بقلم : محمد شمروخ
أتفق تماما مع رؤية الصديق محمد صلاح الزهار الكاتب الصحفي بأخبار اليوم، التى عبر عنها بشكل ساخر في بوست موجز على صفحته على موقع فيسبوك، تعليقا على ما دار بشأن إدمان الفنانة شيرين عبد الوهاب على تعاطى المخدرات وعلاجها من هذا الإدمان.
فقد اتفقنا في العموم، على أن المخدرات والإدمان ظاهرتان منتشرتان في الوسط الفنى كأى وسط في المجتمع، ولكن خصوصيته تزيد عن بقية الأوساط، بسبب اعتقاد يسرى بين كثير من أعضاء الوسط الفنى سريان النار في الهشيم، بربط الفن والإبداع بالمخدرات بدافع التحرر من القيود التقليدية التى يجب أن ينفلت منها الفنان.
وشيرين ليست ظاهرة متفردة ولا شاذة، فمسألة تعاطيها المخدرات ليست بالسرية ولا بالغريبة، فهناك من هم وهن أشهر وأشرس منها في تعاطى المخدرات!
كما أن – ومن هنا الكلام مسئوليتى وحدى جنائيا ومدنيا – تعاطى أو إدمان شيرين وغير شيرين من الوسط الفنى أو غير الوسط الفنى ليس مرتبطا بالظروف النفسية السيئة والمرور باضطرابات نفسية أو مشكلات اجتماعية، إلا لو أردنا أن نمارس الهواية المملة في الضحك على أنفسنا!
بل إن هناك بعض الدول المعروفة بالإنتاج الجيد من الحشيش، يتسابق إليها الفنانون مع كل زيارة لحضور مناسبة فنية أو غير فنية، وقد تسبب ذلك في بعض المشاكل، ولكن لتقدير سلطات تلك البلاد للفنانين المصريين وحب شعوبها وحكامها لهم كان يتم التغاضي عن كثير من الوقائع المحرجة، بل وزيادة على التغاضي كان الكرم الحاتمى المعروف به بعض هذه الدول يدفعهم لجلب أرقى أنواع من الحشيش والأفيون يندر أن تتسلل إلى السوق المصرية!
لكن لو جيت للحق: فالإدمان الحقيقي في قصة شيرين الأخيرة، لم يكن إدمان حشيش ولا هيرويين ولا ماكس، بل كان إدمانا للتفاهة على تعاطى تلك الأخبار وجعلها حديث الساعة.
كما أن هناك اتجاها مريبا ومحاولة خبيثة لتقديم المدمن إلى المجتمع على أنه – يا عيني عليه ضحية ظروف – وهذه دعاية شيطانية تزين الإدمان وتبرر وجوده، بل وربما تهدف للدعاية لها ولا يكسب منها إلا تجار المخدرات المعتمدين في قيد الموردين!
فاللعبة الخبيثة هى تقديم صاحب السلوك المذموم أخلاقيا على أنه (ضحية).. وتلك (الضحينة) تجعلنا نمصص الشفاه ثم نتغاضي عن السلوك المشين اكتفاءً بالمصمصة دون تجاوزها لأى إجراءات أخرى ومواقف مختلفة كان من الواجب اتخاذها حيال هذه المهازل.
ومهما كان من مبررات يسوقها البعض لتعاطى المخدرات، إلا أن تعاطىها لم يزل سلوكا مشينا، حتى لو تباهينا بها في الدوائر الضيقة للصداقة، حتى لو بررناها بأى تبريرات فنية وإبداعية، حتى لو اعتبرناها ممارسة للحرية الخاصة أو وسيلة للترفيه.
فلا المخدرات مدعاة للتباهى سرا أو علنا، ولا يمكن تبرير تعاطيها بالفن ولا الإبداع، ولا كان إدمانها ممارسة للحرية.
فعند درجة معينة من التعاطى يصبح التباهى كذبا والتبرير وهما والحرية خداعا!
فما استعبد الإنسان شيء قدر إدمان المخدرات ولعلك ترى المدمن أو حتى المتعاطى كيف يصبح عبدا ذليلا للهفة على تناول جرعته التى اعتادها أو أدمنها، حتى أنه يبذل (كل شيء وأى شيء) من أجل الحصول عليها!.
