من شفيقة القبطية إلى شيرين عبدالوهاب .. نجوم في دائرة الإدمان !
كتب : أحمد السماحي
خلال الساعات القليلة الماضية لا حديث في مصر سواء في الفضائيات أو المواقع الإلكترونية أو حتى في البيوت المصرية إلا حول أزمة المطربة (شيرين عبدالوهاب) وشقيقها، وأصابت الدهشة الجميع عندما ظهر (محمد عبدالوهاب) شقيق شيرين ووالداتها في مداخلة أمس مع الإعلامي (عمرو أديب) في برنامج (الحكاية) على قناة (إم بي سي – مصر)، واتهمت الحاجة كريمة والدة شيرين، المطرب (حسام حبيب) والمنتجة (سارة الطباخ) بمساعدة ابنتها على تعاطي المخدرات فى شقة فى التجمع!، وطالبت بحماية ابنتها من (حسام حبيب) قائلة : راجع بخطة عشان يضحك عليها، حسام بيشجعها على تعاطي المخدرات لهذا أدخلها شقيقها (محمد) المستشفى للعلاج النفسي إلزاميًا.
كما صرح محمد عبدالوهاب: (وديت شيرين المصحة عشان تتعالج من الإدمان، وهى وحسام حبيب اتصالحوا وكان بيتعاطوا مخدرات سوا وتم إثبات ذلك في المستشفى).
وتابع في تصريحاته: (أختي بتتعرض لعصابة حاطين لها أجهزة تجسس على الموبايل، أختي بتضيع، وواقعة في عصابة حسام حبيب وسارة الطباخ، وضحكوا عليها ولو رقبتي هتطير، ولو كان آخر يوم في عمري مش هطلعها من المصحة إلا وهى كويسة).
سمية والفيشاوي
ما فعله (محمد عبدالوهاب) بشقيقته المطربة الشهيرة أعاد إلى الذاكرة على الفور ما فعلته النجمة (سمية الألفي) في نهاية الثمانينات عندما خططت لإختطاف زوجها النجم (فاروق الفيشاوي) من البيت ووضعه في إحدى المستشفيات للعلاج من إدمان الهيروين، يومها لم تفكر (سمية) في أولادها أو مستقبلها، ولكنها فكرت في زوجها كإنسان طيب ونجم ينتظره مستقبل لامع.
وكانت عملية خطف (الفيشاوي) سرية لم تعرف عنها الصحافة شيئ وأحكمت (سمية) عملية الحصار، حيث اتفقت مع المستشفى على إشاعة أن زوجها سافر إلى الخارج ليتحول إلى سجين في المستشفى تحت الرقابة المشددة والعلاج، وبعد شهورعديدة نجحت خطة الخطف وشفى (فاروق الفيشاوي).
دائرة الإدمان
لم يكن الفيشاوي أول النجوم الذين وقعوا في دائرة الإدمان، أو تعاطي المخدرات، ذلك السم القاتل الذي يدفع به المرء نحو عروقه بيديه، ليبدأ حفر قبره بيده، سواء قبر موته نهائيا أو قبر نهايته من الدنيا دون موته، إنها المخدرات بكافة أنواعها، تلك المادة الشيطانية التي قضت على نجوم لمعت أسمائهم على أفيشات الأفلام، وتترات المسلسلات، وقضت على طموحات عدد كبير من الرياضيين في الملاعب، وشوهت العديد من السياسيين.
شفيقة القبطية
لن نتحدث عن السياسيين ولا الرياضيين سنكتفي فقط بنجوم الفن حيث شهدت الساحة الفنية منذ بدايتها إدمان عدد كبير من النجوم أصحاب الأسماء الرنانة في عالم الأضواء أولهم الراقصة والمغنية (شفيقة القبطية) التى كانت تظهر في ملابس موشاة بخيوط من الذهب، وتلبس حذاء غطت كعبه طبقة من الذهب، مرصع بالماس الحقيقي والجواهر وتتحلى بأطقم من الذهب والجواهر، قيمة الحذاء خمسة آلاف جنيه من الذهب، وكانت تجوب شوارع القاهرة بالعربة الفخمة الموشاة بالذهب التى تجرها ستة خيول مطهمة، وبجوار كل جواد قمشجي يلبس الطربوش الأحمر المغربي، ويتقدم العربة اثنان من القمشجية تفسحان الطريق للموكب صائحين: (وسع يا جدع للست شفيقة)!.
وكان هذا الموكب صورة طبق الأصل من موكب الخديو عباس وكان الناس يصفقون لها في الشوارع أكثر مما يصفقون للخديو الجالس على العرش، ولهذا حقد عليها الخديو، وأرسل إليها من يأمرها بأن تكف عن الظهور في الشوارع بهذا الموكب، وأوعز إليها الرسول أن تهدي عربتها وخيولها للخديو، فرفضت (شفيقة) أن تستجيب لرغبته، واشترت عربة أخرى بيضاء مذهبة تجرها ستة خيول بيضاء، وكانت تركب هذه العربة بالنهار فقط.
ورقصت (شفيقة القبطية) في أول معرض دولي أقيم في باريس سنة 1920 بحذاء من الذهب المرصع بالماس، وكتبت الصحف الفرنسية قصة الراقصة المصرية التى رقصت بحذاء من الذهب المرصع بالماس، لكنها فقدت كل هذا الثراء والجاه بسبب إدمانها الكوكايين، وماتت فقيرة معدمة ولم يمش في جنازتها سوى اثنين فقط!.
سيد درويش
لم تكن (شفيقة القبطية) هى المدمنة الوحيدة، فشهدت هذه الفترة إدمان عبقري الموسيقى الشيخ (سيد درويش) للكوكايين، والمفارقة أنه رحل في نفس السنة التى رحلت فيها (شفيقة القبطية) عام 1923.
وعلى مدى تاريخ الفن توالى النجوم الذين سقطوا في بئر الإدمان، في البداية أقبلوا على شم الهروين لينشط قواهم ويجددها بحيث يستطيع الفنان أن يمثل في أكثر من فيلم، وأكثر من مسلسل، ثم أصبحت عادة قاتلة، فإدمان بغيض، ولكن المثير أن من بينهم من نجحوا في تدارك الكارثة، والخروج من هذا البئر المدمر، ومنهم من مات وهو مدمن، وقائمة النجوم المصريين الذين أدمنوا كثيرة جدا ولن نذكر أسماء أخرى حتى لا نتهم بتشويه رموزنا الفنية، وقد ذكرنا بعض الأسماء فقط لأن الإدمان كان سببا في نهاية حياتها الفنية والإنسانية.