بقلم : محمد حبوشة
يجب على الممثل أن يحرك خياله الإبداعي، وألا يسمح لنفسه بأن (يخر مغشياً عليه) كلما فُوجئ بشيء أو صدم به! فهل يعقل أن ينحني – بنفس الطريقة – كلما أراد التعبير عن الاحترام لأسياده، أو أن يركع على ركبة واحدة ويقدم وردة حمراء، كلما أراد البوح بالحب مثلا، أو أن (يبحلق) أو يزأر أو يبكي أو يتأتئ أو يتألم أو يغضب، كما يفعل أشباه الممثلين، في المسارح والأفلام والمسلسلات التلفزيونية الهابطة!، قد يضطر إلى ذلك في بعض الأعمال (التاريخية، مثلا) التي يفرضها الظرف المعطى أو البيئة التاريخية، لكن، ثمة في حياة الناس، نماذج إنسانية لا نهاية لها، ولكل نموذج طابعه الخاص، ويستطيع الممثل الموهوب؛ بل يتوجب عليه، أن يضيف أفعالا وحالات إنسانية جديدة، يقدمها بشكل أفضل وأصدق وأعمق؛ إذا حاول البحث عنها في الواقع أو في خزان ذاكرته الانفعالية، كي يعيد إنتاجها من جديد.
وضيفنا في باب (بروفايل) لهذا الأسبوع الفنان التونسي القدير (فتحي الهداوي هو واحد من الممثلين الموهوبين، وهو ما ينعكس بالضرورة على وعيه في أن يضيف أفعالا وحالات إنسانية جديدة، يقدمها بشكل أفضل وأصدق وأعمق من خلال أدواره المختلفة، فهو في الواقع يبحث في خزانة ذاكرته الانفعالية عن النموذج المثالي الذي يقدمه، انطلاقا من إيمانه العميق بإن اختيار (الشخصية/ النمط)، وإعادة تصويرها على الخشبة أو في السينما والتلفزيون، وهذا هو هدف فن التمثيل عنده، ألا يكمن جوهر هذا الفن والإبداع، في نبش هذه الحالات الإنسانية، وإعادة خلقها فنيا!؟.. هكذا يفكر(الهداوي) ويتخيل الشخصية التي يؤديها.
إضافة أفعال بشرية
إن المدهش والممتع في الممثل المجتهد (فتحي الهداوي)، هو قدرته على عرض وإضافة أفعال بشرية، وتوليد مشاعر إنسانية محددة وواقعية بالتأكيد (سلوك/ فعل)، بواسطة مهاراته الفنية، وضمن ظرف حياتي معطى، ولأنه من الموهوبين في فن التمثيل، يبقى هو ذاك الذي يمتلك القدرة على فهم وخلق طبيعة بشرية حقيقية، وتوليد مشاعر وأحاسيس صادقة، وإعادة إنتاج شخصيات وأنماط إنسانية لا حدود لها؛ ينبشها من الحياة العادية، ومن خزانة الذاكرة الانفعالية، ويجسدها أمامنا، بإتقان ساحر، مضيفا إلى تلك النماذج البشرية التي نعرفها نموذجا جديدا، في ظروف نموذجية، كما عرف (إنجلز) الواقعية، لذلك يعد فن التمثيل عند (الهداوي) حالة استثنائية، مهما تعددت مناهجه ومدارسه وأسماؤه، فالغاية الأساسية منه، هى توليد وتجسيد المشاعر الإنسانية والقدرة على عكسها وعدوى الآخرين بها (المشاهدين).