بس سيبك من هذا كله.. واسأل معى سؤال كل مرة: ما هذه التصرفات التي تفاجئنا بها الفنانة المحبوبة شيرين كل فترة؟!
ثم إنه لماذا كل هذا الاهتمام بشئون شيرين ما بين خلافاتها مع طليقها وحلق شعرها ومحاضر وقضايا وتصريحات مستفزة وفلتات لسان تورطها في مشكلات وأزمات هى في أشد الغنى عنها؟!
هل نبررلها كل ما سبق لأنها فنانة محبوبة وطيبة وصاحبة صوت مميز؟!
لا ورب الكعبة.. بل كان كل هذا أدعى أن تحترم شيرين ومن حولها هذه النعم المتوالية التى هبطت عليها من السماء منذ أيام (آه يا ليل) حيث ارتقت للعنان بسرعة الصاروخ الباليستى، من مطربة شعبية مغمورة لا تحلم بفقرة غنائية في كازينو الأندلس (قبل هدمه طبعا) إلى نجمة غناء تتهافت عليها شركات الإنتاج ومتعهدوا الحفلات محليا وعربيا وعالميا، ثم ثبتت مكانها بين نجوم السوبر وسلكت طريقها إلى الميجا، ثم استعدت لتكون أيقونة (كما ذهب لذلك طليقها في حواره الليلة الماضية مع الإعلامى عمرو أديب المهتم والمتعاطف بشكل مذهل مع كل حكاية لشيرين).
لكن فيما يبدو أن فنانتنا المحبوبة لم تتمكن أن تملأ هذه الفراغات ما بين تلك المراحل ما بين حياتها الفنية والشخصية، فهى فيما يبدو هشة النفسية، سهلة الانكسار، مندفعة التصرفات، فلابد إذن من قبل إدمان المخدرات، أن تصير حديث الناس وتفتح بيدها الأبواب للتدخل في أدق خصوصياتها وتنتشي بذلك كنشوة تناول المخدر، وجميعها مع الأسف حكايات لا ترقى لأن تكون حديثا في صالون منزل دون أن يتهم الجالسون أنفسهم بالتفاهة والتسطح، ما لم يكن الهزل والتسلية هما المقصد من الحوار!.
وانتهت المشاهد الهزلية بشيرين نزيلة مصحة لعلاج الإدمان!..
وتظهر المأساة ويتم تبادل الاتهامات بين أطراف عدة ونمعن في الصورة التضحانية لشيرين لتبرير إدمانها الذي (اضطرت إليه اضطرارا).
ولكن فضك من كل الذي مضي وكأنه لم يكن.. وركز معى فيما سيأتى إمعانا منى في الرغبة في الخوض في العمق، فلنسأل أسئلة قد تبدو بعيدة عن الموضوع ولكنها في صميم الموضوع!
كما قد تبدو هزلية ولكنها (وحياتك عندى) في قمة الجدية بل والخطورة:
أول سؤال: ما هو نوع المخدر الذي تدمنه شيرين مؤخرا؟!
ثانى سؤال: هل هو مخدر طبيعى أم تخليقي أم كيماوى أم تراه من مخدرات الجيل الرابع من المكيفات؟!
ثالث سؤال: من هو المصدر الذي وفر المخدرات المطلوبة، لاسيما أنها ستكون على درجة عالية من النقاء وبدون غش لأهمية وقدر الزبونة؟!
رابع سؤال: من هو الديلر؟!
وهذه الأسئلة الأربعة هى أهم ما في الموضوع.. فقط لو أردنا أن نحول القضية من قضية شخصية تصلح لثرثرة الصالونات إلى قضية عامة على درجة من الأهمية بصفة المخدرات في الأساس قضية تمس الأمن القومى للبلاد، فالديلر الذي يقوم بتوصيل المخدرات لمنزل السيدة شيرين لم يحضر المخدرات من كارفور ولا من أولاد رجب، بل خضعت عمليتا الجلب والنقل قبل عمليتى الانتقاء ونقل المخدر لإجراءات عالية الدقة وراءها ما وراءها، لكن ليس لشيرين وحدها، بل لكل رموز الوسط المشهورين بالمزاج العالي!.
هههههههههههههههههههه.. ربنا يسامحك يا صلاح يا زهار.. طول عمرك من أيام ما كنا بنشتغل مع بعض في الحوادث وأنت سبب توريطى في مثل هذه الأسئلة وتطلع أنت براءة؟!