن تحدث لأننا نؤمن بالمثل القائل (أهل مكة أدرى بشعابها) فسألناه وجاوب وكان هذا الحوار العاطفي الساخن جدا:
* ماهي ظروف تعارفك وزواجك من النجمة (ميرفت أمين)؟
** في نهاية الستينات كنت قد حققت شهرة كبيرة جدا في لبنان وسوريا وكل الدول المجاورة لهما، من خلال الأغنيات التي قدمتها في هذا الوقت مثل (وابواري رايح رايح، وابواري جاي، ع الأوف مشعل، عشقت في الأندلسية، يا صبحة هاتي الصينية) وغيرها، لكن كان ينقصني أن تراني الشمس أو هوليود الشرق (مصر)، وأثناء ذلك جاءتني دعوة من أحد متعهدي الحفلات صاحب ملهى (رمسيس) للغناء في ملهاه، وطرت من السعادة.
ونزلت مصر وأنا سعيد للغاية، ففوجئت بأن هذا المتعهد عمل دعاية كبيرة جدا للحفل الذي سأغني فيه في ملهاه، وقام بعزومة عدد كبير من أهل الفن سواء مخرجين أو منتجين أو نجوم سينما، فضلا عن بعض الصحافيين، هذا غير الصور الكبيرة جدا التى وضعها لي وملأ بها المكان، وبين الأغنية والأخرى وأثناء عزف الفرقة كنت أتتطلع في المكان فأجد (علي بدرخان وزوجته النجمة الأسطورة سعاد حسني)، وأتطلع يمينا أجد المنتج (ممدوح الليثي)، وأتطلع شمالا أجد نجوم الصحافة والإذاعيين.
وأثناء ذلك لفت نظري شابتين على درجة كبيرة جدا من الجمال، واحدة شقراء، والثانية سمراء، يجلسان بمفردهما، فلفتت السمراء إنتباهي بقوة، وتمنيت أن أتعرف عليها، ولم أتصور ولم يخطر في ذهني أن الله سبحانه وتعالي كأنه سمع دقات قلبي، واستجاب ففوجئت بعد إنتهاء فقرتي بالفتاة الشقراء تصطحب صديقتها السمراء وتقتحم الكواليس وتعرفني بنفسها، وتطلب بجرأة مني رقم تليفون منزلي!.
وعندما قلت للمساعد الخاص بي الذي يساعدني في إرتداء الملابس (هات ورقة وقلم) قالت لي بتذمر ممزوج بالفكاهه والسخرية: (لسه هننتظر ورقة وقلم، وسط الضجة والمصورين والصحافيين اللي حواليك، قولي رقمك بسرعة وأنا هحفظه) فأعطيتها الرقم وأنا في دهشة من جرأتها، فسألتها عن إسمها حيث لم أسمعه جيدا عندما نطقت به أول مرة بسبب (الدوشة) التى كانت حولي، ففتحت صديقتها فمها استغرابا وقالت لي: (متعرفش ميرفت أمين؟!، بطلة فيلم أبي فوق الشجرة، أمام عبدالحليم حافظ) قلت لها بصدق: (للأسف لا أعرفها لأنني لم أشاهد الفيلم أصلا!).
وكانت (ميرفت) في هذا الوقت تجلس في البيت ولا تعمل، حيث أصابها نحس بعد النجاح الكبير الذي حققته في فيلم (أبي فوق الشجرة) فلم يتعاقد معها أحد، وكانت قبله لم تقدم سوى فيلمين لم يحققا أي نجاح يذكر هما (نفوس حائرة) مع أحمد مظهر، و(القضية) مع حسن يوسف، ويومها سألت صديقتها السمراء وأنتي يا حلوة إسمك إيه؟ ردت : رجاء صادق!.
ويضيف مطربنا الكبير: في الليل وبعد الساعة الثانية صباحا فوجئت بتليفون منزلي يرن، وكانت المتحدثة على الخط الثاني ميرفت أمين قالت لي ببساطة وعفوية: (بتحب السهر؟)، قلت لها: (طبعا)، قالت لي: (طب إلبس وتعال)، وأعطتني عنوان إحدى الشقق، وبالفعل ارتديت ملابسي على عجل، وأخذت الجيتار معي، وركبت تاكسي وذهبت للعنوان، فوجدت مجموعة من الشباب في مثل عمرنا، وعرفتني على الموجودين و(شالت بسرعة الكلفة من بيننا) يومها غنيت، وهى رقصت، وسهرنا للصباح.