قد تكون للكتابة عوالم ممكنة وخفايا لا يعلمها الا من أتقن لعبة الكلمات والحروف، وهذا يمكن أن ينطبق أيضا على الإبداع وعوالمه الممكنه في تمازج الحروف بالحركات وحسن الأداء تاسيسا لدور منفرد ولشخصية لا تقبل التقليد، وذلك بحسب النلقد المسرحي التونسي (رياض السبوعي)، وهذ ما ينطبق على الممثل التونسي (فتحي الهداوي) والذي في كل عمل درامي أو سينمائي له استطاع ولا يزال شد المتابع شدا مهما كانت طبيعة الدور الذي يقوم به، فهو صاحب التجربة الفنية التي ستحتفل قريبا بمرور نصف قرن لها من العطاء والتميز على عدة مستويات، وهو الذي استطاع نحت اسمه وصورته في أذهان المتابعين منذ مطلع الثمانيات لتترسخ الصورة مع بداية التسعينات في عدة أعمال تونسية وعربية وأجنبية بحسب سيرته الذاتية التي تزخر بالعديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والتلفزيونية التي تعد علامات بارزة في فن التجسيد الحي.
ونحن إيزاء الحديث والكتابة عن مبدع كرس كل حياته في سبيل الإبداع والتمثيل، كل مفردات اللغة، وكل الأشكال التعبيرية باختلاف ألوانها لن توف حق هذا الرجل، فبمجرد ذكر إسمه (فتحي الهداوي) يقول (السبوعي): فقط يدفعنا للحيرة والتساؤل، والشك، شك في ماذا؟ إنه شك (ديكارتي) كوجيتي كطريق لليقين، يقول ديكارت: (إذا أردت أن تكون باحثا صادقا عن الحقيقة، فمن الضروري أن تشك ما لا يقل عن مرة واحدة في حياتك)، اذا لم نشكك في هذه العلامة والأيقونة التي ترفض أن تموت فكيف سنصل لها حتى نتمكن من كتابة ما سوف نكتب بصدق وعفوية تامة؟، إن لم نشكك في مدى الأثر الذي خلقته، وخلفته هذه الأيقونة في تاريخ الدراما، السينما، والمسرح فإننا لن نصل إلى ماهو حقيقي.
الأثر الفني الذي خلفه هذا المبدع
ولو أعدنا شريط الذاكرة قليلا لثمانينات وتسعينيات القرن الماضي سنجد، ونعثر على الأثر الفني الذي خلفه هذا المبدع، ولو سقطنا في ذكر أعماله ربما سنظلم الرجل تاريخيا لكن لا يمكننا أن ننسى (العوادة، عرب، غبار الالماس، صفايح ذهب، عصفور سطح)، وغيرهم الكثير إضافة إلى الأثر الذي تركه من خلال مشاركته في الدراما العربية، إذا كان عمره البيولوجي واحد وستون سنة وبضعة أشهر فإن عمره الفني يتجاوز القرن وأكثر، لا يمكننا الحديث عن الدراما التونسية الرمضانية دون ذكر هذه العلامة الفارقة، للإسم وظيفة إنتظارية وإنشائية تجعلنا ضمنيا ننتظر كيف سيكون ظهوره؟ ماهو الدور الذي سيلعبه؟ ماهى طرق وتقنيات أدائه؟، كم هائل من الأسئلة والتساؤلات تسقط علينا دفعة واحدة كانهيار الصخور.
والحقية إنه عند الحديث عن فتحي الهداوي تغيب المناهج، والمدارس، وتقنيات فن التمثيل منذ الإغريق إلى الآن، وإلى بعد الآن وهنا وهذا ليس غرورا بل لأننا في حضرة مدرسة إبداعية بالمفهوم المسرحي الإبداعي، منهج مجدد، متجدد لا ينتهي، وأسس لأساليب جديدة نغوص في البحث عنها دون البدء فيها وترفض أن تبدأ فماذا نقول عن نهاية التي استحالت ان تنتهي؟، فتحي الهداوي.. عذرا على عبث الكلمات شاهدنا هذا المبدع في أدوار متعددة ومختلفة. عاطفة، وجسدا، وكل الميكانيزمات النفسية، والحسية، والإبداعية لهذا الرجل تستطيع إحتواء الكل دون كلل أو ملل.
