الموقع أدناه : (يوري مرقدي) .. مفصوم الشخصية الذي لم يحترم الجمهور فقرر الاعتزال !
كتب : أحمد السماحي
أثار قرار إعلان المطرب اللبناني (يوري مرقدي) إعتزال الفن يوم الخميس الماضي جدلًا واسعا على (السوشيال ميديا) بعد أن فاجئ مُتابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي بخبر اعتزاله الفن وابتعاده عن عالم الغناء، وشارك صورة على إنستجرام تحمل رسالة قاسية عن الوسط الفني قال فيها: (عندما يصبح الفن طريقة للتخلص من السوائل من الكلية، أفضل الفن فى العتمة)!.
بعد نشر الخبر انقسمت آراء الجمهور بين مؤيد للقرار، وبين من يرى أن الفنان اللبناني كان أمامه الكثير ليقدمه للساحة الفنية عامة والغنائية خاصة، والحقيقة أن خبر اعتزال (يوري مرقدي) لم يكن مفاجئا لي، لأنني كنت متوقعه منذ زمن حيث أصبح وجوده باهتا في الساحة الغنائية بحكم ابتعاده عن الغناء منذ سنوات، حيث اختار هجرة بلاده والفن معا عام 2005.
وفضل أن يضمن مستقبلا أفضل لأبنائه بالحصول على الجنسية الكندية على أن يستمر فى الغناء! رغم النجاح الكبير الذي حققه في سنوات قليلة وتقديمه لأربع ألبومات متوالية هى (عربي أنا، حبس النساء، بحبك مووت، يا قاسي)، فضلا عن فيلمه الجميل (الحياة منتهى اللذة) الذي قدمه مع (حنان ترك وزينة) وقدم من خلاله واحدة من أروع أغنياته وهي (شفتي وصلتي بيا لفين) كلمات المبدع بهاء الدين محمد.
وبعد ست سنوات من ابتعاده عاد مرة أخرى فى 2011 بأغنية (حدا مش أنا) ثم انقطع حوالي خمس سنوات أخرى، إلى أن قابل المنتج الفني (محسن جابر) صاحب شركة (مزيكا)، واتفقا على تقديم ألبوما غنائيا، فكانت عودته الأخيرة عام 2017 بألبومه (أنا الموقع أدناه) الذي جاء متميزا للغاية، لكن هذا التميز لم يأت ثماره عند الجمهور لأن حالة التوقف والعودة في عالم الفن تجعل الجمهور يأخذ موقفا سلبيا من الفنان ويبتعد عنه مهما كانت قوة هذا الفنان لأن الجمهور يشعر وقتها أن هذا الفنان لا يحترمه ولا يحترم فنه، ولأن النجومية التى يمنحها الجمهور للفنان مسئولية.
هذه المسئولية تقتضي على الفنان أن يتواجد بصفة منتظمة أمام جمهوره، خاصة في عصر (السوشيال ميديا) وكثرة النجوم والنجمات، وهذا ما لم يستوعبه المغني اللبناني، لهذا سقط، وسقوط الفنان يمكن أن يتم في أي لحظة طالما لم يحترم الجمهور، فالجمهور بالنسبة للفنان هو المكافأة والعقاب، هو البداية والنهاية، السعادة والألم، القمة والقاع.
جدير بالذكر أن (يوري مرقدي) هذا المتمرد المغامر الذي درس الاخراج والمسرح والسينما في لندن، ظهر بقوة عام 2001 من خلال أغنية باللغة العربية الفصحى البسيطة هي (عربي أنا اخشيني) ظهر في شكل نجوم الروك المتمردين في الغرب بأزيائهم وأسلوب حركاتهم، وقدم تجارب غنائية متميزة للغاية من خلال أفكار وموسيقى جديدة مثل (المرأة العربية، معلمة الكيمياء، برسم البيع، التنين، لو كنت عمر الشريف، مفصوم الشخصية، أريد حبا في الدين، نافذتي، أنا الموقع أدناه) وغيرها.
وكنا ننتظر من (يوري مرقدي) صاحب الشخصية القوية ألا تكون هذه النهاية، لكن (أدي اللي كان، وآدي القدر، وآدي المصير).