ويبدو أن وجهي كان (حلوا عليها) حيث سافرت بعد سهرتنا لمدة أسبوعين إلى بيروت للاشتراك في بطولة أحد الأفلام، وأثناء غيابها كان الحفل الذي أحييته في ملهى (رمسيس) أحدث ضجة، وبدأت الصحافة تكتب عن وجودي في القاهرة، وفوجئت بالإذاعي الكبير (جلال معوض) يطلبني للغناء في حفل من حفلات أضواء المدينة مع (شادية، وفايزة أحمد، وأحد المنولوجستات، وراقصة)، ووجدت مذيعي الإذاعة سواء (صوت العرب، أو البرنامج العام، أو الشرق الأوسط) يطلبونني لأتحدث وأغني في الإذاعة.
وبعد عودة (ميرفت) من بيروت وجدت اسمي على كل لسان في القاهرة، حيث كنت أنتقل من نجاح إلى نجاح، وفي أحد الأيام فوجئت بجرس شقتي في شارع (شجرة الدر) بالزمالك يدق، وكانت الواقفة على الباب الفاتنة (ميرفت أمين) أخذتها بالأحضان واستقبلتها بحب وسعادة ، وربطت بيننا صداقة وطيدة، وبعد شهور طلب مني بعض الأصدقاء الزواج منها حتى نعيش في أمن وأمان واستقرار، بعيدا عن مؤمرات بعض الناس التى يمكن أن تستغل إقامتها عند شاب سوري مغترب بشكل خاطئ!.
ووافقت على الزواج لكني وضعت شرطا وكنت أتمنى أن ترفض هذا الشرط لأجدد مبررا أقنع نفسي بالهروب من هذا المأزق العاطفي الخطير، حيث حددت شرطي قائلا : لي شرط للزواج أن لا يعرف أحد أننا تزوجنا لأنني أريد أن يبقى هذا الزواج سرا، ولا ينشر في الصحف لا تلميحا ولا تصريحا حفاظا على زوجتي السورية وأم ابني.
* مطربنا الكبير استوقف سردك لحظة حتى استفسر منك عن شيئ حيث ظهرت الفنانة الكبيرة (ميرفت أمين) في أحد البرامج وذكرت أنها عندما عرضت زواجها منك على والديها، عارضوها معارضة شديدة، كما عانت من غضبهما، ولكنها صممت على قرارها، قائلة: صممت على خوض التجربة، دون أن أستمع لـ أحد، ولكني دفعت ثمن عنادي؟!
** الحقيقة ليس لدي علم بما ذكرته السيدة الجميلة (ميرفت أمين) لأنني عندما تزوجتها كانت تعيش في شقة بسيطة في وسط البلد مع صديقتها الفنانة (رجاء صادق)، بعيدا عن أهلها، ولم أرى لها أهلا ولا ناس طوال فترة زواجنا! وكانت تعيش أسوأ فترة في حياتها الفنية حيث لا يطلبها أحد للعمل في السينما، ولم يثمر نجاح فيلم (أبي فوق الشجرة) عن تعاقدات أخرى، وفي الوقت الذي كانت تعاني فيه من قلة الشغل كنت أنا في حالة عمل دائم!.
* ذكرت أيضا نجمتنا (ميرفت أمين) في نفس البرنامج إنها ندمت على زواجها منك؟
** ليه الندم، والتجني! كنا شباب وعشنا مع بعض أحلى الفترات، وعشنا حياة مليئة بالحب والحنان والعاطفة الجياشة، واستمتعنا سويا بالعلاقة الزوجية، والسؤال الموجه إلى هذه الدمية الجميلة هل تندمين أيضا يا سيدتي على أزواجك الأخرين الذين ارتبطتي بهم؟!.
………………………………………………………………
في الحلقة القادمة
* موفق بهجت يفجر العديد من المفاجآت: ميرفت أمين حاولت الانتحار مرتين بسببي، وحملت مني وطلبت منها الإجهاض لعدم رغبتي في أولاد منها!