بدأ حياته بالمسرح المدرسي
ولد الممثل التونسي فتحي الهداوي في العاصمة التونسية تونس، بدأ مسيرته الفنية من مسرح ابن شرف في المعهد الثانوي من خلال الأدوار الكلاسيكية، تحت إشراف الأستاذ حمادي المزرى، ثم انتقل إلى المعهد العالي للفن المسرحي في تونس، ونال شهادة التخرج في عام 1986، وقد حرص على تطوير مهاراته حتى درجة الاحتراف، وتخرج الهداوي الأول عن دفعته حيث تحصل على جائزة رئيس الجمهورية الحبيب بروقيبة في ذلك الوقت، وانضم الهداوي عام 1985 إلى مسرح الهواة، والتحق بمجموعة المسرح (المثلث) بتأطير من الأستاذ المسرحي (الحبيب شبيل)، ليكون لاحقا عنصرا من عناصر مجموعة المسرح الجديد مع المخرج التونسي (الفاضل الجعايبي) والمخرج (الفاضل الجزيري) والممثلة التونسية (جليلة بكار) وغيرهم من القامات المسرحية التونسية، 1982: دولاب للمخرج المسرحي حمادي المزي، موال للمخرج المسرحي الحبيب شبيل 1984، عرب للمخرج المسرحي الفاضل الجعايبي 1987، العوادة للمخرجين الفاضل الجزيري و الفاضل الجعايبي 1989، القرآن 2000، أوديب للمخرج المسرحي علي بن عياد 2003.
جسد الهداوي أدوارا مركبة، كان يطوعها بسلاسة، يقول النقاد عنه إنه متقمص بارع، مثل في عدة أعمال مسرحية أهمها (العوادة، وعرب) اقتبست فيما بعد في عمل سينمائي يحمل العنوان ذاته وحاز فيه فتحي الهداوي على دور البطولة عام 1988.
مسيرة درامية عربية وأجنبية
دخل الهداوي منذ نهاية الثمانينات وبداية التسعينيات عالم السينما والتلفزيون بمسيرة درامية حافلة بالأعمال التونسية والعربية والأجنبية، شارك من خلالها في فيلم (حلفاوين) للمخرج (فريد بوغدير)، وفيلم (صفائح من ذهب) للمخرج (النوري بوزيد) عام 1986، والمتأمل لمسيرة (فتحي الهداوي) سوف يلحظ أنه أدى أدوارا متنوعة بل متناقضة في عدة أعمال سينمائية تونسية وعربية وأجنبية جمعته بمخرجين أجانب من فرنسا وإيطاليا، أشهرهم المخرج الفرنسي (سارج مواتي) والمخرج الإيطالي (فرانكو روسي).
لمع نجم الهداوي في الأعمال الرمضانية، حيث حاز على مكانة كبيرة في المشهد الدرامي التلفزي التونسي بداية من الموسم الرمضاني عام 1991 في مسلسل (ليام كيف الريح) للمخرج صلاح الدين الصيد، ثم في المسلسل الشهير (غادة) للمخرج محمد حاج سليمان عام 1992، ثم كان لفتحي الهداوي دور البطولة في مسلسل (العاصفة) للمخرج عبد القادر الجربي عام 1993، ومن بعده مسلسل (الحصاد) عام 1994، وحاز (الهداوي) على شهرة واسعة بعد آداء دور (رئيف) في المسلسل الدرامي الشهير (صيد الريم) عام 2008، ثم (ناعورة الهواء) في الموسمين الرمضانيين في 2014 و2015.
مسلسلات عربية تاريخية شهيرة
وشارك فتحي الهداوي في أعمال درامية تلفزية عربية، وانفتح من خلالها في العالم العربي وشارك في مسلسلات عربية تاريخية شهيرة، أهمها مسلسل (تاج من شوك) للمخرج التونسي الراحل شوقي الماجري عام 1997، ومسلسل (هولاكو) للمخرج السوري باسل الخطيب عام 2002 ومسلسل (الحجاج) للمخرج محمد عزيزية عام 2004، ومسلسل (أبو زيد الهلالي) للمخرج باسل الخطيب عام 2004 ومسلسل (خالد ابن الوليد) للمخرج محمد عزيزية عام 2009 ومسلسل (عمر) للمخرج السوري حاتم علي عام2011.
وكان فتحي الهداوي قد تألق في عدة أعمال سينمائية منها: (1985 الكأس للمخرج محمد دمق،1987 ألف طفل اسمه يسوع للمخرج فرانكو روسي، 1988 صفايح ذهب للمخرج نوري بوزيد، والإنتظار للمخرج فرانكو روسي، عرب للمخرجين الفاضل الجعايبي والفاضل الجزير، 1989 صيف كل الأحزان للمخرج سيرج مواتي، 1990 عصفور السطح للمخرج فريد بوغدير، 1992 غبار الألماس للمخرجين الفاضل الجعايبي ومحمود بن محمود، 1994 حرائق انطفأت بشكل غير صحيح للمخرج سيرج مواتي، 1995 نظرة معينة للمخرج خالد البرصاوي، 1996 تحقق من الهوية للمخرج بيتر كاسوفيتز، 1998 قليبية مزارة للمخرجين جان فرانكو بانون وطارق بن عبد الله، والحب الحرام للمخرج نضال شطة.
ودخل فتحي الهداوي الألفية الجديد بفيلم: المفتاح للمخرج شوقي الماجري، 2001 الملوك الثلاثة للمخرج ألان موصلي، 2003 الشمس المغتالة للمخرج عبد الكريم بهلول، 2004 باب العرش للمخرج مختار العجيمي، 2005 ظلال الصمت للمخرج عبد الله المحيسن، 2009 شارع الحبيب بورقيبة للمخرج إبراهيم اللطيف، 2012 الخميس بعد الظهر للمخرج محمد دمق، 2012 باب الفلة للمخرج مصلح كريم، وفي مجال الأفلام القصيرة قدم 2011 الذي يمكن إنقاذه، لفتحي الدغري، 2013 أي شيء، لأسمهان الأحمر،2013 يد اللوح، لكوثر بن هنية.
عشرات المسلسلات التاريخية العتيقة
وفي التليفزيون قدم عشرات المسلسلات الدرامية التي تنوعت ما بين التاريخي والاجتماعي والكوميدي وأهمها : (1991 ذهب مع الريح، 1993 العاصفة في دور منصور،1994 غادة، و الحصاد)، 1997 تيج دقيقة شوك، 1999 التوبي، 2002 هولاكو، 2004 الحجاج في دور المهلب بن أبي صفرة، 2004 قمرة سيدي المحروس في دور محمود صابر، وأبو زيد الهلالي في دور الزناتي خليفة، 2005 آخر وردة والمرابطون و الأندلس، في دور يوسف بن تاشفين للمخرج ناجي طعمي، 2008 صيد الريم في دور رئيف، 2010 كاستينغ، 2011 الحسن والحسين في دور حرقوص بن زهير، 2012 من أجل عيون كاترين في دور الريس نور الدين، 2012 عمر في دور أبو سفيان بن حرب للمخرج حاتم علي، 2013 يوميات امرأة في دور علي للمخرج مراد بن شيخ، وليام للمخرج خالد البرصاوي، 2013 الزوجة الخامسة (ضيف شرف) للمخرج الحبيب المسلماني، 2014 – 2015 ناعورة الهواء في دور حسونة للمخرج مديح بلعيد، 2015 سكوول (مشاركة خاصة)، وبوليس حالة عادية للمخرج مجدي السميري (ضيف شرف) الحلقات 3و4، 2016 الرئيس في دور الرئيس وليف البرمقلي للمخرج جميل النجار، 2019 أولاد مفيدة في دور الحاج بو بكر للمخرج سامي الفهري، 2020 قلب الذيب للمخرج بسام الحمراوي، ونوبة 2 للمخرج عبد الحميد بو شناق، وأولاد مفيدة 5 للمخرج سوسن الجمني.
شغل فتحي الهداوي مناصب إدارية في القطاع الثقافي منها منصب مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات من عام 2011 إلى 2014، ومديرا لمهرجان الحمامات الدولي في دورة عام 2012 ودورة 2013. كان مسؤولا عن العلاقات العامة في أيام قرطاج السينمائية عام 1995 ومديرا فنيا لأيام قرطاج المسرحية عام 1993 وحاز على الجوائز التالية: (2000 أفضل ممثل مساعد في أيام قرطاج السينمائية عن دوره في فيلم الحب الحرام للمخرج نضال شطة، 2004 أفضل ممثل مساعد في أيام قرطاج السينمائية عن دوره في فيلم باب العرش للمخرج مختار العجيمي، 2013 جائزة أفضل ممثل وجائزة نجم رمضان في حفل جوائز رمضان (Romdhane Awards) الذي نضمته موزاييك أف أم، 2014 جائزة أفضل ممثل لدوره في مسلسل ناعورة الهواء في حفل جوائز رمضان Romdhane Awards
أشهر أقول فتحي الهداوي:
** عمرو ما كان عندي طموح إني نكون غول في حاجة، وأهم حاجة إنك تستمتع بالشي إلي تعمل فيه وتركز فيه وقد ماتعطيها المهنة هذي هى تعطيك المحبة والمودة.
** تونس يمكن أن تصبح قطبا دراميا بدون تعقيدات أيديولوجية، وذلك عبر الفكر الإبداعي، وأؤكد على دور الدولة في هذا الجانب خاصة في علاقة بتجميع الأطراف المعنية وإصدار القوانين.
** الدراما هى من الآليات الخطيرة والنافذة لتغيير عقليات الشعوب، وأؤكد على سعي السلطة للاستفادة من الدراما لإيصال فكرة أيديولوجية أو سياسية.
** أبو سفيان تجربة إنسانية وأؤكد أن الممثل يبني شخصيته بطريقته وهو ما أعتبره سرا شخصيا، ولو كنت (أبو سفيان) فإني أتصرف ليس فقط من خلال أفكار بل أفعال، شك (أبو سفيان) أمر صعب على الروح والوجدان.. نحاول أن نعيشه، نحسه.
** تبقى مسألة ميلاد أي جيل جديد من الممثلين مرتبطة بما سيقدمه في المستقبل: هناك ممثلون تحدوهم الرغبة في كسب الرهان وهناك من يلفت نظرك بلقطة ما، ولا أخفي سرا إذا قلت أنني أعيش فترات ممتعة معهم..
التمثيل لحظة جنون فيها امتاع وحب كبيران!
** إن الناس تحب سماع الأغاني التي تمثلهم على غرار أغاني(الراب) على سبيل المثال وتكون كلماتها معبرة عنهم ،وأؤكد أن الآن هو عصر (الراب) والموسيقى البديلة، كما أن الموسيقى الوترية لها مشكل كبير ولم تتطور سواء في تونس وكذلك في مصر.
** محمد رمضان لا ينتمي لصنف الممثلين، فليس لديه عمق في الأداء مثل محمود المليجي، وليس لديه عمق في الأداء مثل محمود عبد العزيز، محمد رمضان، كما لايملك ذلك العمق في الأداء مثل أحمد زكي، هو فقط يقدم عروضا استعراضية تجلب له الشهرة.
وفي النهاية لابد لي من تحية تقدير واحترام للفنان التونسي (فتحي الهداوي) الممثل فتحي الهداوي، الذي لا يعد ممثلا صامتا ومنزويا، الحركة والأخذ والعطاء والفهم والتفهم والتلقائية طريقه المختصر لعمل ناجح، حتى أنه قال في أحد تصريحاته إن (التمثيل لحظة جنون) لأنه لا يحفظ أدواره وإنما تكتب له كلماتها على لوحات ترفع في أماكن محددة أثناء التصوير، لذا فقد أصبح هو الأقدر على التغيير وإحداث الفارق مع أنبغ المخرجين وأشهرهم ومع أبسطهم وأقلهم خبرة أيضا، ومن هنا يرى الكثيرون أنه الأفضل على الإطلاق في تاريخ الدراما التونسية، فنحن أمام فنان مجتهد جدا، يهتم كثيرا بالكيف على حساب الكم، يلفت الأنظار مع كل دور جديد يقدمه، وأعماله تشهد له بذلك.. متعه الله بالصحة والعافية.